دبي-أ ف ب
لا يزال نظام مبتكر من القنوات المائية أُنشئ قبل نحو 1700 عام في جنوب بيرو، يروي الوديان القاحلة في منطقة نازكا حتى اليوم، المعروفة بنقوشها الصخرية القديمة والغامضة.
أنشأت نظام الري حضارة نازكا قديماً، في منطقة تبعد 450 كيلومتراً جنوب ليما، ويتألف من 42 قناة مائية، 29 منها لا يزال ينقل المياه الجوفية، وتلك الناجمة عن ذوبان الثلوج إلى الأراضي الزراعية.
تبدو القنوات من الجوّ كأشكال حلزونية مذهلة، وتشكّل آباراً يصل عمقها إلى 15 متراً، تتيح الوصول إلى أروقة تحت الأرض عبر منحدر حلزوني.
تراث عالمي
وكانت منظمة "اليونسكو" قد أدرجت تلك القنوات على القائمة الأولية الخاصة بالتراث العالمي. وبُنيت الأروقة تحت الأرض بالحجارة وعوارض من خشب "غاف شاحب"، وهي شجرة قديمة تنمو في سواحل بيرو، ومعها خزّان لجمع الماء فيه.
ولا يزال نظام الري الذي يتألف من قنوات على سطح الأرض، يُستخدم لري محاصيل الخضار وأشجار الفاكهة في إحدى أكثر المناطق جفافاً في العالم.
الوادي الأخضر
تستفيد نحو 900 أسرة من المزارعين في ثلاثة وديان من نظام الري، الذي ينقل بين 18 إلى 20 لتراً من المياه في الثانية.
وقال عالم الآثار عبد اليالي من وزارة الثقافة لوكالة "فرانس برس"، "إنه بفضل هذا النظام حافظ كل الوادي على اخضراره، وما كانت حضارة نازكا ستستمر لولاه، وخصوصاً أن الأنهر في المنطقة تكون جافّة معظم السنة".
ويصف المسؤول عن هذا التراث في وزارة الثقافة جوني إيسلا، نظام الري بـ"الفريد من نوعه في كل أميركا الجنوبية".
وابتكرت حضارة نازكا صور عملاقة غامضة، تمثّل حيوانات ونباتات وكائنات مذهلة، وأشكالاً هندسية يمكن رؤيتها من الجو، اكتشفت في المنطقة قبل أكثر من نصف قرن. وهذه الصور المُسماة "خطوط نازكا" أدرجتها "اليونسكو" عام 1994 ضمن لائحة المواقع التراثية العالمية.
اقرأ أيضاً:
تصنيفات
