
مونيكا لوينسكي، امرأة أميركية أربعينية لطالما ارتبط اسمها بفضيحة مدوية اشتعلت نهايات القرن الماضي، عندما تسربت للعلن أنباء خوض - الشابة العشرينية آنذاك - علاقة غير شرعية مع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون.
واليوم تتمكن لوينسكي من بعد ما يزيد على عقدين من الزمن من رواية قصة أزمتها من وجهة نظرها، وتصديرها للأجيال الجديدة عبر مسلسل تليفزيوني ينطلق في السابع من سبتمبر الجاري، حيث تعمل لوينسكي ضمن فريق المسلسل بوصفها منتجاً منفذاً.
أزمة كلينتون
ويناقش المسلسل الذي يصدر بعنوان "العزل.. قصة جريمة أميركية" فترة دقيقة من حياة كل من مونيكا والرئيس كلينتون، وذلك إبان ذيوع أمر العلاقة غير الشرعية التي جمعت الثنائي، والتي بدأت أثناء فترة تلقي لوينسكي التدريب في البيت الأبيض، فيما عرف إعلامياً باسم "مونيكا جيت"، في اقتباس من فضيحة رئاسية سابقة (ووتر جيت) أطاحت بالرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون.
ورغم الضجة الإعلامية التي فجرتها الفضيحة، إلا أن كلينتون رفض الادعاء في البداية وأنكر علاقته بالشابة، وتطور الأمر لمواجهة الرئيس الديمقراطي الأسبق إجراءات عزل رسمية من منصبه، خاصة مع تصاعد اتهام آخر ضد الرئيس بالتحرش الجنسي وفقاً لدعوى رفعتها بولا وبرّئ منها لاحقاً.
وأحداث المسلسل وقوامه 10 حلقات مأخوذة بالأساس عن كتاب بعنوان "مؤامرة كبيرة.. القصة الحقيقية للفضيحة الجنسية التي كادت تُسقط رئيساً" للكاتب والمراسل الصحافي السابق جيفري توبين، وتؤدي دور مونيكا لوينسكي الممثلة الأميركية بيني فيلدشتاين، بينما يجسد شخصية الرئيس الممثل البريطاني كليف أوين.
قصة جريمة
وتأتي أزمة المكتب البيضاوي كثالث أجزاء مسلسل "قصة جريمة أميركية" الذي تُقدمه شركة FX وحصد على مدى سنوات عدداً من الجوائز في محافل رفيعة المستوى كجوائز البافتا البريطانية وإيمي الأميركية، وناقش الجزآن السابقان حوادث أخرى مثيرة في الماضي الأميركي القريب، كمحاكمة لاعب كرة القدم الأميركية أوجيه سيمبسون بعد اتهامه بقتل زوجته السابقة وامرأة أخرى، فضلاً عن موسم آخر تناول مقتل مصمم الأزياء الإيطالي الشهير جياني فيرساتشي.
ويتضمن فريق عمل المسلسل الذي يبدأ عرضه في السابع من سبتمبر الجاري، مونيكا لوينسكي بوصفها من المنتجين المنفذين للعمل، وشاركت في جوانب عدة من تنفيذه، لتعود بذلك للضوء بشكل واضح بعد سنوات من الاختفاء عن الساحة العامة أو الظهور الخجول، وفقاً لحوار حديث لها نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
عودة للأضواء
ويكشف الحوار تعرُض لوينسكي لاضطراب ما بعد الصدمة في أعقاب أزمتها، حتى إنها اضطرت للاعتماد على والديها مادياً لفترة طويلة، وذلك بسبب عجزها عن الحصول على وظيفة حتى مع انتقالها للمملكة المتحدة للحصول على درجة الماجستير، كما تُشير إلى تعرضها للمضايقات والضغوط الاجتماعية طوال سنوات.
وفي عام 2014 خرجت المتدربة السابقة للضوء مرة أخرى عبر مقال بقلمها في مجلة Vanity Fair شاركت خلاله جزءاً من رحلتها في التعامل مع تبعات الأزمة وتعرضها وأسرتها للإهانة وشعورها بالعار خاصة في ظل الضغوط الاجتماعية الخارجية من الغرباء، كما ظهرت أيضاً من خلال حديث قصير في إحدى فعاليات تيد (TED Talks).