أقارب الجزائري المختطف يكشفون لـ"الشرق" تفاصيل جديدة عن سنوات البحث الـ 26 ولحظة اللقاء

كلب الضحية حاول إرشاد العائلة لمكانه فوجدوه مقتولاً قرب منزل الخاطف

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة من مقطع فيديو بعد مداهمة قوات الشرطة الجزائرية منزل مختطف الشاب بن عمران عمر - Facebook
صورة من مقطع فيديو بعد مداهمة قوات الشرطة الجزائرية منزل مختطف الشاب بن عمران عمر - Facebook
الجزائر-الشرق

تتكشف تدريجياً تفاصيل واقعة العثور على شخص اختطف لمدة 26 عاماً في الجزائر، فبلدة القديد الواقعة على بعد 300 كيلومتر جنوب العاصمة، تحولت بين عشية وضحاها من ضيعة هادئة لا يكاد يعرفها مواطني المدن الكبرى؛ إلى محط أنظار وسائل الإعلام المحلية، والإقليمية، والعالمية، بفعل الواقعة الغريبة التي بدأت جهات التحقيق النظر فيها.

"الشرق" زارت بلدة القديد في الجلفة، التي لا يعلو فيها صوت سوى اختطاف "بن عمران عمر"، فيما تحمل أعين المواطنين أسئلة حائرة عن الجريمة الغريبة التي شهدتها بلدتهم.

من أمام المستودع الذي عُثر فيه على الضحية، يقول شاهد عيان يدعى عمر نواوي إن "بن عمران عمر" ظل محتجزاً طيلة 30 عاماً على بعد نحو 100 متر فقط من منزل والدته، التي كانت تشتاق بحرقة لرؤية ابنها الغائب حتى وفاتها.

وقال عبد الحق بهلولي ابن خالة الضحية، إن "بن عمران"، أو "عميرة" كما نلقبه، المولود عام 1979 اختفى في سبتمبر 1998 في ظروف غامضة، مؤكداً أن العائلة بحثت عنه كثيراً وبثت تنويهات عبر التليفزيون، لكنها لم تُجد نفعاً.

وأضاف بهلولي، لـ"الشرق" من داخل منزل الضحية في بلدة القديد بولاية الجلفة جنوب العاصمة الجزائر، أنه تردد على فيسبوك قبل أيام وجود "بن عمران" في منزل جارهم، ما دفع العائلة إلى تحرير شكوى لدى أجهزة الأمن المعنية، وبالفعل تحركت القوات، وعثر على الضحية في مستودع للأغنام.

ويصف بهلولي حال العائلة بأنها "بين الفرحة والصدمة" لأنه كان طيلة 26 عاماً على بعد نحو 100 متر فقط من منزل والده، بينما يبحثون عنه، مضيفاً: "الحمد لله ربي أننا لقيناه".

اللافت في القصة وفق رواية بهلولي، أن الضحية كان لديه كلباً، وبعد اختفاؤه أخذ الكلب يشير لعائلة "بن عمران" إلى منزل جارهم الذي تبين لاحقاً أنه المختطف، وبعد فترة تم العثور على هذا الكلب مقتولاً، وهو ما أثار شكوكهم، لكنهم لم يستطيعوا إثبات التهمة على أحد، وكذلك لم يتصوروا أن جارهم يقوم بذلك الفعل.

بدوره، قال إبراهيم إبراهيمي، ابن خالة الضحية، إن الجاني حاول التغلب على "بن عمران" وسلب إرادته عن طريق "الشعوذة والسحر"، موضحاً أنهم عثروا عليه في حالة غريبة وكان يشعر بالصدمة، إذ تعرف على بعض أفراد عائلته ولم يتعرف على آخرين. وأشار إلى أن الاختفاء جرى خلال فترة "العشرية السوداء" ما جعل العائلة تتوقع أنه راح ضحية أحد أعمال العنف.

و"العشرية السوداء"، وصف يشير إلى الأزمة التي عاشتها الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي، والتي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا ومئات المفقودين، حيث شهدت صراعاً دموياً بين الجماعة الإسلاموية المسلحة وفصائل متعددة تتبنى أفكاراً موالية لـ"الجبهة الإسلامية للإنقاذ"، والإسلام السياسي، والسلطة.

بدورها، أمرت جهات التحقيق الجزائرية، الخميس، بحبس 6 أشخاص مؤقتاً على ذمة التحقيق، في واقعة احتجاز شخص لمدة تقترب من 30 عاماً.

وحسب بيان لجهات قضائية جزائرية، "تم تقديم أطراف القضية أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الإدريسية، وأمر بفتح تحقيق قضائي ضد المتهم الرئيسي (ب.ع)، بتهمة "خطف شخص واستدراجه حجز شخص بدون أمر من السلطات المختصة، وخارج الحالات التي يجيزها القانون، والاتجار بالبشر مع توافر ظرف حالة استضعاف الضحية".

كما تم توجيه تهمة عدم إبلاغ السلطات بتلك الجريمة إلى 6 متهمين، وأمرت النيابة بإيداعهم رهن الحبس المؤقت، كما أخضعت متهمين اثنين لإجراءات الرقابة القضائية.

26 عاماً من الاختفاء

كانت قوات الدرك في الجزائر قد عثرت على شخص اختفى قبل 26 عاماً، بعد أن ظل "محتجزاً" طيلة هذه المدة في حظيرة شخص يقطن قرب بيت عائلته، من دون أن يتمكن من الهرب، بحسب بيان للنيابة العامة، الثلاثاء.

بدأ التحقيق بعد منشور على موقع "فيسبوك" لشخص قال، إن بن عمران عمر المولود في عام 1979 والمفقود منذ 1998، محتجز لدى شخص بالقرب من منزل أسرته في قرية القديد بالجلفة، على بعد 300 كيلومتر جنوب الجزائر العاصمة.

وعلى إثر ذلك، توجه عناصر الدرك الوطني إلى منزل المشتبه به، وعثروا على الشخص المفقود البالغ من العمر 45 عاماً، بحسب نيابة محكمة الجلفة.

وذكرت وسائل إعلام محلية نقلاً عن أقارب الضحية، أنه اختفى بعد أن غادر قريته متوجهاً إلى وسط مدينة الجلفة، فقاموا بالبحث عنه، ونشروا صوره في التلفزيون لكن من دون جدوى.

وقالت النيابة إنها أوقفت المتهم البالغ من العمر 61 عاماً، وبدأت التحقيق معه تمهيداً لمحاكمته، موضحة أن المتهم الذي يعمل حارساً في البلدية، كان يمارس حياته بشكل طبيعي.

تصنيفات

قصص قد تهمك