مخرج "ليالي روكسي" لـ"الشرق": المسلسل يرصد وجه دمشق الحضاري قبل 100 عام

الملصق الدعائي لمسلسل "ليالي روكسي" - المكتب الإعلامي لمنصة شاهد
الملصق الدعائي لمسلسل "ليالي روكسي" - المكتب الإعلامي لمنصة شاهد
القاهرة -خيري الكمار

قال المخرج السوري محمد عبد العزيز، إنه كان حريصاً على تقديم الوجه الحضاري لمدينة دمشق قبل 100 عام، في مسلسل "ليالي روكسي" الذي ينافس به في موسم دراما رمضان 2025.

وأوضح عبد العزيز، خلال حواره مع "الشرق"، أن "مشروع التنوير في ذلك الوقت، كان قد بدأ يتشكل بين عدة شرائح مجتمعية"، لافتاً إلى أن "الاستعمار الفرنسي كان له دوراً في هذا الشأن، وإن كان هذا يتعارض مع المشاعر الوطنية".

وأكد عبد العزيز أنه لم يكن سهلاً اختيار عنوان عريض مثل قصة  تصوير أول فيلم سوري في مسلسل تلفزيوني، وعرضه في موسم مزدحم بالمسلسلات، متابعاً "لجأت لتقديمه في صورة  من الكوميديا السوداء، للحفاظ على روح المرحلة التي تدور فيها الأحداث، ولفت انتباه المشاهد".

وتابع "كل الأعمال التي أنجزها، انحاز فيها لدور المرأة التحرري والأقليات تحت صبغة المواطنة ونقد العقل الديني المتشدد، الذي يقابله الذهنية الصوفية المنفتحة والقابلة للتنفس في المجتمعات الغارقة بالجهل والظلام"، مشيراً إلى أن "المُشاهد يجد نفسه أمام باقة من التابلوهات الدرامية، ظاهرها بسيط، وجوهرها يحمل حرارة الأسئلة الكبرى". 

وتدور أحداث "ليالي روكسي" حول كواليس صناعة أول فيلم سينمائي سوري عام 1928، والصعوبات التي أحاطت به، كما يسلط الضوء على العديد من جوانب الحياة في تلك الفترة، خاصة مع وجود الاستعمار الفرنسي في سوريا.

المسلسل بطولة سلاف فواخرجي، ودريد لحام، وأيمن زيدان، ومنى واصف، وعبد الفتاح المزين، وجوان الخضر، ورنا ريشة، ومجد فضة، والعمل تأليف وإخراج محمد عبد العزيز. 

دريد لحام ومنى واصف

وعن مشاركة دريد لحام ومنى واصف، في "ليالي روكسي"، قال إنّ: "ذلك يعود إلى الدور الكبير اللذان قاما به في الوسط المعرفي والفني، ووجودهما يُعد إعلاءً للقيمة التاريخية للرواد المؤسسين للفن في سوريا"، متابعاً "أعتبر نفسي من عشاق أعمالهما التي تُشكل لدىّ ذاكرة فنية وروحية تمتد لطفولتي المبكرة".

ولفت إلى أن سلاف فواخرجي، كانت حاضرة بالمشروع منذ بذرته الأولى، وكتبت مع فريق الكتابة أيضاً، الذي ضم كلًّ من  معن سقباني وشادي كيوان.

عقبات قديمة

وعن كواليس التحضير للمسلسل، قال: "كنت مهتماً بالتعرض لخلفيات تصوير أول فيلم سينمائي في سوريا، خاصة أن هذا المشروع واجه نوعاً من العصف الرقابي، والذي لا زال بالمناسبة مستمراً حتى الآن، على الأقل بالنسبة للأفلام والمسلسلات التي أنجزها  شخصياً".

وأضاف "المحور الرئيسي للمسلسل، يسلط الضوء على المفهوم الرقابي الذي تزامنت حدته مع ولادة أول شريط  سينمائي في البلاد"، مشيراً إلى أن "تلك العقلية الرقابية الحجرية تجاوزت السينما، وانتقلت إلى كل فعاليات المجتمع كما نراه حتى يومنا هذا".

وشدد على اهتمامه بالعودة إلى جذور التنكيل بالمنجز الإبداعي والإنساني للفرد، حين تُستباح حريته تحت عنوان حماية الأعراف والتقاليد البالية، مؤكداً أنه في صراع أبدي بين من ينتهجون الحرية، ومن ينتهجون الاستبداد وإلغاء الآخر، متابعاً "المسلسل ليس مجرد سيرة لأول فيلم،  بل هو سيرة لبلد بأكمله".

البيئة الإنتاجية

ورأى عبد العزيز أن "الدراما السورية في الوقت الراهن، كما هي منذ سنوات، تغادر مكانها الأساسي، رغم إنتاج أعمال جيدة، وإن كانت لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة"، لافتاً إلى أن "المشكلة الرئيسية التي تواجه تلك الصناعة، تكمن في البيئة الإنتاجية للعمل الدرامي، وعدم استيعاب المتطلبات العصرية لها، بسبب قلة رأس المال الوطني المستثمر".

وتابع "الدراما السورية هزيلة وغير منافسة، رغم توفر الكثير من العناصر التي تضمن النجاح، بينما هناك تجارب ومحاولات فردية، بهدف استمرارها".

وطالب الجميع "بضرورة التحلي بروح النقد، وتفكيك هيكل النجاح المزعوم، بشأن بناء صناعة حقيقية للدراما السورية على أسس متينة".

تصنيفات

قصص قد تهمك