أطلقت هيئة الأرصاد الجوية الأميركية في ولاية كاليفورنيا عدة تحذيرات من احتمال حصول فيضانات بعد مرور عاصفة عاتية، حرمت عشرات آلاف الأشخاص من التيار الكهربائي، وأودت بحياة شخصين على الأقل، فيما يتوقع خبراء في الأحوال الجوية عواصف أخرى.
وضربت وسط الولاية وشمالها عاصفة ترافقت مع رياح عاتية وصلت سرعتها أحياناً إلى 160 كيلومتراً في الساعة في بعض المناطق، مع أمطار غزيرة.
وتسببت كذلك بفيضانات كثيرة، ما أدى إلى قطع طرقات وحرمان أكثر من 190 ألف منزل من التيار الكهربائي، على ما أفاد موقع "باور أوتيتج" المتخصص.
وقضى شخصان على الأقل أحدهما طفل صغير كان في منزل نقال سقطت عليه شجرة.
وضربت العاصفة كاليفورنيا، فيما المنطقة لا تزال تعاني من سلسلة من العواصف العنيفة سجلت في نهاية ديسمبر الماضي.
أمطار غير مسبوقة
وتعود العاصفة الأخيرة إلى ليلة رأس السنة، وقد تسببت بفيضانات وبانقطاع للتيار الكهربائي وجعلت التربة مشبعة بالمياه. وقالت هيئة الأرصاد الجوية الأميركية إن مدينة سان فرانسيسكو شهدت أكثر 10 أيام ماطرة منذ عام 1871 (منذ 150 عاماً) مع تساقط 28 سنتيمتراً.
وبدأت الأمطار بالانحسار، الخميس، إلا أن السلطات استمرت بالدعوة إلى الحذر. وينتظر هبوب عواصف ماطرة جديدة في الأيام المقبلة، فيما التربة المشبعة بالمياه غير قادرة على امتصاص المزيد.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية إن التحذيرات من إمكان حدوث فيضانات "لا تزال سارية في مناطق وسط كاليفورنيا، والسواحل حتى صباح الجمعة بالتوقيت المحلي، ما ينذر بحدوث سيول وانهيارات طينية في أماكن مشبعة بالمياه بسبب الأمطار الغزيرة المتكررة".
وتوقعت الهيئة عاصفةً ماطرة جديدة اعتباراً من مساء الجمعة، في شمال كاليفورنيا وفي جنوب غرب ولاية أوريجون. وحذرت من أن "متساقطات إضافية تراوح بين 7.6 و 15.2 سنتيمتراً.. قد تفاقم الفيضانات عبر المنطقة".
وأضافت أن أكثر المناطق عرضة للخطر هي الموجودة على سفوح التلال، التي جُردت من الغطاء النباتي نتيجة لحرائق الغابات في السابق.
"قنبلة إعصارية"
وأوضحت هيئة الأرصاد الجوية أن موجات أمطار غزيرة قد تسجل في كاليفورنيا في منتصف يناير أيضاً.
وأمطار الأيام الأخيرة ناجمة عن ظاهرة معروفة بالنهر الجوي، وهي كناية عن شريط ضيّق في الغلاف الجوي يشبه النهر محمّلاً بكمية كبيرة من الرطوبة من الخطوط المدارية، ليست بالنادرة في كاليفورنيا شتاءً، لكنها مصحوبة راهناً بـ"قنبلة إعصارية" قادرة على خفض الضغط على نحو مباغت وشديد السرعة، ما يولّد رياحاً جدّ عاتية.
وفيما يصعب إقامة رابط مباشر بين هذه العاصفة والتغير المناخي، يوضح العلماء بانتظام أن التغير المُناخي يزيد من تواتر هذه الظواهر القصوى ومن حدتها.
وعلى غرار بقية الغرب الأميركي، تعاني كاليفورنيا من جفاف معمم منذ أكثر من عقدين. وفي الكثير من المناطق التي اجتاحتها حرائق واسعة، باتت التربة المجردة من الغطاء النباتي ضعيفة أمام الفيضانات وانزلاقات الأرضية.
اقرأ أيضاً: