فيلم "أناستاسيا" الأميركي يثير غضباً واسعاً في روسيا

الملصق الدعائي لفيلم "أناستاسيا - Anastasia" - فيسبوك
الملصق الدعائي لفيلم "أناستاسيا - Anastasia" - فيسبوك
موسكو-أندريه كيرسانوف

قبل عرضه رسمياً في دور السينما الروسية، أثار الفيلم الأميركي الجديد "أناستاسيا - Anastasia" جدلاً واسعاً في الأوساط الروسية، وذلك بسبب اتهامات بعدم احترامه للتاريخ الروسي، إذ يسلط الفيلم الجديد للمخرج الأميركي بليك هاريس الضوء على حياة الأميرة أناستاسيا رومانوفا، ابنة الإمبراطور الروسي نيقولا الثاني، آخر أباطرة روسيا. 

وبحسب المقطع الترويجي للفيلم، تلجأ الأميرة أناستاسيا، البطلة الرئيسية، إلى الولايات المتحدة هرباً من قائد الثورة البلشفية التي أطاحت بحكم القيصر في روسيا، لكن من زاوية تاريخية أُطلقت النار عليها في سن 17 عاماً مع بقية أفراد العائلة المالكة.

وتسافر الأميرة عبر بوابة زمن سحرية من عام 1918 إلى ثمانينات القرن الماضي. وبحسب مقطع الفيلم، تتناول أناستاسيا وجبة السباغيتي بيديها، فيما يطاردها المتصوف الروسي والمقرب من العائلة الحاكمة راسبوتين الذي يظهر بمظهر الشرير.

جدل في وسائل التواصل

انعكس الجدل في الشبكات الاجتماعية وانتشرت تغريدات مناهضة للفيلم الأمريكي تحت هاشتاغ #HandsOffAnastasia # HandsOffRussianHistory أي "ارفعوا أيديكم عن أناستاسيا" و"ارفعوا أيديكم عن التاريخ الروسي".

الفيلم الذي ظهر في أبريل الماضي يروي على مدى 89 دقيقة قصة مختلفة عما يعرفه المشاهد الروسي عن تاريخ بلاده، فلا تزال الأميرة أناستاسيا تتمتع بصورة إيجابية في المخيلة الشعبية الروسية.

المغردة آليونا ميمانوفا علّقت متسائلة:"منذ متى لم تتمكن ابنة الإمبراطور من استخدام أدوات المائدة؟". من جهة أخرى علّق مغرد آخر بالقول:"صنعوا من أناستاسيا متوحشة!".

في المقابل، لم يثر الفيلم الأميركي ردود فعل غاضبة لدى نقاد السينما في روسيا، إذ اعتبر الناقد الروسي البارز يفغيني مايزيل أن أي مخرج له الحق في إخراج فيلم روائي وفقاً لرؤيته الخاصة.

وقال مايزيل لـ"الشرق" إن "الجدل الذي أثاره الفيلم ليس بجديد في روسيا، إذ يوجد اختلاف في العلاقات الروسية الأميركية، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بكيفية تقديم هوليوود للتاريخ الروسي. غالباً ما يلجأ صناع الأفلام في الدول الغربية إلى التاريخ الروسي الحافل بالأحداث لأغراض تجارية".

وأضاف مايزيل أن فيلم "أناستاسيا" يصنف ضمن الأفلام الروائية الطويلة، ما يعني أن زاوية الإخراج تعود دائماً إلى رؤية وخيال وتفسير المخرج وكاتب السيناريو.

إهانة للتاريخ 

رغم ذلك، يرى الناقد السينمائي الروسي أن الفيلم يشكل إهانة للمشاهد الروسي الذي يعرف تاريخه بشكل جيد. من جهة أخرى، شدد مايزيل على ضرورة تعزيز روسيا سياستها الثقافية عبر إنشاء مراكز ثقافية حول العالم للتعريف أكثر بالتاريخ الروسي.

وفي تعليق له حول مدى نجاح الفيلم في دور السينما الروسية، أشار مايزيل إلى أن ذلك يعتمد بشكل أساسي على ما إذا كان الفيلم مميزاً، وأيضاً على مهنية المخرج والممثلين المشاركين فيه، مشدداً في هذا السياق على أن بعض الأفلام الأميركية التي صورت عصابات المافيا الروسية والتاريخ الروسي بشكل سلبي لقيت شعبية كبيرة لدى الجمهور الروسي.