فرنسا تدعو أوروبا لإصدار "بوليصة تأمين ثانية على الحياة" إلى جانب "الناتو"

ماكرون حذّر من أن أوروبا تواجه تهديداً وجودياً بعد غزو روسيا لأوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه خلال مؤتمر صحافي في العاصمة اللبنانية بيروت- 28 أبريل 2024 - Reuters
وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه خلال مؤتمر صحافي في العاصمة اللبنانية بيروت- 28 أبريل 2024 - Reuters
برلين-أ ف ب

اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الأحد، أن تعزيز التعاون الأوروبي في مجال الدفاع سيكون بمثابة "بوليصة تأمين ثانية على الحياة" إلى جانب حلف شمال الاطلسي "الناتو".

وقال سيجورنيه في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية اليومية: "علينا أن نصدر بوليصة تأمين ثانية على الحياة إلى جانب حلف شمال الأطلسي".

كما دعا إلى "توحيد أنظمة الأسلحة على المستوى الأوروبي" بشكل أكبر، مؤكداً أن ذلك لا يعني إقامة "معايير متنافسة" داخل حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بل "تعزيز الركيزة الأوروبية" للحلف العسكري، واعتبر أن "تطوير الصناعة الدفاعية الأوروبية لا ينبغي أن يكون بديلاً، بل مكملاً" للحلف.

وأدت المخاوف بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي في حال إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترمب هذا العام إلى تسريع المناقشات بشأن الاستعداد العسكري في أوروبا.

وأكد الوزير الفرنسي أن واشنطن ستظل شريكاً دفاعياً قوياً، لكن أوروبا بحاجة إلى تطوير "سيادتها واستقلالها الاستراتيجي"، مكرراً الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب ألقاه بجامعة السوربون في باريس الخميس.

مسؤولية مشتركة

كان إيمانويل ماكرون حذّر في خطابه من أن أوروبا تواجه تهديداً وجودياً من العدوان الروسي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، داعياً القارة إلى تبني استراتيجية دفاعية "ذات مصداقية" وأقل اعتماداً على الولايات المتحدة.

كما أعلن أنه سيطلب من الشركاء الأوروبيين تقديم مقترحات في هذا الصدد في الأشهر المقبلة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي إن مقترحات ماكرون ستناقش "بشكل مكثف" مع المسؤولين في برلين، مشيراً إلى أن "فرنسا وألمانيا تتحملان مسؤولية مشتركة لتحديد الأهداف والتحرك بسرعة وحزم".

وتحدث عن التقدم المحرز في مشروع الدبابة القتالية المشترك، مع توقيع وزيري دفاع البلدين اتفاقاً، الجمعة.

لكن سيجورنيه أقر أيضاً بأن ألمانيا تسلك طريقاً منفصلاً عن فرنسا في ما يتعلق بالدفاع الجوي، إذ تمضي برلين قدماً في تنفيذ مبادرتها "درع السماء الأوروبية".

وأشار إلى أن المشروع الألماني يتطلع إلى الخارج لشراء الصواريخ، في حين أن "فرنسا لديها معدات دفاع جوي خاصة بها، وليست هناك نية، ولا حاجة لشراء معدات أجنبية"، مؤكداً في الوقت نفسه أن فرنسا تدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الدفاع الجوي "لكننا نشجعهم على شراء المعدات الأوروبية على المدى الطويل".

ونبّه وزير الخارجية الفرنسي إلى أنه "من خلال التحول إلى التبعية، يزرع الأوروبيون بذور مشاكل الغد".

"ردع الروس"

أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجدداً استعداده لـ"إطلاق النقاش" بشأن دفاع أوروبي يشمل السلاح النووي، خلال حوار مع شبان أوروبيين نشرته صحف مجموعة "إبرا" (Ebra)، السبت.  

وقال ماكرون:"أنا أؤيد إطلاق هذا النقاش الذي يجب أن يشمل بالتالي الدفاع المضاد للصواريخ، وعمليات إطلاق أسلحة بعيدة المدى، والسلاح النووي لدى الذين يملكونه، أو الذين لديهم سلاح نووي أميركي على أراضيهم. دعونا نضع كل شيء على الطاولة وننظر إلى ما يحمينا حقاً بطريقة موثوق بها"، مضيفاً أن فرنسا ستحافظ على "خصوصيتها لكنها مستعدة للمساهمة بشكل أكبر في الدفاع عن الأراضي الأوروبية".

وأوضح ماكرون في حواره الذي أُجري الجمعة، خلال زيارة لستراسبورج: "هذا قد يعني نشر دروع مضادة للصواريخ، لكن يجب أن نتأكد من أنها تصد كل الصواريخ وتردع استخدام السلاح النووي".

وأضاف: "فعالية الدفاع تعني أيضاً امتلاك صواريخ بعيدة المدى من شأنها ردع الروس، وهناك السلاح النووي، فالمبدأ الفرنسي أننا نستطيع استخدامه عندما تتعرض مصالحنا الحيوية للتهديد. وسبق أن قلت إن هناك بُعداً أوروبياً لهذه المصالح الحيوية، من دون أن أخوض في تفاصيلها".

دفاع أوروبي قوي

منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أصبحت فرنسا الدولة الوحيدة من بين الدول الأعضاء التي لديها ردع نووي.

وخلال خطاب له عن أوروبا في جامعة السوربون الخميس، دعا الرئيس الفرنسي إلى "أوروبا قوية"، وإنشاء دفاع أوروبي "موثوق به" إلى جانب حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في مواجهة روسيا التي أصبحت أكثر تهديداً منذ غزوها أوكرانيا في فبراير 2022.

وكان ماكرون تطرق خلال خطابه في جامعة السوربون، إلى مسألة السلاح النووي الفرنسي التي غالباً ما يجري الحديث عنها في إطار المناقشات المتعلقة بالدفاع الأوروبي. مبيناً أن "الردع النووي هو في الواقع في صلب استراتيجية الدفاع الفرنسية، وبالتالي فهو في جوهره عنصر أساسي في الدفاع عن القارة الأوروبية".

ولطالما كان بناء دفاع أوروبي هدفاً لفرنسا، لكنه غالباً ما واجه تردد شركائها الذين اعتبروا مظلة "الناتو" أكثر أماناً. وأدى غزو أوكرانيا واحتمال عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض إلى إحياء النقاش حول الاستقلال الأوروبي في مجال الدفاع.

وفي ما يتعلق بأوكرانيا، توقع ماكرون أن يكون لشحنات الأسلحة الحالية تأثير. وقال في حواره مع الشبان الأوروبيين: "بالنظر إلى ما نقدمه (الولايات المتحدة والألمان ونحن) آمل في أن الأوكرانيين سيتمكنون خلال الأشهر المقبلة من أن يُقاوموا بشكل أكبر. أمننا على المحك، ومستقبل أوروبا على المحك".

تصنيفات

قصص قد تهمك