
على الرغم من أننا لم نعاصر المثّال الإيطالي الشهير مايكل أنجلو، فنان عصر النهضة الأوروبية وأحد أبرز مُبدعيه، فإنه يمكن تتبع أثر عمله على المنحوتات والأعمال الفنية، وبالأحرى بصماته، إذ تمكن مسؤولون في أحد المتاحف البريطانية من الكشف عن أثر بصمة إصبع على أحد النماذج الشمعية التي شكلها الفنان قبل 5 قرون، يُعتقد أنها تعود للمثال الشهير.
ويستقر النموذج الشمعي المذكور في متحف فكتوريا وألبرت، بالعاصمة البريطانية لندن، ويُطلق عليه اسم "عبد" أو A slave بالإنجليزية، ويبلغ طوله أقل من 17.78 سم، ويُظهر جسد شخص عارٍ يُخفي وجهه بذراعيه، ويُعتقد أن النموذج عمره 500 عام، وفقًا للموقع الإلكتروني لـ CNN.
في الأصل لم ينشد فنان عصر النهضة عرض القطعة الشمعية على الجمهور، بل استخدمها كنموذج مصغر لتمثال رخامي أكبر يُطلق عليه Young Slave أو "عبد صغير"، وكان من المفترض أن يستقر التمثال الأصلي الكبير في مقبرة البابا يوليوس الثاني في مدينة روما الإيطالية، إلا أن مايكل أنجلو لم يُكمل العمل، ويستقر التمثال الرخامي غير المكتمل في معرض الأكاديمية بمدينة فلورنسا الإيطالية.
اكتشاف بصمة مايكل أنجلو
وعلى الرغم من بقاء القطعة الشمعية في مواقع الحفظ المتحفي لسنوات، فإن البصمة الباقية والمُعتقد أنها تنتمي لأحد أصابع مايكل أنجلو اكتُشفت مُصادفة، بعد نقل النموذج الشمعي من غرفة علوية بالمتحف إلى أخرى أكثر برودة تحت الأرض أثناء فترة الإغلاق على خلفية جائحة كورونا، وعند فحص النموذج لاحقاً اكتشف فريق العمل وجود بصمة صغيرة على التمثال، وفقًا لموقع مجلة Smithsonian.
ويُعتقد أن اكتشاف البصمة يرجع إلى تغير كيميائي في تركيب الشمع الذي شُكل منه النموذج، وذلك نتيجة لتغير درجات الحرارة ومستويات الرطوبة التي مر بها. وكان النموذج تعرض للسقوط ولتحطم بعض أجزائه سابقًا في عام 1924 لكنه مر بعملية ترميم.
ومايكل أنجلو أحد أبرز فناني عصر النهضة الأوروبية. ولد في إيطاليا عام 1475 وتعلم فن النحت الكلاسيكي في معية عائلة الميديتشي الفلورنسية الشهيرة، ولاحقًا قدم أعمالاً فنية وإنجازات معمارية خالدة، من بينها كاتدرائية القديس بيتر بالفاتيكان، وعدداً من أشهر الجداريات الفنية داخل كنسية سيستينا، إضافة للتماثيل والأعمال الشعرية، وتوفى عام 1564 وفقًا لموقع Biography.