نبيلة عبيد لـ"الشرق": الكبار سر نجاحي.. وأرفض تقديم سيرتي في عمل فني

الفنانة المصرية نبيلة عبيد - AFP
الفنانة المصرية نبيلة عبيد - AFP
القاهرة-خيري الكمار

تنتظر الفنانة المصرية نبيلة عبيد في الفترة المقبلة صدور كتاب بعنوان: "سينما نبيلة عبيد" للناقد والباحث السينمائي محمود قاسم، يتناول مسيرتها السينمائية التي امتدت لأكثر من 40 عاماً، قدمت فيها ما يربو على 100 فيلم مع كبار المخرجين والكتاب، وكان اسمها يتصدر "أفيشات" السينما لسنوات عدة، مسبوقاً بلقب "نجمة مصر الأولى".

تاريخ.. وبدايات

قالت الفناة نبيلة عبيد لـ"الشرق" إنها علمت بقرب إطلاق الكتاب من خلال مكالمة هاتفية من المؤلف، لافتة إلى أنها عقدت الكثير من جلسات العمل معه، ولكنها لم تتدخل في رؤيته أو طريقة تناوله للفكرة أو حتى موعد طرح الكتاب في المكتبات".

وأشارت نبيلة إلى أن أفلامها "باتت جزءاً من تاريخ السينما المصرية" لأنها بدأت مشوارها مع الكبار، سواء في فيلم "المماليك" أو "رابعة العدوية"، الأمر الذي شكل لها "تحدياً حقيقياً من أجل الحفاظ على مستوى البدايات"، ولهذا شكلت أعمالها "صفحة مهمة في تاريخ السينما، تستحق أن نطلق عليها سينما نبيلة عبيد"، على حد تعبيرها.

وكشفت نبيلة عن استعدادها للمشاركة في "احتفالية كبرى" بمناسبة إطلاق الكتاب، مشيرة إلى أن "الإجراءات الصحية المفروضة حالياً أدت إلى تأخر صدوره".

نبيلة عبيد مع  المخرج خالد الحجر وخالد أبوالنجا في العرض الخاص لآخر أفلامها
نبيلة عبيد مع المخرج خالد الحجر والممثل خالد أبوالنجا في العرض الخاص لآخر أفلامها "مفيش غير كده" 2006 - AFP

تجربة لبنان وتركيا 

ولا تنكر "نبيلة" أنها مرت بمرحلة لم تكن راضية عنها تماماً، قائلة: "سافرت مدة إلى لبنان وتركيا، وقدمت هناك أعمالاً ليست بالمستوى الذي ارتبط باسمي، لكن تلك الفترة لم تطل، لذا جلست مع نفسي وراجعت أموري. وعلى الرغم من صغر سني، كان لديّ الوعي الكافي للتوقف، وقلت إني لن أقدم أفلاماً من هذه النوعية مرة أخرى لأنني تعودت على العمل مع مخرجين وكتّاب بشكل معين، وأقدم أفلاماً لها رسالة وقيمة، وعدت إلى مصر مرة أخرى".

تسترجع نبيلة تلك الفترة، مشيرة إلى أنها بمجرد عودتها إلى مصر توجهت لزيارة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس الذي رشّح لها روايته "وسقطت في بحر العسل" لتحولها إلى فيلم محققة بها نجاحاً كبيراً.

إحسان عبد القدوس مرشداً 

وعلى ذكر إحسان عبد القدوس، قالت نبيلة التي ارتبط أنجح أعمالها باسمه:"كان إحسان بمثابة العقل بالنسبة إلي، وكان يساندني طيلة مشواري الفني، ويرشّح لي الروايات المهمة ويقول: دي هتعمل منك ممثلة كويسة جداً".

بعد "بحر العسل"، قدمت نبيلة "ولا يزال التحقيق مستمراً"من تأليف إحسان عبد القدوس، وكانت كما تؤكد "تشتري منه أعماله لتنتجها بنفسها"، على الرغم من تحذيرات الأصدقاء من خطورة معترك الإنتاج.

