في عيد ميلاده الـ71.. أبطال أعمال وحيد حامد يتحدثون عنه

الكاتب المصري وحيد حامد - قيسبوك
الكاتب المصري وحيد حامد - قيسبوك
القاهرة- خيري الكمار

في عالم الإبداع الدرامي.. لاسم "وحيد حامد " بريق خاص، فهو صاحب تلك القدرة الاستثنائية على مناقشة أعقد القضايا الاجتماعية، والغوص في النفس البشرية دون أن يفقد اتصاله بالجماهير على مختلف مستوياتها.

وحيد.. صاحب "طائر الليل الحزين" الذي تصدى للفساد في نهاية السبعينات، و"البريء" الذي تحوّل إلى نبوءة تحققت لاحقاً على أرض الواقع، و"الراقصة والسياسي" الذي كشف كواليس حرص كثيرون على إخفائها، و"العائلة" الذي هاجم جماعات التطرف بجرأة في توقيت مبكر، ثم "الجماعة" بجزأيه، وغيرها الكثير من قائمة وصلت إلى 86 عملاً بين السينما والدراما التلفزيونية والإذاعية والمسرح.

اليوم يستقبل وحيد حامد عامه الجديد، بقلب طفل وعقل متمرد وشغف بالفن وعشق للوطن، بعد سنوات خاض فيها عشرات المعارك الفكرية والسياسية إلى جانب نجاحاته الفنية، نحتفي بمسيرته الإبداعية من خلال كلمات له وعنه يوجهها له عبر "الشرق" عدد من شركاء رحلة النجاح من كبار نجوم السينما والدراما العربية.

وحيد حامد يحمل جوائز فيلمه
وحيد حامد يحمل جوائز فيلمه "ديل السمكة" عام 2003 في مهرجان الإسكندرية السينمائي - AFP

في مواجهة "طيور الظلام"

النجمة يسرا التي تعتبر أكثر الفنانات اللاتي تعاملن معه قالت لـ"الشرق": "بالتأكيد هو أحد أهم كتاب القرن في السينما المصرية والعربية، ودائماً ما يتصدى لقضايا هامة وشائكة ومصيرية، ولديه وجهة نظر عميقة في رؤيته لهذه القضايا، ومن أكثر أعماله التي تشير لذلك فيلم "طيور الظلام". وهو عندما يطرح قضية ما في أحد أعماله لا يخشى أي هجوم، أو مشكلات قد يتعرض لها، لأنه يدرك أن ما يقدمه هو من أجل الناس والوطن، وهذا الأمر واضح جداً في أغلب أعماله".

بتقدير كامل تواصل يسرا: "عاشق لمصر عشقاً لا يوصف، ومن حسن حظي أنني تعاملت معه منذ بداية مشواري الفني، فقدمت في البداية فيلمَي "أرزاق يا دنيا" و"الإنسان يعيش مرة واحدة"، واستمر تعاوني معه في العديد من الأعمال التي أفتخر بها وأعتبرها من أهم أعمالي الفنية "الإرهاب والكباب، طيور الظلام، المنسي، دم الغزال" ومسلسل "أوان الورد". أشعر أن ارتباط أسمي بالعديد من أعمال وحيد حامد شرف كبير لي، فأعماله ستظل باقية وخالدة في تاريخ السينما العربية".

كل هذا الإبداع

قدمت النجمة ليلى علوي مع الكاتب وحيد حامد ثلاثة من أهم أفلامها هي "كل هذا الحب، والمساطيل، واضحك الصورة تطلع حلوة"، بالإضافة إلى مسلسل "العائلة". 

 ليلى وصفت أعمالها مع وحيد بأنها الأقرب إلى قلبها والأنجح في مشوارها، وقالت "دائماً يراني الأستاذ وحيد بعين مختلفة، في شخصيات تكون مفاجِئة للجمهور. قدمت معه أحد أجمل أفلامي الرومانسية والتي أحبها جداً وهو فيلم (كل هذا الحب). وفي التلفزيون قدمت معه أحد أهم مسلسلاتي وأنجحها "العائلة"، الذي يعد من أوائل الأعمال الدرامية الذي تناولت الإرهاب وفكر الجماعات المتطرفة"

ليلى أكدت أن وحيد من أهم الكتّاب الذين يجيدون التعبير عن مختلف المشاعر الإنسانية بعبقرية. وتابعت "هو مختلف ومتميز جداً في لغته البصرية في السيناريو وحواره، ولديه قدرة على التعبير عن أي مشهد بسيط بجماليات وتحميله معاني مهمة. سعيدة جداً بكل الأعمال التي قدمتها معه، والتي حققت بصمات فنية بارزة في مسيرتي".

ليلى علوي مع وحيد حامد وشريف عرفة ومروان حامد - AFP
ليلى علوي مع وحيد حامد وشريف عرفة ومروان حامد - AFP

صانع النجوم 

وقال هاني رمزي أول من تعامل مع وحيد حامد من جيل المضحكين الجدد عبر فيلم "محامي خلع"، "قدمت معه أهم أفلامي في بداية حصولي على البطولة المطلقة، وكان هذا اللقاء الفني دفعة قوية لي لمواصلة مشواري لما حققه من نجاح كبير، وأتمنى أن تتكرر التجربة".

وأضاف "وحيد حامد أحد أهم العلامات المميزة في الكتابة في السينما والدراما التلفزيونية، فهو الكاتب صاحب الرصيد الأكبر من الأعمال الناجحة والمؤثرة فنياً وجماهيرياً خلال السنوات الماضية، والتي ساهمت في صناعة نجومية الكثير من الفنانين الكبار، وطرح من خلالها قضايا اجتماعية وسياسية. شرف لي أن يُكتب في مشواري أنني تعاونت معه".

ديموقراطي بقلب طفل

كان  الكاتب وحيد حامد أول من قدم المخرج تامر محسن على شاشتي التلفزيون والسينما، حيث اختاره لإخراج مسلسل "بدون ذكر أسماء" ثم فيلم "قط وفار"، وعن ذلك تحدث  تامر  لـ"الشرق": "يقابل كل فنان في رحلته من يؤمن بموهبته، هؤلاء الأشخاص يكون لهم أكبر تأثير في تغيير حياة الإنسان، وبالنسبة لي وحيد حامد على رأس كل هؤلاء".

وأضاف: "قابلته لأول مرة في تحكيم مشروعات السنة الثالثة بمعهد السينما، ورأيت في عينيه حماساً تجاهي، وكان لي الشرف أن تكون أولى خطواتي الفنية من توقيعه. ثقته بإمكاناتي كمخرج جعلته يطلق يدي في تقديم  سيناريوهات وفق رؤيتي، وبمنتهى الحرية دون تسلط أو شك. تلك الثقة كانت تزيد العبء على عاتقي، ولكنها زادتني في الوقت نفسه إصراراً. والشرف الأكبر في علاقتي بالأستاذ وحيد أنه كان يعتبرني صديقاً، أجالسه لساعات طويلة نتناقش وأسمع حكاياته وأراقب طريقة تفكيره. نختلف أحياناً، فيحترم اختلافنا، وأحياناً يقتنع برأيي بتواضع".

وأضاف "هو فنان يجيد الاستماع للآخرين ولا يتشبث برأيه، رأيت فيه المثابرة في العمل دون إفراط والاستمتاع بالحياة أيضاً دون إفراط، تعلمت منه أنه كلما زاد نجاح الفنان وثقته بنفسه ازداد تواضعه. رجل يمتلك من الحرفة والخبرة الكثير، ولكنه يسير وراء حدسه ومشاعره بقلب طفل".

المخرج تامر محسن يتوسط الكاتب وحيد حامد والممثل محمد فراج في ختام المهرجان القومي للسينما 2013 - فيسبوك
المخرج تامر محسن يتوسط الكاتب وحيد حامد والممثل محمد فراج في ختام المهرجان القومي للسينما 2013 - فيسبوك

عالم خاص.. وأبطال على سفر

أما الناقد رامي عبد الرازق فتحدث عن أهم ما يميز عالم وحيد: "امتلك عبر مشواره الفني عالماً خاصاً، ونادراً ما وقع في فخ النمطية. ينقسم عالمه إلى مجموعة عناصر منها أن أبطاله يمتلكون دائماً رحلة اكتشاف، سواء أكانت انتقالاً من مكان إلى آخر أو مجموعة أماكن أو حالة سفر داخلية، هو مشغول دائماً بالترحال والسفر، ورغم أن الرحلة متحققة لكن كل عمل له لا يشبه الآخر".

وتابع "امتلك تيمة فنية أخرى، وهي الحلم قدمها في أعمال (أحلام الفتى الطائر، معالي الوزير، سفر الأحلام، البشاير، اللعب مع الكبار، المنسي، حد السيف)، سواء الحلم في صورته البسيطة أو بصورته الفلسفية لتحقيق الآمال ".

وتحدث عبد الرازق عن حب وحيد حامد لرصد الصراع الطبقي في أعماله "دائماً ما حاول الكشف عن سيكولوجية العلاقة بين الطبقات في المجتمع خصوصاً من فترة السبعينات حتى الآن، فنجد انتقالاً داخل العمل الواحد بين الطبقات الشعبية والمتوسطة والطبقة الغنية". 

وأوضح:"استغل حامد التفاوت الطبقي لرصد مشكلات المجتمع، دون أن يكون هناك نمطية أو تكرار، بالإضافة إلي قدرته على صياغة المواقف الدرامية من خلال بناء شخصيات من لحم المجتمع. إن تمرسه الكبير في كتابة الحوار بمختلف أشكاله جعله كاتباً من العيار الثقيل، وأعماله ماركة مسجلة عبر نصف قرن من الكتابة في كل المجالات: المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة".