"تعذيب الثعالب" يفجر أزمة جديدة لريهام سعيد

time reading iconدقائق القراءة - 6
لقطة من حلقة برنامج "صبايا الخير" مساء الأربعاء
لقطة من حلقة برنامج "صبايا الخير" مساء الأربعاء
القاهرة- رحمة ضياء

لم تكد الإعلامية المصرية ريهام سعيد، تعود إلى برنامجها "صبايا الخير"، الذي يذاع على قناة النهار، بعد قرار منع ظهورها على الشاشات لمدة عام، حتى تجددت المطالب بوقف البرنامج مجدداً، إثر اتهامات وجهت لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بتعذيب الحيوانات في أعقاب عرض حلقة من برنامجها، بثت مساء الأربعاء، صورت خلالها رحلة برية لاصطياد الذئاب والثعالب.

وقالت ريهام، في مقدمة الحلقة: "لأول مرة على التليفزيونات العربية، رحلة صيد لحظة بلحظة من غير مونتاج أو حماية، وهي متعة كبيرة جداً لا يقدرها الجميع، ولدي فضول كبير للتعرف إلى ما يحدث في هذا النوع من الرحلات".

تعذيب

ورصدت الحلقة كيفية اصطياد الذئاب والثعالب في الصحراء، وظهر فيها أحد الثعالب بعد صيده، وكبل الصيادون قدمه بمصيدة حديدية، ثم وضعوا عصاً فوق رقبته لمنعه من الحركة، وشريطاً لاصقاً على فمه، وقُيدت أطرافه بحبل.

وعند إزالة المصيدة الحديدية بدت قدمه مصابة، فربطها الصيادون بشريط لاصق، وبعد تكبيله وشل حركته تماماً، جذبته ريهام من شعره لحمله من على الأرض، ولوحت بجسده يميناً ويساراً مهددة به –على سبيل المزاح- من يتأخر من فريق الإعداد مستقبلاً.

انتقادات واسعة

وأثارت الحلقة فور عرضها انتقادات واسعة وغضباً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اتهمها بعضهم بارتكاب جريمة وصفوها بأنها "بشعة" ويعاقب عليها القانون المصري، وهي صيد وتعذيب الحيوانات البرية، مطالبين بوقف برنامجها من خلال وسم "إيقاف ريهام سعيد".

ووصفت دينا ذو الفقار، الناشطة في مجال حقوق الحيوان، لـ"الشرق" ما فعلته ريهام، بأنه "عار على الإعلام المصري والعربي"، ورأت أن هناك ضرورة لإيقاف برنامجها.

وقالت: "ريهام سعيد انتهكت المادة 28 من قانون البيئة رقم 4 لسنة 1994، والذي يحظر بأي طريقة صيد أو قتل أو إمساك الطيور والحيوانات البرية والكائنات الحية المائية أو حيازتها أو نقلها أو تصديرها أو استيرادها أو الاتجار فيها حية أو ميتة، وهذا فعل صادم وغير مسؤول ولا بد من محاكمتها".

وأشارت دينا إلى أن الحلقة شكلت أيضاً مخالفة لاتفاقية التنوع البيولوجي التي تحظر صيد الحيوانات البرية، قائلة: "مصر ترأست حديثاً مؤتمر التنوع البيولوجي بحضور رئيس الدولة، وما فعلته ريهام عار على مصر ويشكل دعوة للعنف ضد الحيوان وانتهاكاً للحياة البرية".

خطورة الصيد

وقال خالد غانم، رئيس قسم البيئة والزارعة الحيوية في جامعة الأزهر، لـ"الشرق"، إن هناك حاجة لتوعية الصيادين والمواطنين بخطورة صيد الحيوانات البرية، من خلال وسائل الإعلام وغيرها من وسائل نشر الوعي، لأنه لا يناهض القوانين فقط، لكنه يؤثر سلباً في التنوع البيولوجي والتوازن البيئي الطبيعي.

وأشار إلى أن وزارة البيئة المصرية تنفذ حملات لحماية الحياة البرية من الصيد الجائر، وتخصص خطوطاً ساخنة لاستقبال الشكاوى المتعلقة بعمليات الاتجار غير المشروع في الحيوانات البرية، لردع مثل هذه الممارسات الضارة بالبيئة.

اعتذار وحذف

من جانبها، أعلنت شبكة قنوات النهار، التي تبث البرنامج، في بيان الخميس، اعتذارها للمشاهدين عن الحلقة، وقالت: "كان هدف الحلقة فقط تسليط الضوء على نشاط صيد الحيوانات في مصر، وتصديرها للخارج".

وذكرت أن الحلقة تم رفعها من على جميع المنصات التفاعلية، بما فيها "يوتيوب" و"فيسبوك".

وأضاف البيان: "الشبكة تأخذ بعين الاعتبار وتدعم حقوق الحيوانات لما لها من قيمة متأصلة في الحياة، أبرزها العيش دون قسوة ومعاناة، وحرصها كذلك على الدعوة لاتخاذ أي تدابير احترازية مرتبطة بحقوق الحيوانات، بهدف حمايتها وعدم ترويعها".

ريهام: الصيد موجود وركزت على الطريقة

وقالت ريهام سعيد، في بث مباشر عبر صفحتها بـ"فيسبوك": "اعتذر لو كان هنالك ما ضايقكم، لقد بدأنا الحلقة بالتركيز على مهنة صيد الحيوانات، ومهنة الصيد موجودة لأغراض مختلفة علمية وتجارية، وأنا كنت أغطي رحلة الصيد، وكان واضحاً جداً أني لست سعيدة بالطريقة التي يصطادون بها الحيوانات".

وأضافت: "أنا لا أعرف ما هي طريقة الصيد، كما أني سعيدة بأن البرنامج سلط الضوء على أن الصيادين يقومون بعملهم بطريقة غير مقبولة، وهو أمر لم يتم التطرق له في الإعلام من قبل".

مذيعة مثيرة للجدل

وكانت الشبكة أعلنت عودة برنامج "صبايا الخير" الذي انطلقت منه ريهام سعيد عام 2012 وتبنت خلاله عدداً من الحملات الخيرية على مستوى مصر، بعد فترة طويلة من التوقف.

واشتهرت سعيد بمعالجاتها المثيرة للجدل لموضوعات مثل مس الجن والعفاريت، وزنا المحارم، والقتل، والاغتصاب، والمثلية.

وتم وقف البرنامج ومنعت مقدمته من الظهور لمدة عام في أغسطس من عام 2019، على خلفية اتهامات وجهت لها بالإساءة لمرضى السمنة في حلقة 18 أغسطس 2019، والتي قالت فيها إنهم عبء على ذويهم، وعلى الدولة.

وهو ما آثار انتقادات ضدها ودفع عضو مجلس النواب، إيهاب غطاطي، لتقديم طلب إحاطة (إجراء رقابي في البرلمان)، اتهمها فيه بإهانة المرأة المصرية.

وأصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام (مؤسسة رسمية) قراراً في 28 أغسطس من عام 2019، بمنع ظهورها لمدة عام على جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية.

وسبق أن حكم على الإعلامية ريهام سعيد، بالحبس لمدة 6 أشهر وتغريمها 10 آلاف جنيه (نحو 640 دولاراً)، لاتهامها بسب وقذف إحدى ضيوفها والمعروفة بـ"فتاة المول"، والحبس سنة وكفالة 15 ألف جنيه، لاتهامها بالاعتداء على الحياة الشخصية للفتاة.

وظهرت "فتاة المول" مع ريهام سعيد بعد تعرضها للتحرش من شاب في أحد المولات التجارية بمصر الجديدة لتروي تفاصيل الواقعة، إلا أن الإعلامية أذاعت صوراً شخصية للفتاة خلال البرنامج بعدما استولي عليها أحد العاملين في البرنامج من هاتف الفتاة دون علمها.