بعد فشل مسعى العضوية الدائمة.. ما وضع فلسطين الحالي في الأمم المتحدة؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
الوفد الفلسطيني يحتفل بعد اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بمنح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو. 29 نوفمبر 2012 - UN Photo
الوفد الفلسطيني يحتفل بعد اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بمنح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو. 29 نوفمبر 2012 - UN Photo
دبي-الشرق

تتمتع فلسطين حالياً بصفة "دولة غير عضو لها صفة المراقب" داخل الأمم المتحدة، وهو الوضع الذي يسمح لها بالمشاركة في جميع أعمال المنظمة، باستثناء التصويت على مشاريع القرارات.

وحصلت فلسطين على وضع دولة غير عضو لها صفة المراقب بالأمم المتحدة بعد قرار اعتمدته الجمعية العامة بأغلبية كبيرة في 29 نوفمبر 2012. وصدر القرار بتأييد 138 دولة ومعارضة 9، وامتناع 41 عن التصويت.

وبحسب تقرير نشرته المنظمة الأممية على موقعها الإلكتروني، أرسلت فلسطين في 2 أبريل الجاري، رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، تطلب فيها إعادة النظر في طلبها للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة، ولكن الفيتو الأميركي، الخميس، أفشل مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر، العضو غير دائم العضوية في مجلس الأمن.

كيف يتم الحصول على عضوية الأمم المتحدة؟

يُعتبر الاتفاق بين الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن أمراً ضرورياً لقبول أي دولة جديدة كعضو دائم في المنظمة.

وعادةً ما يصل أي طلب للحصول على عضوية الأمم المتحدة إلى الأمين العام للمنظمة، ثم يُحال إلى مجلس الأمن والجمعية العامة، ثم تقرر الهيئة المكونة من 15 عضواً ما إذا كانت ستوصي بالقبول أم الرفض إلى الجمعية العامة المكونة من 193 عضواً، بعد أن تناقش لجنة قبول الأعضاء الجدد المسألة.

وينص ميثاق الأمم المتحدة على أن تكون عضوية المنظمة "مفتوحة لجميع الدول الأخرى المُحِبة للسلام التي تقبل الالتزامات الواردة في الميثاق، والقادرة على تنفيذ هذه الالتزامات، وراغبة في ذلك".

ويُمكن للمجلس التصويت على الطلب، لكن يجب أن يؤيده 9 أعضاء على الأقل، وألا يستخدم أي من أعضائه الدائمين (الولايات المتحدة، والصين، وفرنسا، وروسيا، والمملكة المتحدة) حق النقض "الفيتو".

ما دور لجنة قبول الأعضاء الجدد؟

أحال مجلس الأمن الدول، بحسب المادة 59 من نظامه الداخلي، طلب عضوية فلسطين إلى لجنة قبول الأعضاء الجدد التابعة له، واجتمعت اللجنة مرتين، في 8 و11 أبريل 2024، لمناقشة الأمر.

في عام 2011، نظر أعضاء اللجنة في طلب فلسطين خلال جلسات عُقدت على مدى شهرين، لكنهم لم يتمكنوا من تقديم توصية للمجلس بالموافقة بالإجماع على الطلب، حيث أيده بعض الأعضاء، فيما أشار آخرون إلى أنهم سيمتنعون عن التصويت في حالة إجراء العملية، كما اقترح العديد منهم تبني خيارات أخرى، بما في ذلك أنه كحل وسط "يجب على الجمعية العامة أن تتبنى قراراً تصبح بموجبه فلسطين دولة مراقبة"، وفقاً لتقرير اللجنة.

تصويت الجمعية العامة

بعد الحصول على توصية إيجابية من مجلس الأمن، تقوم الجمعية العامة بدورها، وفي حالات الموافقة، كما حدث مع إسرائيل عام 1948 وعشرات الدول الأخرى، بما في ذلك جنوب السودان عام 2011، وهي أحدث دولة عضو في المنظمة، تُكلَّف الجمعية العامة بصياغة قرار.

ثم بعد وقت قصير من تلقي توصية مجلس الأمن، تجري الجمعية العامة تصويتاً على هذه المسألة، حيث تنضم جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة إلى العملية.

كيف تمنح العضوية الكاملة؟

تحتاج الجمعية العامة إلى أصوات ثلثي الأعضاء لقبول عضو جديد، وبمجرد اعتماد القرار، فإنه يتم قبول العضو الجديد رسمياً في الأمم المتحدة.

ويتطلب الحصول على العضوية المشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، ودفع الاشتراكات السنوية، والتصويت على جميع القضايا التي تُعرض على المنظمة، ثم يتم بعد ذلك إضافة علم هذا العضو الجديد إلى صف الأعضاء الممتد في واجهة مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ومكاتب المنظمة الرئيسية الأخرى في جميع أنحاء العالم.

ما مميزات صفة المراقب الدائم؟

في حالة فلسطين، فإنه بعد عام واحد من طلبها السابق، أي في عام 2012، قررت الجمعية العامة الاعتراف بها باعتبارها "دولة مراقبة غير عضو"، وحتى ذلك الوقت، كانت صفة المراقب الوحيدة الأخرى هي تلك التي مُنحت للفاتيكان.

وبصفتها دولة مراقبة دائمة، فإن علم فلسطين يرفرف خارج مبنى الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لكنه منفصل قليلاً عن أعلام الدول الأعضاء الأخرى في الأمم المتحدة، ولا يعد جزءاً من الترتيب الأبجدي هناك.

وتشارك فلسطين في جميع أعمال المنظمة، باستثناء التصويت على مشاريع القرارات في جميع هيئاتها الرئيسية، من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة ولجانها الرئيسية الست.

كيف أصبحت فلسطين دولة مراقبة غير عضو؟

في 29 نوفمبر 2012، اعتمدت الجمعية العامة قراراً يمنح فلسطين صفة دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة، بأغلبية 138 صوتاً مقابل معارضة 9 أصوات (كندا، وجمهورية التشيك، وولايات ميكرونيزيا الموحدة، وإسرائيل، وجزر مارشال، وناورو، وبنما، وبالاو، والولايات المتحدة)، مع امتناع 41 عضواً عن التصويت.

وجاء التصويت في نفس اليوم الذي احتفلت فيه الأمم المتحدة باليوم العالمي السنوي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي تم الإعلان عنه عام 1977، في ذكرى اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة عام 1947 قراراً يقضي بتقسيم فلسطين تحت الانتداب آنذاك إلى دولتين، واحدة يهودية وأخرى عربية.

وعند اعتماد القرار عام 2012، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الهدف من طلب فلسطين من المنظمة الدولية تغيير وضعها هو محاولة "بث حياة جديدة" في عملية السلام.

تصنيفات

قصص قد تهمك