
تقاوم مدينة عقرة الواقعة في إقليم كردستان، شمال العراق، زحف المباني الإسمنتية إلى وسطها التاريخي، الذي يتميز بعمارة حجرية.
كما تواجه عقرة الواقعة على بعد 500 كيلومتر شمال العاصمة بغداد، مثل بقية مناطق العراق، تداعيات التغير المناخي حالياً.
وبحسب رويترز، فإن تلكؤ السلطات العراقية في مواجهة مخاطر التغير المناخي، دفع عقرة البالغ عدد سكانها 100 ألف نسمة، إلى مكافحة تأثيرات التغير المناخي معتمدةً على أساليب الأجداد.
وفي حين لا يزال يسمح باستخدام الإسمنت في مباني الضواحي، فإن استخدامه وسط المدينة التاريخي يخضع لتقييد حتى في عمليات الترميم منذ عام 1991، حينما حصل إقليم كردستان على الحكم الذاتي.
ترميم المنازل
مع ذلك، فإن سياسة البلدية القائمة على البناء بالحجر ترتبط كذلك بالتمويل. وبين عامي 2011 و2014، سمحت الأموال العامة التي خصصت للمدينة بترميم 25 منزلاً قديماً ومسجداً.
لكن هذه التمويلات عُلّقت في عام 2014 بسبب "الأزمة المالية"، وفق رئيس البلدية بلند رضا زبير.
ولا يوجد حالياً ما يمنع السكان من ترميم منازل أو بناء منازل جديدة بمالهم الخاص، شرط ألّا يستخدموا الاسمنت إلّا في حال "تغطيته بالحجر"، بحسب زبير.
ونتيجة بنائها بالحجر، تراوح ألوان مباني وسط المدينة بين الأصفر الشاحب والبني النحاسي، مثل المبنى الذي يرتفع عند مدخل البلدة القديمة، الموروث عن زمن الامبراطورية العثمانية التي كان العراق جزءاً منها، وبني في عام 1853.
الأحجار الجيرية
ويقول المهندس المشرف على ترميم المنازل في عقرة، جميل صديق، إن هذا المبنى كان عبارة عن "ثكنة عسكرية" حينها.
وتستقدم الأحجار المستخدمة في عمليات إعادة الترميم "من الجبال، ويستخدمون الأحجار الجيرية للبناء. سهل على الناس البناء بالحجر، فهو رخيص، وهي مادة متوافرة".
ويضيف أن الحجر يشكل "عازلاً حرارياً جيداً. الجدران الحجرية عريضة، جدار الإسمنت مثلاً سٌمكه 20 سنتيمتراً، لكن جدار الحجر يتراوح سٌمكه بين 40 إلى 60 سنتيمتراً".
وترى السلطات المحلية أنّ الحفاظ على الإرث المعماري هذا يتيح أيضاً إنعاش السياحة في عقرة.
وبحسب هيئة السياحة في الإقليم، فقد استقبل إقليم كردستان 1.7 مليون سائح خلال الربع الأول من العام الجاري، غالبيتهم عراقيون من مناطق أخرى.