50 أستاذاً جامعياً يطالبون "نيويورك تايمز" بمراجعة تقرير عن هجوم 7 أكتوبر

تقرير الصحيفة الأميركية يواجه انتقادات بعد مزاعمه بشأن وقائع اغتصاب

time reading iconدقائق القراءة - 6
مبنى صحيفة نيويورك تايمز في مانهاتن بمدينة نيويورك الأميركية. 3 أغسطس 2020 - REUTERS
مبنى صحيفة نيويورك تايمز في مانهاتن بمدينة نيويورك الأميركية. 3 أغسطس 2020 - REUTERS
دبي -الشرق

وقع أكثر من 50 أستاذاً جامعياً من عدة جامعات أميركية مرموقة، على رسالة تطالب صحيفة "نيويورك تايمز" بمراجعة تقرير زعم وجود "نمط من العنف الجنسي" في هجمات حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي.

ووفقاً لما أوردته صحيفة "واشنطن بوست"، فإن الأسئلة بدأت تظهر، بعد فترة وجيزة من نشر "نيويورك تايمز" تحقيقاً في ديسمبر الماضي، حمل عنوان "صرخات بدون كلمات: العنف الجنسي في 7 أكتوبر". 

وأثار أقارب امرأة من ضحايا الهجوم، أصبحت قصتها محورية في تقرير "نيويورك تايمز"، شكوكاً بشأن التقارير التي تزعم تعرضها للاغتصاب، بينما أشار النقاد الآخرون إلى تناقضات في الروايات المختلفة المقدمة من قبل شاهد عيان تم الاستناد إليه في القصة.

وذكر موقع "ذا إنترست"، أن بودكاست "ذا ديلي" الرئيسي لصحيفة "نيويورك تايمز"، كان قد ألغى حلقة مخطط لها حول التقرير المثير للجدل بسبب الأسئلة والشكوك التي نشأت حوله.

ورداً على ذلك، أطلقت "نيويورك تايمز" تحقيقاً داخلياً مكثفاً، لتحديد مسرب تلك المعلومة من داخل غرفة الأخبار، ووصفت الجمعية المهنية التي تمثل العاملين بالصحيفة ذلك بأنه "ملاحقة عرقية"، فيما نفت "نيويورك تايمز"، ادعاء الجمعية. 

وذكر الموقع أيضاً، أن الصحيفة اعتمدت بشكل كبير على "اثنين من الصحافيين المستقلين عديمي الخبرة نسبياً في إسرائيل، هما عنات شوارتز وآدم سيلا، لإعداد القصة، في حين كان مراسل الصحيفة جيفري جيتلمان مسؤولاً عن نسجها". 

مراجعة شاملة

وأثارت رسائل الأساتذة، مخاوف بشأن "الترتيبات الصحافية هذه"، مشيرة إلى أن المراسل الحائز على جائزة "بوليتزر" ويدعى ريك براج، استقال من الصحيفة في عام 2003، بعد أن تم الكشف عن اعتماده بشكل كبير على صحافي مستقل أقل خبرة في إعداد التقارير.

وتشير الرسالة أيضاً، إلى التعليقات التي أدلى بها جيتلمان في مقابلة بعد نشر القصة، والتي قال فيها إنه "لا يريد استخدام كلمة دليل لوصف تفاصيل معينة في القصة، لأنها تشير إلى أنك تحاول إثبات ادعاء أو إثبات قضية في المحكمة". 

وجاء في الرسالة: "هذه اللغة تتناقض بشكل صارخ مع القصة نفسها التي تستخدم كلمة "دليل" في العنوان الفرعي في إشارة إلى نفس المعلومات التي كان جيتلمان يناقشها على ما يبدو. 

وتطلب الرسالة، التي وقعها أساتذة في جامعات أميركية عدة بينها نيويورك، وبنسلفانيا، وإيموري، وتكساس، من الصحيفة "تكليف مجموعة من خبراء الصحافة على الفور بإجراء مراجعة شاملة ومستقلة وكاملة لعمليات الإبلاغ والتحرير والنشر لهذه القصة وإصدار تقرير بالنتائج". 

