السعودية.. افتتاح بلدة العلا القديمة بعد أعمال ترميم استمرت 3 أعوام

time reading iconدقائق القراءة - 5
مطار العلا في المملكة العربية السعودية. - وكالة الأنباء السعودية
مطار العلا في المملكة العربية السعودية. - وكالة الأنباء السعودية
دبي-وكالات

أعادت الهيئة الملكية لمحافظة العلا السعودية، افتتاح بلدة العلا القديمة، واستقبال الزوار بعد فترة إغلاق امتدت لـ3 أعوام، بسبب أعمال الترميم في المباني المتلاصقة الحجرية والمصنوعة من الطوب واللِبن.

ويعدّ الموقع الأثري للبلدة أحد المواقع الأثرية الأربعة في العلا ووجهة سياحية على مدار العام، إذ ستتوفر فيه 4 مطاعم جديدة وسوق وأنشطة ترفيهية وجناح للحِرَف اليدوية عند اكتمال أعمال الترميم.

ويعتقد أنه تم بناء البلدة القديمة في القرن الثاني عشر الميلادي، إذ عاش فيها السكان حتى ثمانينيات القرن الماضي، حتى غادروها بحثاً عن بيوت عصرية، وخلال الأربعين سنة الماضية كان الموقع متاحاً للزيارة.

إلا أن الأضرار البيئية أثرت في البنيان بشكل ملحوظ على مر السنين، لذلك تم إغلاق الموقع في عام 2017 من قِبَل الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتم إعداد خطط لحماية البلدة وإعادة ترميمها.

وتركزت جهود الترميم على "الحفظ العلاجي" وفقاً لمبادئ "اليونسكو" والمعايير الدولية لصيانة وترميم الآثار والمواقع، بعد ترميم جدار طنطورة، والساعة الشمسية، أحد المعالم المحببة للعلا. 

وكان برنامج الترميم الأولي للمنازل والمساجد في البلدة القديمة يتألف من 3 مراحل أساسية، وهي دراسات اختبار المواد والصرف الصحي على مستوى الموقع، ومسح شامل للمباني تضمّن المسح بالليزر ثلاثي الأبعاد، وتثبيت وصيانة مجموعة من المنازل ومسجدين وشارعين رئيسيين.

مرافق خدمية

وبدأت المرحلة الأخيرة من المشروع في نوفمبر 2019، ونتج عن ذلك افتتاح المنطقة المحفوظة الآن للزوار، إضافة إلى تنشيط طريق البخور المجاور للمدينة الذي أصبح حالياً وجهة نابضة بالحياة للتسوق والترفيه وتناول الطعام.

ويمكن للزوار الوصول إلى بلدة العلا القديمة للتنزه على طول طريق البخور المليء بالفواكه و "الأكشاك"، إضافة إلى رؤية الحِرَف اليدوية و التسوق واقتناء القطع الفنية والأزياء والهدايا التذكارية.

ويمكن للزوار الجلوس في أحد المطاعم المفتوحة على طول الطريق، بما في ذلك مطعم فاخر، يقدم المأكولات السعودية التقليدية الفاخرة، ومطعم للوجبات السريعة، أو أحد المقاهي التقليدية العديدة الأخرى، كما سيتم طرح جناح للحِرَف اليدوية لمشاهدة العروض الحية للفنون والحِرَف القديمة، إضافة إلى سوق يعمل نهاراً و ليلاً سيتم افتتاحه قريباً.

ولتجربة أكثر عمقاً يمكن للزوار حجز جولة تأخذهم إلى الشوارع المرممة التي تقود الزوار إلى قصر طنطورة والساعة الشمسية، ومسجدي الزاوية وحمد بن يونس، صعوداً إلى القلعة لأخذ نظرة على البلدة من الأعلى، وإلى البيوت في الجهة الجنوبية من البلدة، ويتاح للزوار خيار اتباع "الراوي" الملم بتاريخ العلا أو الذهاب في الجولة بمفردهم.

التجديد والترميم

وقال رئيس مكتب إدارة الوجهات والتسويق في الهيئة الملكية لمحافظة العلا فيليب جونز: "البلدة القديمة فصل مهم في حكاية العلا عبر الزمن، ويمثل هذا الموقع ركيزة أساسية للمفاهيم والاستمرارية والتطور الذي شهدته الطرق التاريخية للتجارة والحج، التي جعلت من العلا وجهة ذات أهمية كبرى قبل القرن العشرين، كما هي الآن للزوار". 

من جانبه أوضح مدير قسم المحافظة على الآثار مايكل جونز، أنه ما زال هناك الكثير من الأعمال المقرر تنفيذها، إذ عمل الفريق على الحفاظ على المناطق الجنوبية والشرقية من مدينة العلا القديمة وتطبيق أفضل الممارسات، وتجربة أنواع مختلفة من الطوب والجبس، ووضع إرشادات لأفضل الممارسات في الحفاظ على العمارة الترابية في العلا.

ولا تزال المبادئ التوجيهية في مراحل الإعداد النهائية، ولكن لا يزال يتعين إجراء المزيد في ما يتعلق بالتصاميم الداخلية للمنازل على طول الشارع بالقرب من المساجد، وكذلك باقي البلدة القديمة.