في قاعة عصرية لألعاب الفيديو في ليبيا قرب العاصمة طرابلس، تمتزج تعليقات اللاعبين مع أصوات أجهزة التحكم والشاشات، فقد بدأ محبو هذا النشاط الترفيهي ينظمون صفوفهم، بعد عزلة طويلة خلال عهد الزعيم الراحل معمر القذافي، استُتبعت بعقد من الفوضى.
وقال سفيان ماتوس، المشرف على غرفة الألعاب الخاصة التي افتُتحت في عام 2022، إنه "على عكس الدول العربية الأخرى، كان عالم ألعاب الفيديو غائباً تماماً في ليبيا حتى فترة قريبة خلت".
ويعتقد ماتوس أن العزلة الطويلة للاعبين، في بلد غني بالنفط، تفسّر "الطلب القوي" المسجل راهناً على الأماكن التي تسمح لهؤلاء باللعب معاً والمشاركة في البطولات.
وأكد أن هذه القاعات والبطولات التي تُنظم فيها "ساهمت بسرعة كبيرة في بناء عالم جديد لعشاق ألعاب الفيديو في ليبيا"، مضيفاً: "حالياً ما زلنا في مرحلة لا تصل إلى مستوى دول أخرى، لكن سنتطور".
"تطور كبير"
وأضاف أن "هذه الفترة تحديداً نشهد تطوراً كبيراً (...) قبل خمس سنين، لم تكن هناك صالة في ليبيا ولا بطولة ولا أي شي".
وتابع: "لقد تطورنا في غضون عامين. هذا يحفز اللاعبين ويدفع شباباً آخرين يفتقرون للخبرة إلى التمرين وسلوك هذا الطريق"، متوقعاً أن "كل شيء سيتطور في المستقبل القريب".
والاستثمار في التكنولوجيا والترفيه تباطأ بشدة في ليبيا خلال حكم القذافي على مدى أكثر من أربعة عقود، وحتى بعد سقوط نظامه عام 2011، في ظل سنوات الفوضى والانفلات الأمني في البلاد.
ويصنف الخبراء، منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من المناطق التي تحقق نمواً قوياً في قطاع ألعاب الفيديو، وتشكل السعودية والإمارات ومصر أهم الأسواق في هذا المجال.
وبدأت الشهية على التكنولوجيا وممارسة الرياضات المختلفة واستثمارات القطاع الخاص، تتوسع أخيراً في ليبيا، بعدما كانت في مركز متدنّ على سلم الأولويات خلال عهد القذافي، وقد أُنشئ اتحاد الرياضات الإلكترونية في البلاد عام 2018.
اقرأ أيضاً: