
تحتفل مدينة ملاهي ديزني لاند في العاصمة الفرنسية باريس، الاثنين، بعيد ميلادها الـ 29، في ظل جائحة كورونا التي حرمت الآلاف من زيارة متنزهاتهم المفضلة، ومن بينها سلسلة مدن ديزني.
ويعود التاريخ الفعلي لأحد أشهر الوجهات السياحية في العالم إلى أربعينيات القرن الماضي، حين رغب والت ديزني، مبتكر شخصية "ميكي ماوس" في تطوير استوديوهات الشركة كي تُصبح مركزاً ترفيهياً للعاملين وأسرهم، إلا أن الخطة تبدلت لتُصبح نواة سلسلة أشهر مدن ملاهٍ في العالم.
نواة المشروع
وترتبط مدينة ديزني لاند في الأذهان حتى الآن بأول مقارها في مدينة آناهيم جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية، إلا أن ذلك الموقع لم يكن ضمن الخطة الأصلية للمؤسس "والت ديزني" لتدشين المنشأة، ففي أوائل الأربعينيات وأثناء تطوير استوديوهات الشركة بمدينة بربانك، تم إضافة مدينة ملاهٍ متاخمة تشبه في مكوناتها مواقع تصوير الأفلام ويستمتع بخدماتها موظفو "ديزني" وأسرهم، وفقاً لموقع الموسوعة البريطانية.
ولم تبدِ سلطات المدينة حماسة مفرطة للمشروع، بل تخوفت من أن تؤدي أجواء المدينة الترفيهية إلى زيادة معدلات الجريمة في المنطقة كما كان معهوداً في تلك الآونة، ومن ثم رفضت المخطط، بحسب موقع جامعة ولاية كاليفورنيا بساكرامنتو.
وانتقلت بعدها أنظار والت ديزني إلى مدينة آناهيم حينها، وعمل على تطوير مشروعه، ليتحول إلى مدينة ترفيهية للجميع يستمتع بها الكبار والصغار، وتجمع بين مفردات العوالم التي ابتدعها "ديزني" من خلال أفلامه، والحنين إلى الماضي الأميركي القريب وفقاً لموقع History.
فاتورة باهظة
وفي عام 1952، بدأ ديزني خطوات فعلية لإنجاز مخططه عبر تأسيس شركة خاصة لتخطيط وتنفيذ المتنزه الذي بلغت تكلفته النهائية 17 مليون دولار أميركي في ذلك الوقت، لدرجة أن المنتج الشهير لجأ إلى عقد شراكات من أجل إتمام عمله، من بينها الحصول على تمويل من شركة الإذاعة الأميركية، مقابل إعداد حلقات تلفزيونية إذاعية، وحصول الإذاعة على نسبة من الأرباح المستقبلية.
وبحسب موقع History لم تكن آراء المصرفيين مؤيدة لمخاطرة ديزني بإنشاء المتنزه، بل تنبأ البعض للمشروع بالانهيار.
إلا أن مبتكر "ميكي ماوس" اقترض بضمان وثيقة التأمين على حياته، كما باع أحد عقاراته لتمويل المشروع، وبدأ بناء المنشأة عام 1954، وانتهى في العام التالي لتُفتتح في 17 من يوليو 1955.
افتتاح مضطرب
لم يحظَ كافة المهتمين بـ"ديزني لاند" بفرصة حضور الافتتاح، إذ اقتصر على مجموعة من الدعوات الرسمية في البداية، إضافة إلى بث تليفزيوني مباشر أجرته شركة الإذاعة الأميركية " ABC"، وشاهده ما يقارب من نصف تعداد المواطنين الأميركيين في ذلك الوقت.
لكن عدداً كبيراً من النصف الثاني لم يتمكن من الانتظار، أو يرتضي المشاهدة التلفزيونية، واتجه كثيرون إلى موقع الحديقة حاملين بطاقات دخول مزيفة، وفقاً لموقع إذاعة PBS الأميركية.
وتسبب الزحام في وقوع حوادث عدة أدت إلى إغلاق بعض الألعاب والمناطق الترفيهية نتيجة تسرب الغاز، وزيادة عدد الزوار عن الحد المسموح، كما نفدت المأكولات والمشروبات باكراً، إلا أن الإخفاق لم يطارد ديزني لاند طويلاً، إذ تمكنت المدينة الترفيهية من جذب ملايين الزوار على مدار الأعوام التالية حتى وصل عدد الزوار السنوي في مطلع الستينيات إلى حوالي 5 ملايين زائر.
ديزني من الداخل
افتُتح المتنزه الأشهر واستقبل الزائرين بعشرات الألعاب ومناطق الجذب، إضافة إلى مناطق متفرقة لكل منها طابعها الخاص، كـ"أرض الخيال" التي استندت في تصميمها ومكوناتها إلى عالم الرسوم المتحركة، و"أرض المغامرات" و"أرض المستقبل" وكذلك "أرض الحدود".
أما الساحة الرئيسية للمتنزه، فأطلق عليها "Main Street, U.S.A" أو الشارع الرئيس بالولايات المُتحدة، المستوحاة من مدن الغرب الأوسط الأميركي خلال مطلع القرن العشرين وفقاً للموسوعة البريطانية، وتحديداً مسقط رأس ديزني شخصياً في مدينة مارسيلين بولاية ميزوري.
إضافة إلى قلعة "الجميلة النائمة" الأسطورية والمستوحاة من قلعة Neuschwanstein الألمانية، وعلى مدار عقود، شهد المتنزه إضافات متعددة، ومناطق ترفيهية جديدة إضافة لمساحات التسوق وتناول الأطعمة والفنادق.
سلسلة عالمية
في عام 1971، افتتح مُتنزه جديد من عائلة ديزني ذاته يحمل اسم "Walt Disney World" بولاية فلوريدا، إلا أنه ضم منتجعاً فندقياً ومساحات طبيعية ومسطحات مائية وفقاً لموقع جامعة ولاية كاليفورنيا بساكرامنتو، وظلت سلسلة المتنزهات تنتشر على مدار العقود التالية، إذ افتُتحت مدينة ديزني في طوكيو اليابانية عام 1983، ثم في باريس عام 1992 ثم هونغ كونغ عام 2005.
واليوم يبلغ عدد المتنزهات 14 متنزهاً حول العالم، وفقاً لـ"نيويورك تايمز"، أُغلقت تماماً إبان الأشهر الأولى من الجائحة، ثم عادت لاستقبال الجمهور بشكل جزئي، وتستعد ديزني بارك بكالفورنيا لافتتاح جزئي في 30 أبريل الجاري، وفقاً لموقعها الرسمي.
اقرأ أيضاً: