بيعت "لوحة مراكش" أشهر أعمال رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشرشل، الاثنين، في لندن مقابل 7 ملايين جنيه إسترليني (8.1 مليون يورو)، في مزاد أقامته دار كريستيز، مخالفة كل التوقعات المسبقة عن سعرها المقدر قبل المزاد بما يتراوح بين 1.7 و2.8 مليون يورو.
وتمثل اللوحة رسماً لصومعة مسجد الكتبية التاريخي في مدينة مراكش بالمغرب، رسمها تشرشل أثناء مكوثه في مراكش عام 1943، خلال زيارته المغرب للمشاركة في مؤتمر "أنفا" الذي عقده الحلفاء في الدار البيضاء.
وكانت اللوحة التي عرضتها للبيع نجمة هوليوود الأميركية أنجلينا جولي، والتي استقرت لديها في عام 2011، أهداها تشرشل إلى روزفلت في الخمسينات ثم بيعت مرات عدة.
ارتباط تاريخي
وتعد اللوحة أهم أعمال رئيس الوزارء البريطاني السابق تشرشل نظراً لارتباطها الوثيق بتاريخ القرن العشرين، وفق ما كتبه مؤرخ الفنون البريطاني باري فيبس في الدليل الإرشادي للمزاد.
وتجسّد اللوحة بأسلوبها البسيط صومعة المسجد، وتظهر في خلفيتها أسوار المدينة العتيقة مقابِلةً جبال الأطلس.
بدأ تشرشل الرسم في سن الأربعين، أما عشقه للمدينة الحمراء وأنوارها فكان في ثلاثينات القرن الماضي، حين كان المغرب خاضعاً للحماية الفرنسية والإسبانية. وزار المدينة 6 مرات خلال 23 عاماً، هرباً من ضباب لندن وعواصف السياسة.
وبيعت أيضاً لوحتان أخريان في المزاد نفسه لتشرشل، إحداهما تمثل مشهداً لمراكش، بلغ سعرها 1.55 مليون جنيه، بعدما كانت مقدّرة بما يتراوح بين 300 ألف و500 ألف جنيه، والثانية تمثل كاتدرائية القديس بولس في لندن، وكان من المتوقع أن تباع بسعر بين 200 ألف و300 ألف جنيه، لكن ثمنها النهائي بلغ 880 ألف جنيه.