تصاعدت في الأيام الأخيرة دعوات جماهيرية تطالب بإلغاء الحفل المرتقب لفرقة الروك الألمانية Scorpions، المقرر إقامته في القاهرة منتصف أكتوبر المقبل، ضمن جولة عالمية تحت شعار "العودة إلى الوطن" احتفالاً بمرور 60 عاماً على تأسيس الفرقة.
وتداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي حملات إلكترونية تُطالب بإلغاء الحفل، بدعوى "دعم أعضاء الفرقة للكيان الصهيوني" وإحيائهم لحفلات في تل أبيب خلال السنوات الماضية، واعتبر مشاركون في هذه الحملات أن إقامة الحفل على الأراضي المصرية "يُعد شكلاً من أشكال التطبيع الثقافي المرفوض".
ويستند الرافضون إلى موقف تاريخي لاتحاد النقابات الفنية، الرافض للتطبيع مع إسرائيل منذ توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" عام 1979، حين صدر قرار رسمي من الاتحاد بمنع أي تعاون ثقافي مع فنانين أو فرق ترتبط بأنشطة داعمة لإسرائيل.
وسبق أن شهدت مصر حالات مشابهة، أبرزها إلغاء حفل للمغني الأميركي ترافيس سكوت عام 2023، لأسباب تتعلق بمواقفه السياسية، وكذلك إلغاء فقرة موسيقية للدي جي الألمانية ماري مونتكسير في مهرجان بالجونة العام الماضي، بسبب دعمها العلني لإسرائيل.
موقف رسمي
من جانبه، أكد المخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، في تصريح لـ"الشرق"، أن الاتحاد "يتمسك بموقفه الثابت الداعم للقضية الفلسطينية، ويرفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال التطبيع الثقافي".
وأضاف: "لن نسمح بإقامة حفلات أو فعاليات فنية في مصر لفرق أو فنانين يدعمون الكيان الصهيوني"، مشيراً إلى أنه سيجري مشاورات عاجلة مع الفنان مصطفى كامل، نقيب المهن الموسيقية، لاتخاذ قرار رسمي في هذا الشأن.
وفي السياق ذاته، قال الناقد الموسيقي أمجد مصطفى لـ"الشرق"، إن "شعوباً عديدة في الغرب تعارض سياسات إسرائيل، حتى وإن كانت حكوماتها مؤيدة لها"، مشيراً إلى "تنظيم مظاهرات ضخمة في مدن أوروبية تندد بالانتهاكات الإسرائيلية في غزة".
وأضاف: "لا يجوز الترحيب بأي فرقة فنية تدعم العدوان الإسرائيلي، خصوصاً في ظل الغضب العربي المتصاعد تجاه المجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني"، وتساءل: "كيف يمكن للجمهور أن يستمتع بحفل لفرقة متهمة بدعم من يقتل أشقاءنا؟ على منظمي الفعاليات أن يكونوا أكثر وعياً بحساسية هذه القضايا".