وتأتي الرسالة، بعد أشهر من الانتقادات والمخاوف التي أثارها نقاد من الخارج وكذلك بعض موظفي الصحيفة، حول مصداقية مصادرها وعملية تحرير القصة، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، إذ أرسلت الرسالة صباح الاثنين إلى ناشر "نيويورك تايمز"، إيه جي سولزبيرجر، والمحرريْن التنفيذي، جو كان والدولي فيليب بان. 

واعترفت الرسالة، التي حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست"، باستحالة توثيق الأحداث بشكل كامل ودقيق أثناء وقوعها، لكنها شددت على أن المؤسسات الإخبارية يجب أن تكون على استعداد لإجراء التحقيقات اللازمة للتحقق من دقة المعلومات ومصداقيتها. 

وأشارت الرسالة إلى أن الصحيفة والعديد من الصحف الأخرى، قد أعادت تقييم القصص بالطريقة التي اقترحها الأساتذة، وتُذّكر بأنه في عام 2004، قامت "نيويورك تايمز" بمراجعة تغطيتها للأحداث التي سبقت غزو العراق. 

وبعد هذا التقييم، أقر المحررون في مذكرة للقراء بأنهم تعرفوا على قصص "مشكوك فيها، كانت مستندة إلى روايات من مصادر عراقية كانت مصداقيتها تحت نقاش عام متزايد".

"نيويورك تايمز": مقتنعون بمعاييرنا 

بدورها، قالت ناطقة باسم الصحيفة في بيان، إن الصحيفة "راجعت العمل الذي تم إنجازه في هذا العمل الصحافي ونحن مقتنعون بأنه يلبي معاييرنا التحريرية". 

وفي مارس الماضي، ذكرت "نيويورك تايمز" أن أدلة الفيديو الجديدة "تقوض" بعض التفاصيل في تحقيقها الأولي، لكن الصحيفة لم تصدر تصحيحاً أو تراجعاً عن تقرير ديسمبر، الذي وصفه أساتذة الصحافة بأنه "قرار غير عادي". 

وقال شاهان مفتي، الأستاذ في جامعة ريتشموند، في مقابلة، إن "الظروف غير العادية تستدعي استجابة من معلمي الصحافة"، مضيفاً: "نحن في تعليم الصحافة، لسنا عادة في مجال إخبار الأشخاص في المهنة بكيفية القيام بعملهم، هذا يتطلب دراسة جادة ومداولات، وتوصلنا إلى استنتاج مفاده أن هذا ضروري".

وذكر ساندي تولان، الأستاذ في جامعة سازرن كاليفورنيا، إن توقيت القصة، حيث كان الرأي العام في الولايات المتحدة يتحول نحو فهم أكثر انتقاداً للدمار، الذي خلفه القصف الإسرائيلي للمناطق المدنية في غزة، له صلة أيضاً. 

وقال: "مع ارتفاع عدد الضحايا في غزة، وبدء تركيز الانتقادات أكثر على إسرائيل، نشرت صحيفة نيويورك تايمز هذه القصة، التي يبدو أنها نشرت قبل الأوان". 

وأشار إلى أنه "من المهم فهم الأضرار المحتملة والنتائج السلبية المتوقعة نتيجة لهذا التوقيت الغير مناسب، خاصة مع عدم إعداد التقرير كما ينبغي، ومن ثم هناك سبب إضافي يجعل المراجعة الخارجية مناسبة".

وتقول الرسالة، إن مراجعة مستقلة يمكن أن تجد أن الصحيفة "لم ترتكب أي خطأ"، أو تجد أخطاء في الطريقة التي تعمل بها غرفة الأخبار، وفي كلتا الحالتين، تخلص الرسالة إلى أن المراجعة الفورية "هي الشيء الوحيد المسؤول والموثوق الذي يجب القيام به".

تصنيفات

قصص قد تهمك