"جدار أريحا".. إسرائيل علمت بخطة حماس لهجوم 7 أكتوبر قبل عام

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبي-الشرق

قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، الخميس، إن مسؤولين في إسرائيل حصلوا على خطة حركة "حماس" للهجوم الذي شنته في 7 أكتوبر الماضي، قبل أكثر من عام من وقوعه، وفقاً لما أظهرته وثائق ورسائل البريد الإلكتروني والمقابلات التي أجرتها الصحيفة الأميركية.

وذكرت في تقرير مطول أن المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الإسرائيليين "رفضوا الخطة"، باعتبارها "طموحة أكثر من اللازم" و"أصعب من أن تستطيع حماس تنفيذها".  

وحددت الوثيقة المؤلفة من 40 صفحة تقريباً، والتي أطلقت عليها السلطات الإسرائيلية الاسم الكودي "جدار أريحا"، بشكل دقيق طبيعة الهجوم الذي أودى بحياة نحو 1200 إسرائيلي.

ولم تحدد الوثيقة المترجمة التي اطلعت عليها "نيويورك تايمز" تاريخ الهجوم، ولكنها وصفته بـ"المنهجي" الذي يهدف إلى اجتياح التحصينات المحيطة بقطاع غزة، والاستيلاء على المدن الإسرائيلية، واقتحام القواعد العسكرية الرئيسية، بما في ذلك مقر فرقة عسكرية.  

وذكرت الصحيفة أن "حماس" نفذت الخطة بدقة متناهية، إذ تحدثت الوثيقة عن استخدام وابل من الصواريخ في بداية الهجوم، ومسيرات لتحطيم كاميرات المراقبة الأمنية، ومدافع رشاشة آلية على طول الحدود، وتدفق مقاتلين إلى داخل إسرائيل بشكل جماعي في طائرات شراعية ودراجات نارية وعلى الأقدام، وهو ما حدث كله في 7 أكتوبر.  

كما تضمنت الخطة التي كشفتها الوثيقة تفاصيل بشأن موقع وحجم القوات العسكرية الإسرائيلية، ومراكز الاتصالات، ومعلومات أخرى بالغة الحساسية، ما أثار تساؤلات بشأن الطريقة التي جمعت بها "حماس" معلوماتها الاستخباراتية وما إذا كانت ثمة تسريبات من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بحسب "نيويورك تايمز".

وتم تداول الوثيقة على نطاق واسع بين القادة العسكريين والاستخباراتيين الإسرائيليين، ولكن القادة قرروا أن "هجوماً بهذا الحجم والطموح يتجاوز قدرات حماس"، وفقاً للوثائق التي اطلعت عليها "نيويورك تايمز"، والمسؤولين الذين أجرت معهم مقابلات.  

وأوضحت الصحيفة أنه لم يتضح بعد ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وغيره من كبار القادة السياسيين قد اطلعوا على الوثيقة أيضاً، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان "غير مستعد على الإطلاق عندما تدفق مقاتلو حماس" من قطاع غزة في ما وصفته بأنه "أكثر الأيام دموية في تاريخ إسرائيل".  

واعترف مسؤولون أمنيون إسرائيليون بالفعل، بأنهم "أخفقوا في حماية إسرائيل"، وتوقعت الصحيفة أن تشكل الحكومة الإسرائيلية لجنة لدراسة الأحداث والوقائع التي سبقت الهجوم. 

وقالت "نيويورك تايمز"، إن وثيقة "جدار أريحا" تكشف بجلاء عن "سلسلة من الأخطاء استمرت لسنوات وبلغت ذروتها في ما يعتبره المسؤولون الآن أسوأ فشل استخباراتي إسرائيلي منذ الهجوم المباغت الذي أدى إلى الحرب بين العرب وإسرائيل في عام 1973".

أساس الإخفاق الإسرائيلي

وكان الأساس وراء كل هذه الإخفاقات "الاعتقاد الوحيد وغير الدقيق بأن حماس تنقصها القدرة على الهجوم، ولن تجرؤ على القيام بذلك"، وفقاً لما قاله المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون للصحيفة، مضيفين أن هذه الاعتقاد كان راسخاً في الحكومة الإسرائيلية إلى حد تجاهل الأدلة المتراكمة على عكسه. 

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الجيش وجهاز الأمن المسؤول عن مكافحة الإرهاب في غزة رفضا "التعليق".   

ولم يوضح المسؤولون الطريقة التي حصلو بها على وثيقة "جدار غزة"، ولكنها كانت ضمن العديد من نسخ خطط الهجوم التي تم جمعها على مدار سنوات.  

على سبيل المثال، ذكرت مذكرة وزارة الدفاع لعام 2016، والتي اطلعت عليها "نيويورك تايمز" أن "حماس تعتزم نقل المواجهة التالية إلى داخل الأراضي الإسرائيلية".  

وأفادت المذكرة بأن هذا الهجوم سيتضمن على الأرجح "أخذ رهائن واحتلال مستوطنة إسرائيلية، وربما عدة مستوطنات".

ووصفت "نيويورك تايمز" وثيقة "جدار أريحا"، بأنها كانت أكثر وضوحاً، إذ فصلت الهجوم بالصواريخ لإلهاء الجنود الإسرائيليين ودفعهم عى عجل إلى الاحتماء بمخابئهم، واستخدام المسيرات لتعطيل التدابير الأمنية الإسرائيلية المُحكمة على طول السياج الحدودي الذي يفصل إسرائيل عن غزة.  

وبعد ذلك اقتحم مقاتلو حماس عبر 60 نقطة في الجدار، حيث اقتحموا الحدود إلى داخل إسرائيل. وبدأت الوثيقة بالنص القرآني "ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون"، وهو نفس النص الذي استخدمته حماس على نطاق واسع في مقاطع الفيديو التي بثتها والبيانات التي أدلت بها منذ 7 أكتوبر.     

تصنيفات

قصص قد تهمك