نبيلة عبيد في بدايتها الفنية خلال فترة الستينات - AFP
نبيلة عبيد خلال فترة الستينات - AFP

وتكشف نبيلة عبيد أن "نجاح هذه الأعمال جعلني أختار قصصاً أخرى لإحسان، يتحمس لها منتجون كبار، مثل العذراء والشعر الأبيض".

وتضيف: "بعدها تعاونت مع كتّاب آخرين مثل وحيد حامد في الراقصة والسياسي، ومصطفى محرم في الوحل، والغرقانة، ودرب الرهبة، وسمارة الأمير؛ وكلها لروائيين مثل نجيب محفوظ وإسماعيل ولي الدين وحسن شاه وغيرهم، ليظل اختيار الروايات والقصص المهمة نقطة تميزي".

واعتبرت نبيلة أن على الممثل "التحلي بالثقافة والقدرة على قراءة الأدب وتقييم الروايات والقصص، كما يمكنه أن يعتمد على شخص مثقف لتوجيهه وإرشاده، خصوصاً في البدايات"، معترفة "عندما كانت تنقصني الخبرة، ألجأ دائماً إلى استشارة الكبار".

"اختيارات.. ونجومية" 

وقالت نبيلة إن "من أراد التعلم والاستفادة من حصيلة مشواري من الأجيال الجديدة، فعليه التوقف عند سؤال واحد ومهم هو كيف تختار نبيلة عبيد أعمالها؟".

وتابعت: "لم يكن في حياتي سوى الفن فقط، وكنت أصر على اختيار مواضيع جيدة وعلى العمل مع مخرجين كبار مثل أشرف فهمي، إيناس الدغيدي، علي عبد الخالق، حسين كمال، عاطف الطيب، سعيد مرزوق ومحمد خان، ولم يكن بينهم مخرج أقل من الآخر".

نبيلة عبيد ع المخرج الراحل سعيد مرزوق ومدير التصوير الراحل محسن نصر - AFP
نبيلة عبيد مع المخرج سعيد مرزوق ومدير التصوير محسن نصر - AFP

وعن لقب "نجمة مصر الأولى"، قالت نبيلة: "كانت أفلامي تحقق أعلى إيرادات في مصر والوطن العربي، فكان المنتج يشترط على الموزع ليحصل على فيلمي الجديد أن يأخذ معه 10 أفلام أخرى، بعدها أطلق المنتجون عليّ لقب نجمة مصر الأولى، وكنت مرعوبة منه، لكن بدأ الجميع يتداوله ويُطبع على أفيشات الأفلام".

تشعر نبيلة بالرضا عن تكريماتها داخل وخارج مصر، معربة عن اعتزازها بإطلاق اسمها على الدورة السابقة من "مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي"، وكذلك تكريمها في "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي".

"سيرة ذاتية"

وشددت نبيلة على أن كتاب "سينما نبيلة عبيد" يتناول مشوارها الفني فقط، ولا يتطرق إلى الجوانب الشخصية، كاشفة عن مشروع لتقديم سيرتها الذاتية في كتاب، وربما في عمل مصوّر تحكي فيه تاريخها، مشددة على رفضها التام لفكرة تقديم سيرتها الذاتية في عمل فني.

أحمد السقا يتوسط نادية الجندي ونبيلة عبيد في كواليس مسلسل
أحمد السقا يتوسط نادية الجندي ونبيلة عبيد في كواليس مسلسل "سكر زيادة" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة

"سكر زيادة"

وذكرت نبيلة أنه "كان مخططاً تقديم جزءٍ ثانٍ من مسلسل سكر زيادة الذي قدمته مع نادية الجندي، لكن الشركة المنتجة لم تتواصل معي بهذا الخصوص". وعبّرت عن سعادتها "بما حققه العمل من نجاح، وكيف أثر في الجمهور الذي أعجب بالقصة وتطور الدراما".

وعن السينما، قالت نبيلة: "أنا لست مجبرة على العودة إليها مجدداً، إلا بوجود نص جيد لا يقلّ عما قدمته طوال مشواري".