محارة أثرية تُصدر صوتاً لأول مرة منذ 18 ألف سنة

time reading iconدقائق القراءة - 3
المحارة التي عُثر عليها لأول مرة في عام 1931 في حفر أثري عند باب كهف مارسولاس بجنوب غرب فرنسا - AFP
المحارة التي عُثر عليها لأول مرة في عام 1931 في حفر أثري عند باب كهف مارسولاس بجنوب غرب فرنسا - AFP
تولوز-أ ف ب

صدح مجدداً لحن محارة يبلغ عمرها 18 ألف عام يُعتقد أنها أقدم آلة موسيقية هوائية معروفة، ما أتاح للباحثين في فرنسا إثراء معرفتهم بموسيقى ما قبل التاريخ.

وقالت عالمة الآثار كارول فريتز، في مجلة "سيانس أدفانس" العلمية الأميركية: "هذه أول مرة نسمع صوت هذه المحارة" التي عُثِر عليها في كهف بمارسولاس (جنوب غرب فرنسا). 

وفي إطار هذه الدراسة، تمكن عازف بوق من إصدار 3 أصوات قريبة من نوتات "دو، ودو دييز، وري"، من هذه المحارة التي تعتبر أكبر وأسمك من أنواع المحار الحالية (ارتفاعها 31 سنتيمتراً وقطرها يصل إلى 18 سنتيمتراً وسمكها يصل إلى 0,8 سنتيمتر). 

وقال مدير متحف تولوز، فرنسيس دورانتون، الذي شارك في إعداد المقال، إن هذه التجربة "تجعل من الممكن إثراء الثقافة الموسيقية التي ربما كانت سائدة لدى الشعوب التي عاشت في هذا المكان قبل 18 ألف سنة".

وأضاف: "ثمة آلات أقدم، بينها مزامير من عظام النسور أو غيرها، ولكن حتى اليوم لم يكن لدينا محارة معروفة من هذا العصر".

وشرح غيوم فلوري، أحد معدّي المقال، قائلاً إن إدخال تعديلات على المحارة كان ضرورياً في تلك الحقبة للتمكن من إصدار هذه الأصوات، ولوحظ أن طرفها كُسِر واستُحدِثَت فتحتان دائريتان في داخلها بهدف "إدخال عظم مجوف يتيح النفخ وإصدار الأصوات".

ولم يكن إجراء هذه الدراسة ممكناً بالطريقة نفسها منذ اكتشاف المحارة عام 1931، حتى قبل 10 سنوات، إذ أتاحها اليوم "استخدام النماذج ثلاثية الأبعاد"، وفق فريتز.

وأبدى الباحثون اعتقادهم أن المحارة كانت تستخدم ربما في الطقوس أو الاحتفالات، كما هي الحال اليوم في بعض الثقافات البولينيزية أو الأميركية الجنوبية. 

ويوازي صوت هذه المحارة القوي بالديسيبل صوت قطار أنفاق، وربما استخدم إنسان تلك الحقبة هذه الصدفة كأداة للتواصل.

ووصف المعدّ المشارك للدراسة، مدير مختبر الآثار الجزيئية والهيكلية في جامعة السوربون في باريس فيليب والتر، قوة صوت هذه المحارة بأنه "لا يصدق".

وسيستخدم الباحثون في التجارب المقبلة نسخة مطبوعة بالتقنية ثلاثية الأبعاد للمحارة.