المكسيك تسعى لحماية تراثها من سرقة دور الأزياء العالمية

time reading iconدقائق القراءة - 4
عارضة أزياء ترتدي زياً تراثياً خلال أسبوع الموضة للأزياء المكسيكية التراثية في المقر الرئاسي السابق في لوس بينوس بمكسيكو سيتي- 18 نوفمبر 2021 - AFP
عارضة أزياء ترتدي زياً تراثياً خلال أسبوع الموضة للأزياء المكسيكية التراثية في المقر الرئاسي السابق في لوس بينوس بمكسيكو سيتي- 18 نوفمبر 2021 - AFP
مكسيكو-أ ف ب

بدأت المكسيك هجوماً مضاداً للحدّ من انتحال تصاميم حرفييها في قطاع النسيج، من قِبَل دور الأزياء العالمية، من خلال تنظيمها خلال عطلة نهاية الأسبوع حوار بين عدد من المصممين الأجانب ومجتمعات سكانها الأصليين، بهدف التوصل إلى "موضة" أكثر إنصافاً.

وجمعت وزارة الثقافة لهذا الغرض العشرات من المصممين المنتمين إلى شعوب المكسيك الأصلية، في نوع من استعراض القوة، وأقامت لهم معرضاً بلوس بينوس، المقر السابق للرؤساء المكسيكيين، الذي أعاده الرئيس الحالي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إلى عامة الشعب.

وأُطلق على هذا المعرض الذي يختتم أعماله الأحد، عنوان "أصلي.. فن النسيج المكسيكي"، وتتوافر فيه الملابس والإكسسوارات مثل الويبيل، وهي بلوزة قطنية بيضاء تقليدية مع أنماط دقيقة التطريز.

"السرقة ليست تحية"

وتُختتم السوق المقامة في الهواء الطلق كل مساء بعرضين للأزياء، يشبهان مسيرات الفخر التي يقيمها السكان الأصليون، في الحديقة الشاسعة المحيطة بالقصر، الذي أعادت وزيرة الثقافة أليخاندرا فراوستو تسميته "المقر الرسمي لشعب المكسيك".

وتهدف الحكومة من خلال هذا الحدث إلى رفع الصوت عالياً ضد انتحال دور الأزياء الأجنبية الأنماط والتطريزات والألوان المتلألئة التي تشتهر بها شعوب المكسيك الأصلية في تشياباس وواخاكا وسواهما.

وشددت الوزيرة فراوستو خلال افتتاح المعرض، الجمعة، على أن ما وصفته بـ"السرقة الأدبية" لا يشكّل "تحية" للتصاميم المكسيكية.

وأبدت الوزيرة ارتياحها للاعتذار الذي أعلنته قبل عام المصممة الفرنسية إيزابيل ماران، عن استخدامها الأنماط التقليدية لشعب البوريبيشا في أحد معاطفها.

وجرى حوار بين الحرفيين من السكان الأصليين وممثلين عن دار إيزابيل ماران والمصممة الإسبانية الكبيرة أجاتا رويث دي لا برادا.

حماية التراث

وأقيم الجمعة حوار ضم مصممَين حضرا خصيصاً من باريس مع الحرفيين إجناثيو نتزاهوال كويوتل وشريكته كريستيان خانات، ضمن ورشة عمل في ولاية تلاكسكالا (شرق مكسيكو).

ورأى نتزاهوال كويوتل بعد الاجتماع أن "السرقة الأدبية هي نتيجة انعدام التواصل"، معتبراً أن "التواصل يتيح عقد اتفاقات".

وأضاف: "نطالب بأجور عادلة عن عملنا، وينبغي أن يأخذ السعر في الاعتبار التصميم والأنماط وعدد ساعات العمل".

أما المصمم الباريسي تيوفيل ديليتر الذي أسس علامة "كالير ديليتر" مع الفرنسي المكسيكي ألونسو كالديرون هيرنانديز، فقال: "نريد إيجاد اتفاقات مع الحرفيين الذين سنعمل معهم".

إلا أن الطريق للوصول إلى ذلك لا يزال طويلاً، فالحرفيون من السكان الأصليين المشاركون في المعرض يأسفون لاكتشافهم نسخاً متفاوتة الجودة من ابتكاراتهم على الإنترنت.

وقالت الخياطة الشابة كاندي مارجريتا من ولاية أواكساكا: "قبل بضعة أشهر، تحركنا احتجاجاً على وجود ويبيل (زي تراثي) مستنسخ بالكمبيوتر".

ويجري وضع قوانين للحد من الانتحال. وأوضح ممثل المعهد الوطني لحقوق التأليف والنشر ماركو أنتونيون موراليس مونتيس أن "الأحكام الجديدة التي وضعت العام الماضي، جعلت من الضروري الحصول على موافقة خطية من المجتمعات الأصلية عندما يُستخدم هذا النوع من فن النسيج لتحقيق الربح".

وأضاف أن المكسيك تدعو أيضاً إلى مناقشة هذه المسألة في المنظمة العالمية للملكية الفكرية.
وقالت مارتا سيرنا لويس (58 عاماً)، وهي إحدى حرفيات النسيج: "يجب أن نطبق القانون ضد مرتكبي الانتحال. إنها سرقة".