
مع اندلاع حرب إيران وإسرائيل، بدأت التقييمات الأولية لأضرار الغارات الجوية الإسرائيلية على منشآت الأسلحة النووية الإيرانية الرئيسية تظهر تدريجياً.
ولا تزال التفاصيل قليلة، ولكن أفادت تقارير واسعة النطاق بأن منشأة نطنز الإيرانية للتخصيب النووي قد أُغلقت تماماً، كما قُصفت منشآت لتطوير الأسلحة النووية في أصفهان وكرج، وذلك وفقاً لمجلة The National Interest.
وتنتشر شائعات حول تعرض منشأة "فوردو"، جوهرة البرنامج النووي الإيراني، لهجوم، إذ تعتبر هدفاً شديد التحصين، لأنها أُنشئت تحت جبل تحسباً لهجوم جوي.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الشكوك بشأن ما إذا كانت المنشأة قد دُمرت بالفعل، إذ لتدميرها بفعالية، سيحتاج الإسرائيليون إلى قنبلة خارقة للتحصينات أكبر بكثير مما لديهم في ترسانتهم الحالية.
وبالطبع، قد يتمكن الإسرائيليون من نشر أسلحة نووية تكتيكية للقيام بهذه المهمة، لكنهم يفضلون تجنب التداعيات السياسية والدبلوماسية لمثل هذه الخطوة، إلا إذا كانت ضرورية للغاية.
ومع ذلك، فإن الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في حملتها ضد منشآت الأسلحة النووية الإيرانية والعلماء النوويين، كانت فعالة إلى حد كبير حتى الآن. ونشرت مجلة The National Interest، أبرز الذخائر التي استخدمتها إسرائيل لقصف إيران جواً:
القنابل النحيفة
أفادت التقارير بأن قنابل GBU-39/B دقيقة التوجيه وصغيرة القطر، والتي توصف بـ"القنابل النحيفة"، شوهدت على طائرات حربية من طراز F-16I خلال الضربات.
وهذا النوع من القنابل مصمم بدقة عالية، كما أنها قادرة على اختراق أهداف محصنة، ما يجعلها مناسبة للبنية التحتية النووية السطحية، إلا أن هناك جوانب أكثر تحصيناً في المنشآت، مثل تلك الموجودة في نطنز، لا تستطيع هذه القنابل ضربها.
القنابل الانزلاقية
وتعتبر قنابل SPICE-1000 الانزلاقية دقيقة التوجيه، وهي اختصار لعبارة "ذكية، دقيقة التأثير، فعالة من حيث الكلفة"، وطورتها شركة Rafael الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة.
وتعتبر هذه القنبلة جزءاً من عائلة ذخائر SPICE المصممة لتحويل القنابل غير الموجهة إلى أسلحة بعيدة المدى عالية الدقة، وتعتمد SPICE-1000 على رأس حربي يزن 1000 رطل، وهو مشتق عادةً من القنابل القياسية، مثل Mk-83.
وهذا النوع من القنابل مجهز بأنظمة توجيه متطورة لضربات دقيقة، إذ يمكن تجهيز هذا السلاح برؤوس حربية مختلفة، بما في ذلك الرؤوس الحربية المتشظية، أو الاختراقية للأهداف الصلبة، أو الرؤوس الحربية المتفجرة، ما يجعله قابلاً للتكيف مع مجموعة واسعة من مجموعات الأهداف المختلفة.
ويبلغ مدى هذا السلاح حوالي 62 ميلاً، ما يسمح للطائرات بإطلاقه من مسافة آمنة، ويقلل من تعرضه لدفاعات العدو الجوية.
ويتماشى هذا مع التوجه العام للضربات الإسرائيلية، فبينما يتمتع سلاح الجو الإسرائيلي بسيطرة جوية على إيران، إلا أن هذه الهيمنة ليست كاملة، إذ يعتمد سلاح الجو الإسرائيلي بشكل كبير على الصواريخ بعيدة المدى، لأنه يخشى بوضوح من أن يتمكن الإيرانيون من إعادة تشغيل أنظمة دفاعهم الجوي.
وتستخدم قنبلة SPICE-1000 نظام توجيه متعدد العقد يجمع بين نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ونظام الملاحة بالقصور الذاتي (INS)، ما يوفر توجيهاً دقيقاً في جميع الأحوال الجوية بإحداثيات مبرمجة مسبقاً.
ويتميز هذا السلاح بقدرة "التحكم المباشر"، ما يسمح بتحديد الهدف وتعديله في الوقت الفعلي عبر الكاميرا ووصلة البيانات، ويعتبر هذا الأمر فعال بشكل خاص ضد الأهداف المتحركة أو المتغيرة وفي البيئات التي لا يتوفر فيها نظام تحديد المواقع العالمي.
ويعتبر هذا النظام مفيد لضرب البنى التحتية فوق الأرض وشبه المحصنة، مثل قاعات أجهزة الطرد المركزي، والغرف الكهربائية، والمرافق الداعمة في نطنز، كما يمكن استخدامه ضد مركز أصفهان أيضاً.
قنابل الاختراق
ويُعتقد أن إسرائيل استخدمت القنابل الخارقة للتحصينات GBU-72 Advanced 5K، التي يبلغ وزنها 5000 رطل، والمُصممة لأهداف مدفونة عميقاً، لتعطيل منشأة نطنز النووية.
وهذه القنابل متطورة لاختراق الخرسانة المسلحة والهياكل تحت الأرض، ولكن لم تحقق أياً من الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل حتى الآن نجاحاً في تدمير منشآت الأسلحة النووية الإيرانية بالكامل، ولهذا السبب يُواصل سلاح الجو الإسرائيلي إعادة قصف هذه المواقع.
صواريخ ROCKS الباليستية
صاروخ "روكس" بعيد المدى، الذي طورته شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، دقيق التوجيه ويُطلق من طائرات مقاتلة، وهو قادر على ضرب أهداف بعيدة بدقة عالية، ما يجعله خياراً مثالياً للهجمات الدقيقة كتلك التي استهدفت القيادة الإيرانية.
صواريخ Blue and Silver Sparrow
هي صواريخ باليستية تُطلق جواً، وتنتمي إلى عائلة صواريخ ANKOR.
ويعتبر صاروخ Blue Sparrow مُستهدف للاختبار، بينما صُمم Silver Sparrow لضربات عملياتية، ربما ضد أهداف مُحصنة.
ووُجد حطام من عائلة ANKOR في إيران، إلا أن هذه الادعاءات لا تزال غير مؤكدة.
وسواء استخدمت إسرائيل قنابل زنة 1000 أو 3000 أو 5000 رطل، فإن هذه الأنظمة غير كافية لاختراق الطبقات المحصنة في منشآت مثل "نطنز" و"فوردو".
ولهذا السبب، دأبت الحكومة الإسرائيلية على مطالبة الأميركيين بالتدخل المباشر في الصراع، وفي حال نشرت الولايات المتحدة قنابلها الخارقة للذخائر الضخمة، من طراز GBU-57، التي تزن 30 ألف رطل، فسيتمكنون بسهولة من القضاء على التهديد النووي الإيراني، لكن هذا سيعني تصعيداً أميركياً للحرب، وبالتأكيد رداً إيرانياً شاملاً ضد أهداف أميركية في المنطقة.