
في عام 1992، احتفلت مجموعة من السيدات الإنجليزيات في يوم ماطر، بالنسخة الأولى من يوم "اللا حمية"، ليتحول منذ ذلك اليوم إلى تقليد عالمي يتم الاحتفال به في عدد من دول العالم.
وعلى الرغم مما يبدو عليه التقليد من أنه مجرد يوم للخروج عن صرامة "الريجيم" والحميات الغذائية، والاستمتاع بوجبات غير محسوبة العواقب، فإن اليوم يستهدف التوعية بضرورة قبول الأجسام بكافة أحجامها وأشكالها طالما كانت في وضع صحي، فضلاً عن التنويه لحقيقة أن الحميات الغذائية ليست آمنة بشكل مُطلق.
استراحة من الحمية
الكاتبة والناشطة الإنجليزية ماري إيفانز يونغ، نشرت قبل أيام، تغريدة على حسابها على "تويتر" تحتفي فيها بالنسخة الـ28 من "يوم اللا حمية العالمي"، وبدت فخورة بمبادرتها القديمة ضيّقة النطاق، والتي تحوّلت اليوم لاتجاه عالمي.
وقالت: "يوافق الخميس 6 مايو، النسخة الـ28 من يوم اللا حمية العالمي، والاحتفاء بالصحة في كل المقاسات، إنه فرصة لأخذ استراحة من عقلية الحمية المرتبطة بكراهية الذات، مقابل حب واحترام أنفسنا والآخرين، الجميع مدعو".
الحصول على استراحة من الحمية، كان الهدف الذي أسست عليه ماري مجموعتها المناهضة للحميات الغذائية في المملكة المتحدة، ووفقاً لكتابها "Diet Breaking" الذي وثّقت فيه تجربتها.
ماري كانت متعافية من اضطراب فقدان الشهية العصبي، وتعرضت للتنمر في صغرها بسبب البدانة من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب انتشار عمليات تصغير المعدة بغرض النحافة في المجتمع الإنجليزي، حتى أنها كانت حديث البرامج التلفزيونية، كل هذه الأسباب شكلت الدوافع الأساسية لتدشي ماري "يوم اللا حمية العالمي".
النسخة الأولى
في البداية، كانت ماري تنوي أن يكون "اللا حمية" يوماً سنوياً محلياً يتم الاحتفال به في 5 مايو من كل عام، غير أن إقرار يوم عالمي آخر قبلها بأسابيع (اليوم العالمي لإخلاء مكتبك) دفعها إلى إعلان "اللا حمية" يوماً عالمياً هو الآخر.
وفي اليوم المحدد، اجتمعت مجموعة من السيدات المتضامنات مع دعوة ماري، في هايد بارك بالمملكة المتحدة، وحسبما ذكرت ماري في كتابها، كانت أعمارهن تتراوح بين العشرينات والستينات، غير أن الأمطار هطلت، فقررن استكمال الاحتفالية في منزل ماري.
لاحقاً، تغيّر الاحتفال بيوم اللا حمية العالمي من 5 إلى 6 مايو، بعد الاحتفال به في عدد من دول العالم، حتى لا يتعارض مع عطلة "سينكو دي مايو" المكسيكية التي تحل في 5 مايو من كل عام.
تضامن وانتقاد
وبعد مرور ما يزيد على عقدين من الزمن، قوبل يوم اللا حمية بشكل عام، ومفهوم مناهضة الحميات الغذائية، بتضامن وانتقاد على حد سواء.
وفي عام 1997، تأسست الرابطة الدولية لقبول القياس"International Size Acceptance Association" وهي منظمة أميركية غير قابلة للربح تستهدف قبول البدانة، وتعزيز عدم التمييز ضد المصابين بالسمنة أو أي شكل من أشكال التمييز وفقاً لحجم الجسم، وهي منظمة تتضامن مع يوم اللا حمية العالمي، كما تنظم حملات سنوية ولها يوم مماثل يحل في أبريل من كل عام، وتتضامن معه أيضاً المنظمة الوطنية للمرأة، وهي منظمة نسوية أميركية.
في المقابل، كان يوم اللا حمية العالمي هدفاً للانتقاد لعدد من الجهات المهتمة بالوعي الصحي عالمياً، منها الأكاديمية الوطنية للطب بالولايات المتحدة، والتي وإن صدّقت في منشوراتها على ضرورة تثبيط هوس فقدان الوزن لدى الأفراد من معدلات الوزن الصحية والقريبة منها، انتقدت دعوات قبول السمنة بشكل مطلق، لا سيما لو كانت تدعم احتمالية الإصابة بالأمراض مستقبلاً.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تحتفي في 11 مايو سنوياً بيوم مشابه ليوم اللاحمية الغذائية، هو يوم "أكل ما تريد"، وهو واحد ضمن مجموعة من الأيام التي ابتدعها الممثل الأميركي توماس روي وزوجته بغرض الفكاهة، كما تحتفي بيوم "أكل المثلجات كإفطار" في الأول من فبراير من كل عام منذ ستينيات القرن الماضي.