بالتوازي ارتفاع الأصوات المنددة بتزايد وقائع التمييز وجرائم الكراهية التي تستهدف الأميركيين من أصول آسيوية، نشر فريق الغناء الكوري الشهير BTS رسالة عبر أحد حساباته بموقع تويتر للتضامن مع ضحايا وقائع العنف وذويهم، فضلًا عن إلقاء الضوء على ما عناه أعضاء الفريق أنفسهم من صعوبات رجوعًا لهويتهم الآسيوية.
وتأتي رسالة الفريق الذي يحظى بما يصل إلى 34 مليون متابع على تويتر، بعد فترة وجيزة من حادث مقتل 6 نساء من أصول آسيوية في حوادث إطلاق نار بمدينة أتلانتا الأمريكية، الذي حفز قرارات أميركية لمواجهة أزمة التمييز.
ذكريات التمييز
في الرسالة المنشورة باللغة الكورية على حساب الفرقة تحت اسم BTS_twt، عبر أعضاء الفريق الغنائي عن حزنهم وغضبهم تجاه أعمال العنف الأخيرة ضد الأميركيين الآسيويين، فضلًا عن تقديمهم التعازي لأهالي الضحايا المتأثرين بوقائع العنف.
كما شارك الفريق الغنائي مع متابعيهم ذكرياتهم الخاصة حول التعرض للتميز قائلين: "عادت إلينا ذكريات التمييز الذي عانيناه كآسيويين، وتحملنا السب دون داعي، والسخرية من ملامحنا، حتى أن البعض كان يسألنا، لماذا يتحدث الآسيويون بالإنجليزية؟".
يقدم فريق BTS الكروي الجنوبي لونK-pop الغنائي، وترشح سابقاً لجائزة غرامي، إلا أن أعضائه أوضحوا خلال رسالتهم أن الحوادث الأخيرة أشعرتهم بالعجز وأضرت بثقتهم في أنفسهم، وأضافوا أن ذلك المشهد لا ينبغي أن يُفصل عن هويتهم كأشخاص آسيويين
وأضاف أعضاء الفريق في رسالتهم: "المقصد من أصواتنا ورسالتنا واضح، نحن نرفض التمييز، وندين العنف؛ فنحن وأنتم جميعاً نستحق الاحترام وسوف نقف لجوار بعضنا البعض".
عام الجائحة
وفقًا لدراسة أجراها مركز الكراهية والتطرف في جامعة ولاية كاليفورنيا في سان برناردينو، فقد زادت جرائم الكراهية الموجهة ضد الأشخاص ذوي الأصول الآسيوية في الولايات المُتحدة العالم الماضي، حتى أنها بلغت 3800 حالة، متنوعة ما بين الاعتداء الجسدي واللفظي أو التجنب المتعمد للأشخاص الآسيويين,
وأشارت الذي أعده مركز الإبلاغ عن كراهية الآسيويين الأمريكيين والمنتمين لجزر المحيط الهادئ أو Stop AAPI Hate reporting center أن نسبة النساء المتعرضات لوقائع الكراهية تبلغ 68% مقابل 29% للرجال.
ووفقًا للموقع الرسمي للمركز، برزت الحاجة إلى تدشين جهة لتتبع وقائع الكراهية ضد الآسيويين أوائل العام الماضي على خليفة تفشي جائحة كورونا، وتصاعد نبرة التعصب وكراهية الأجانب في ذلك الوقت، الأمر الذي أسفر عن تأسيس المركز من قبل كلاً من مجلس تخطيط وسياسات آسيا والمحيط الهادئ، ومؤسسة صينيون من أجل عمل إيجابي بالولايات المُتحدة فضلًا عن قسم الدراسات الآسيوية الأميركية بجامعة ولاية سان فرانسيسكو الأميركية.
ويعمل المركز منذ ذلك الحين على رصد ووقائع التحرش والعنف والتمييز ضد الأميركيين من أصول آسيوية وأبناء جزر المحيط الهاديء، إضافة إلى حوادث التنمر على أطفال المدارس، وينتج عنها التقارير المتتابعة إضافة إلى رصده سنوي.
أتلانتا وبايدن
وكانت النقاشات حول العنف والكراهية ضد الأميركيين الآسيويين تصاعدت منتصف مارس الجاري على خلفية مقتل 8 أفراد نتيجة إطلاق الرصاص في ثلاث منتجعات صحية بمدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية، إذ أن 6 من ضحايا الحادث نساء من أصول آسيوية.
وحفزت الواقعة حالة من الغضب في بعض المجتمعات المحلية الأميركية كمنطقة كوينز بمدينة نيويورك التي قصد سكانها الشوارع وشاركوا في تجمعات لرفع الوعي بوقائع التعدي والعنف وفقاً لموقع نيويورك تايمز.
وعلى إثر ذلك، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن قبل ساعات، حزمة من الإجراءات على خلفية حادث أتلانتا بغرض الاستجابة لتداعيات تصاعد العنف وتعزيز شعور الأميركيين الآسيويين بالانتماء والأمن.
وتضمنت الإجراءات، وفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض، تقديم الدعم الماضي للناجين من حوادث الاعتداء الجنسي والعنف المنزلي من أبناء جزر المحيط الهادئ والأميركيين الآسيويين، وإنشاء لجنة معنية بتحقيق المساواة فيما يتعلق بقضية تفشي فيروس كورونا، والتصدي لأزمة كراهية الأجانب الموجهة للأمريكيين الآسيويين.
ومن بين الإجراءات المطروحة أيضًا، إطلاق مكتبة افتراضية يضمن المشاريع الممولة فدرالياً والتي تحتفي بمنجزات الأميركيين الآسيويين في الولايات المتحدة.