وزير الخارجية السعودي يدعو البرهان وحميدتي لوقف الاقتتال وحماية السودان

time reading iconدقائق القراءة - 7
سودانية تحمل طفلها في مخيم زمزم للنازحين، الفاشر، شمال السودان. يناير 2024 - Reuters
سودانية تحمل طفلها في مخيم زمزم للنازحين، الفاشر، شمال السودان. يناير 2024 - Reuters
الرياض -الشرق

أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتصالين هاتفيين الأربعاء، مع كل من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".

وجرى خلال الاتصالين "مناقشة مستجدات الأوضاع الراهنة في السودان وتداعياتها على الشعب السوداني"، وفق ما أورد بيان للخارجية السعودية.

وأكد وزير الخارجية السعودي أهمية العمل على "حماية السودان وشعبه من حدوث المزيد من الدمار وتفاقم للأوضاع الإنسانية الصعبة"، و"ضرورة تغليب مصلحة الشعب السوداني، ووقف الاقتتال لحماية مؤسسات الدولة وحماية السودان والمضي به إلى بر الأمان".

واندلعت الحرب في السودان قبل عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مما تسبب في حدوث أكبر أزمة نزوح في العالم، واستضافت السعودية محادثات جدة بين الطرفين منذ مايو العام الماضي، والتي أسفرت عن وقف إطلاق نار قصير الأمد استمر نحو أسبوع، وتم توقيعه في 20 مايو الماضي.

وأسفرت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، عن سقوط أكثر من 15 ألف شخص، وهجّرت أكثر من 8 ملايين رجل وامرأة وطفل من منازلهم، بما في ذلك أكثر من 1.6 مليون شخص فروا إلى جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، وفق بيانات للأمم المتحدة.

ومع دخول الحرب عامها الثاني، لا تزال تغيب عن الأفق أية بوادر لحل سياسي قريب، لكن المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيريللو، أشار في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" تزامناً مع الذكرى الأولى للحرب، إلى وجود مفاوضات غير رسمية جارية في الوقت الحالي.

السودان على شفا مجاعة

وصارت أجزاء من السودان على شفا مجاعة من صنع الإنسان تعتمل منذ فترة. فقد انهار قطاع الزراعة وسط اضطرار المزارعين للفرار من أراضيهم بسبب أعمال العنف. وصار الجوع سبباً آخر للنزوح، وليس القتال وحده، إذ يهجر البعض منازلهم بحثاً عن الطعام. وتنتشر الملاريا وأمراض أخرى بين النازحين. وتتعرض مراكز المساعدات الرئيسية للنهب.

ونبه "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، وهي هيئة عالمية معنية بالأمن الغذائي تدعمها الأمم المتحدة، في مارس الماضي، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمنع الانهيار الكامل لسبل العيش وتجنب أزمة جوع كارثية في السودان.

وقال التصنيف إنه راجع أحدث الأدلة المتاحة، ونشر تحذيره لـ "التعبير عن قلقه الكبير" بشأن تدهور الوضع في السودان والضغط من أجل اتخاذ إجراءات فورية "لمنع المجاعة".

كما قالت آنيت هوفمان التي أعدت تقريراً لمؤسسة كليجندال البحثية التي مقرها هولندا عن أزمة الغذاء في السودان "تسببت الحرب في أكبر أزمة جوع في العالم... من المرجح أن تحدث مجاعة لم نشهدها منذ عقود".

ومن أجل البقاء على قيد الحياة يلجأ الناس في أنحاء السودان إلى تدابير يائسة. ففي غرب دارفور، لم يجد المزارعون ما يسد رمقهم سوى البذور التي كانوا قد اشتروها لغرسها. وفي منطقة كردفان، باع البعض أثاثهم وملابسهم للحصول على نقود لشراء الطعام. وفي الخرطوم، لم يجد سكان محاصرون في منازلهم خياراً سوى قطع أوراق الأشجار وغليها وأكلها، وفق "رويترز".

اقرأ أيضاً

الأمم المتحدة: السودان يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن السودان يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم، وإن ما لا يقل عن 25 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

وفي الأيام الأخيرة، تزايدت التحذيرات الأممية والدولية أخيراً من هجوم وشيك على مدينة الفاشر في ولاية شمال دافور بالسودان، وقال متحدث باسم الأمم المتحدة الجمعة الماضية، إن المنظمة تشعر بقلق متزايد بشأن هجوم وشيك محتمل على الفاشر، وتسعى إلى تخفيف التوتر في المنطقة.

وحذّرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد الاثنين من "مجزرة واسعة النطاق" على وشك أن تشهدها مدينة الفاشر.

وبقيت المدينة لفترة طويلة في منأى من المعارك منذ اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في 15 أبريل 2023، لكن تقارير عن أعمال عنف في المدينة والقرى المجاورة بدأت ترد اعتباراً من منتصف أبريل.

والفاشر هي آخر مدينة كبرى في منطقة دارفور الغربية الشاسعة التي لا تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع. واستولت قوات الدعم السريع وحلفاؤها على أربع مدن رئيسية في دارفور العام الماضي، واتهمت بارتكاب عمليات قتل ذات دوافع عرقية ضد جماعات غير عربية وغيرها من الانتهاكات في ولاية غرب دارفور، وفق "رويترز".

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة "هناك تقارير عن أن قوات الدعم السريع تطوق الفاشر، مما يشير إلى أن تحركاً منسقاً لمهاجمة المدينة قد يكون وشيكاً. وفي الوقت نفسه، يبدو أن القوات المسلحة السودانية تتخذ مواقعها".

وأضاف أن "الهجوم على المدينة سيكون له عواقب وخيمة على السكان المدنيين. وهذا التصعيد للتوترات يحدث في منطقة على شفا المجاعة بالفعل".

وتابع أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يحث مجدداً جميع الأطراف على عدم القتال في منطقة الفاشر، مضيفاً أن رمطان لعمامرة المبعوث الشخصي لجوتيريش إلى السودان يعمل على تخفيف حدة التوتر.

ويقول سكان ووكالات إغاثة ومحللون إن القتال من أجل السيطرة على الفاشر، وهي العاصمة التاريخية لمنطقة دارفور، قد يطول ويؤجج التوترات العرقية التي ظهرت على السطح خلال الصراع الذي دار في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في المنطقة.

تصنيفات

قصص قد تهمك