طبق باكستاني شعبي يكافح للبقاء في ثاني أكبر المدن البريطانية

time reading iconدقائق القراءة - 4
الأمير وليام وأميرة ويلز كاثرين يزوران مطعم "إنديان ستريتيري"، للاحتفال بالثقافة الآسيوية الغنية في برمنجهام، بريطانيا - 20 أبريل 2023 - REUTERS
الأمير وليام وأميرة ويلز كاثرين يزوران مطعم "إنديان ستريتيري"، للاحتفال بالثقافة الآسيوية الغنية في برمنجهام، بريطانيا - 20 أبريل 2023 - REUTERS
برمنجهام- أ ف ب

تكافح إدارات ما تبقى من مطاعم "البلتي" الباكستانية الشهيرة للبقاء في ثاني كبرى المدن البريطانية، برمنجهام، بعدما عاشت ذروة مجدها قبل أكثر من 30 عاماً.

وتسبب إقبال مرتادي الحانات المجاورة لبعض المطاعم الباكستانية في فترة التسعينات من القرن الماضي إلى تسمية إحدى مناطق جنوب شرق برمنجهام باسم "مثلث البلتي" نسبة إلى الطبق الذي أبتكر طهيه مهاجرون باكستانيون، بمكونات محدودة من التوابل والكزبرة والبصل والطماطم والفلفل الأخضر مع لحم أو سمك.

وأخذ آندي مونرو، إضافة إلى آخرين في الحي، على عاتقهم مهمة إنقاذ ما يعتبرونه جزءاً أساسياً من تراث برمنجهام الثقافي في مجال الطعام، منعاً لإندثار هذا التقليد في المثلث الشهير بعد أن اكتظ بنحو 30 مطعماً، أُغلقت أبواب معظمها.

وعلى امتداد شارع لايديبول، "مركز مثلث بلتي"، يشير مونرو (72 عاماً) إلى المطاعم التي تقدم أطباق الستيك والبرجر ومتاجر الحلويات والمخبوزات التي حلت مكان المطاعم التي كانت تقدم طبق البلتي.

تغير الأذواق

يبدو ذلك وكأنه دليل على تغير الأذواق في الطعام، إذ ينطبق الحال أيضاً على منطقة سباركبروك التي أُغلقت فيها الحانات الإيرلندية وتنوع السكان بشكل كبير.

يقول مونرو لوكالة "فرانس برس"، إن "غالبية مطاعم البلتي لم تكن ملكاً لمديريها، بل استأجرها هؤلاء من أصحاب العقارات، وعندما أصبحت ذات شعبية كبيرة في التسعينات، أعتقد أنه خطر في بال الملاك "أنها فرصة لرفع الإيجارات".

ويضيف: "كانت مشاريع عائلية ولم يكن بمقدورهم دفع" إيجارات مرتفعة.

كذلك،أغلقت بعض مطاعم البلتي لأن أبناء المهاجرين الباكستانيين الأوائل إلى برمنجهام لم يرغبوا في خوض هذا المجال.

وهنا، فإن زاف حسين اتخذ أيضاً خياراً معاكساً وتولى إدارة مطعم "شبابز" الذي أداره والده وشقيقه قبله.

في مطبخه الصغير، يوضح حسين بشغف طريقة تحضير هذا الطبق وتقديمه مباشرة في الصحن الخاص به مع الخبز.

يلقي بالزيت ومسحوق الكاري والكزبرة وتوابل أخرى في الطبق، إضافة إلى قطع الدجاج التي يضيف إليها لاحقاً قليلاً من المرق. وفي غضون دقائق، يصبح جاهزاً للأكل.

تعلم حسين تحضير البلتي منذ كان فتى ويرى أن من واجبه الحفاظ على هذا التقليد.

ليلة الجمعة

ويوافقه في ذلك شهباز خان، نجل صاحب مطعم آخر لا يزال صامداً هو "شاهي نان كباب هاوس" على طريق ستراتفورد القريب.

ويقول خان: "تقع علينا مسؤولية التمسك بهذا التقليد بقدر ما يمكن"، مضيفاً أن الهدف هو "القدرة على تقديم طبق بالمذاق نفسه لما كان عليه قبل 60 عاماً.. ذلك هو التحدي".

يتناول ديفيد باريرا (38 عاماً) البلتي في المنطقة مذ كان صغيراً ويقول إنه "أفضل (طبق) في العالم".

ويصرح جالساً إلى طاولة في مطعم "شبابز"، أنه "من المحزن بعض الشيء معرفة أنها (مطاعم البلتي) تغلق"، لكنه أصر على أنها ما زالت تحظى بشعبية.

ويضيف: "تعالوا ليلة الجمعة وشاهدوا المكان ممتلئاً".

ما يزال أصل كلمة "بلتي" موضع جدل، لكنه قد يكون عائداً إلى الكلمة الأوردية التي تعني "دلوا"، وهي إشارة إلى الطبق المعدني الذي يتم طهوه وتقديمه فيه.

حاول "أنصار" البلتي جعل طابع الطبق التراثي معترفاً به على المستوى الأوروبي، لكن مساعيهم فشلت بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

الآن، يبحث مونرو الذي يدير موقعاً إلكترونياً لعشاق البلتي، عن دعم السلطات المحلية.

في موازاة ذلك، لدى حسين مشروع طموح وهو يعمل على توسيع مطعمه ويقول: "أريد أن أحمل هذا الإرث. أريد أن أحافظ على هذا الإرث من أجل عائلتي ومن أجل برمنجهام".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات