اتهمت الخارجية السودانية، الخميس، قوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، باستغلال ما وصفته بـ"التعتيم الإعلامي" الذي فرضته بقطع الاتصالات لـ"تصعيد عملياتها الإرهابية ضد المدنيين لا سيما في مناطق غرب ولاية سنّار وولاية الجزيرة"، فيما ردَّت الأخيرة بالقول إنها "تحركت لتأمين قرى بالجزيرة".
وأوضحت خارجية السودان في بيان، أن قوات "الدعم السريع" قتلت 20 مدنياً، خلال الأيام القليلة الماضية في قرية ود العزيز غرب ولاية سنّار، ونحو 17 آخرين في قرية ود البليلة غرب ولاية الجزيرة، و12 في معيجنة، و7 في بلدة العقدة المغاربة، لافتة إلى أن هذه القوات تفرض حصاراً على مدينة طابت الشيخ عبد المحمود في ولاية الجزيرة.
كما اتهمتها بـ"ارتكاب انتهاكات واسعة في مناطق هبيلا، والدلنج، ولقاوة، مشيرة إلى سقوط ما لا يقل عن 60 شخصاً، كما أحرقت 5 قرى خلال الهجمات".
وفي المقابل، ذكرت قوات الدعم السريع، في بيان، الأربعاء، أنها "تتعامل بجدية مع أنباء عن وقوع انتهاكات في بعض القرى في محلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة"، مشيرة إلى أنها "وجّهت بالتحرك الفوري إلى تلك القرى، واستخدام الوسائل كافة التي تضمن سلامة المدنيين".
وقال قيادي في قوات الدعم السريع لـ"الشرق"، إن "لجنة الظواهر السلبية بقيادة عصام فضيل، إلى جانب دائرة حقوق الإنسان، تحركتا نحو المواقع المشار إليها، رفقة قوات كبيرة بغرض التأمين وضبط المنفلتين".
طرفا الصراع في مرمى الاتهامات
وأدان حزب الأمة القومي السوداني، في بيان، الأربعاء، ما وصفها بـ"الانتهاكات الجسيمة على أيدي الدعم السريع في ولايتي سنّار والجزيرة". وشجب في الوقت ذاته ما قال إنه "قصف جوي للجيش على مدينة الضعين".
ودعا الحزب، المنظمات الدولية، برصد انتهاكات الحرب والتحقيق فيها، وتقديم مرتكبيها للعدالة.
بينما استنكر نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، ووزير شؤون مجلس الوزراء سابقاً خالد عمر يوسف، ما وصفها بـ"الانتهاكات الواسعة التي ارتكبها عناصر منسوبون لقوات الدعم السريع في العقدة المغاربة، وتنوب، ومعيجنة وقرى في ولاية الجزيرة"، مضيفاً أن "الجيش بدوره قصف مدينة الضعين، شرق دارفور، وحمرة الشيخ، شمال كردفان".
فيما دعا عضو الهيئة القيادية في تنسيقية "تقدم" ياسر عرمان، قيادة الدعم السريع، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومحاسبة الجناة، على ما وصفها بـ"جرائم وانتهاكات واسعة ارتُكبت في قرى ولايتي الجزيرة وسنّار"، مطالباً بإخراج المسلحين من القرى وأحياء المدن.
وقائع مأساوية
وقال شاهد عيان، من إحدى قرى ولاية الجزيرة، طلب عدم كشف هويته، إن نحو 7 أشخاص سقطوا، فيما أصيب آخرون ومن بينهم والده بطلق ناري، "حين حاولوا التحدث مع قوات من الدعم السريع كانت تتقدم باتجاه بلدتهم".
ولفت الشاب، البالغ من العمر 27 عاماً، إلى تعرُّض سكان عدة قرى لـ"القتل، والنهب. ولم يخل الأمر من التحرش بحق عدد من النساء".
وأكد "بدء حركة نزوح واسعة باتجاه كسلا شرق البلاد، تمهيداً للتوجه إلى بورتسودان وشمال السودان".
كما تحدَّث عن تعرُّض سكان 10 قرى في ولاية الجزيرة، إلى انتهاكات من قِبَل قوات الدعم السريع، خلال الأسبوع الماضي، وهي: "العقدة المغاربة، ومعيجنة، ووادي شعير، وتنوب، وقوز الرهيد، والسديرة، وأم دوانة، وفطيس، وصراصر، وحي النور".
وتابع بقوله، إن "سكان المنطقة يواجهون صعوبات بالغة منذ 14 فبراير الجاري، في التواصل مع أقاربهم داخل أو خارج البلاد، بسبب انقطاع الاتصالات". ونوَّه إلى أن "الهجمات تواصلت حتى 20 فبراير الجاري".
من جهته، قال عضو المكتب السياسي في حزب الأمة القومي سابقاً، والمقيم حالياً في كندا صديق بولاد، إن قوات "الدعم السريع" هاجمت مسقط رأسه في غرب ولاية سنّار، مضيفاً أن "10 من أقاربه لقوا حتفهم في الحال".
وأوضح بولاد، أن "الهجوم وقع في منطقة لا يتواجد فيها الجيش السوداني ولا القوات الأمنية"، مضيفاً أن "قوات من الدعم السريع وصلت إلى منطقته بهدف نهبها، وحاول السكان المحليون التصدي لهم، قبل أن تفتح عليهم القوات النار".