جيسيكا ألبا في "البحر الأحمر": دعوة لتمكين المرأة.. وتحضيرات لعمل سعودي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا في افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، جدة، السعودية، ٤ ديسمبر ٢٠٢٥ - المكتب الإعلامي للمهرجان
جيسيكا ألبا في افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، جدة، السعودية، ٤ ديسمبر ٢٠٢٥ - المكتب الإعلامي للمهرجان
جدة -محمد عبد الجليل

قدّمت النجمة العالمية جيسيكا ألبا واحدة من أبرز جلسات برنامج "في حوار مع"، ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة، الجمعة، حيث جمعت بين تجربتها كممثلة ورائدة أعمال وأم ومنتجة نشطة، وطرحت رؤية واضحة عن التنوع والتمكين ودور السينما في تشكيل الوعي، إلى جانب كشفها عن مشاريع جديدة، بعضها يجري تطويره مع المخرجة السعودية هيفاء المنصور.

في حديثها، بدت جيسيكا ألبا نموذجاً لفنانة تجمع بين الحس الإبداعي والرؤية الاقتصادية، إذ رأت أن التغيير الحقيقي في هوليوود يبدأ من مقاعد الإنتاج، وليس من أمام الكاميرا.

واعتبرت أن صناعة السينما العالمية، ومنها السينما السعودية الناشئة، تمتلك فرصة لإعادة تشكيل القصص وتمثيل الهويات بشكل أكثر صدقاً واتساعاً.

وقالت: "القصص التي أريد روايتها تتجاوز الحدود التي يرسمها الآخرون.. وأنا هنا لدعم الأصوات التي تستحق أن تُسمع".

عودة للإنتاج

في ظهورها الثاني في المملكة، تحدثت ألبا عن عودتها القوية إلى عالم الإنتاج بعد 12 عاماً من إدارتها لشركتها الشهيرة The Honest Company، والتي طرحتها للاكتتاب، ثم سلمت إدارتها التنفيذية لقيادة جديدة. وقالت: "شعرت أن الوقت حان للعودة إلى شغفي الأصيل، وهو سرد القصص. لا يوجد وسيط أقوى من السينما لفتح العقول والقلوب".

وأضافت أن حبها للقصص بدأ منذ طفولتها حين كانت "طفلة كثيرة المرض" تقضي فترات طويلة في المستشفى،  وكانت تجد في الأفلام والمسلسلات مساحة للخيال من دون حدود: "كنت أتخيل نفسي بطلة خارقة.. فالسرد السينمائي لا يعترف بالمستحيل".

بوابة لتمكين النساء

تحدثت ألبا عن تأسيسها لشركة الإنتاج Lady Metalmark Entertainment قبل نحو عامين، موضحة أن هدفها تقديم قصص متنوعة لم تجدها في طفولتها أو شبابها. وقالت: "لم أشاهد الكثير من التنوع في القصص.. لا ألوم هوليوود، لكن كان هناك بعض الموجودين في مواقع القيادة يشعرون بالراحة في سرد القصص من وجهة نظرهم فقط".

وأشارت إلى أن غياب النساء—خصوصاً ذوات البشرة الملونة—عن مواقع القرار في الإعلام والاقتصاد والسياسة يخلق "مساحة واسعة يجب ملؤها".

وأضافت: "نحن النساء نشكل 50% من السكان ونسيطر على 70% من دخل الأسر. نحتاج إلى ترفيه يعبر عننا..  عن قلوبنا وأرواحنا وعائلاتنا".

وترجمت ألبا رؤيتها عملياً في فيلم Trigger Warning الذي قدمته لنتفليكس عام 2024، حيث كشفت أن معظم رؤساء الأقسام الإبداعية والتنفيذية في العمل كن من النساء، بدءاً من الإخراج مروراً بالتصوير والإنتاج والملابس.

تفكيك الصور النمطية 

ألبا، صاحبة الجذور اللاتينية، شددت على رغبتها في إعادة تقديم صورة الأميركيين ذوي الأصول اللاتينية بعيداً عن نماذج "العصابات والمخدرات والخدمات المنزلية" التي تهيمن على الدراما الأميركية.

وقالت: "قصصنا ما زالت تروى عبر تحيزات قديمة، نحن أكثر من ذلك بكثير، وإذا كان هذا هو الشكل الوحيد الذي يروننا به، فلن يتمكنوا من توسيع رؤيتهم، لهذا أستخدم مكاني كمنتجة لدعم صناع أفلام يشبهونني".

تعاون مرتقب 

من أبرز ما كشفت عنه ألبا هو مشروع تعمل عليه منذ سنوات مع السينمائية السعودية هيفاء المنصور، التي يشارك فيلمها Unidentified في مهرجان هذا العام.

وقالت ألبا: "لدي مشروع مشترك مع هيفاء.. قصة رقيقة وجميلة عن أب مسن وابنته، نأمل أن نراها تتحقق قريباً".

كما أشارت إلى تعاون جديد مع المخرج الأميركي روبرت رودريجز في فيلم "أكشن كوميدي عائلي في إطار سرقة، وبطاقم كامل من الممثلين ذوي الأصول اللاتينية"، مشيرة إلى أن الفكرة نشأت عندها، ومن الممثل مايكل بينيا، وهما الآن بصدد تقديمها للاستوديوهات.

فيلم من إخراج داكوتا جونسون

ألبا أشارت أيضاً إلى مشاركتها في فيلم A Tree Is Blue، الإخراج الأول للنجمة داكوتا جونسون، وهو عمل من بطولة وكتابة فتاة مصابة بالتوحد، يدور حول علاقة أم وابنتها وسعي الابنة للاستقلال.

وقالت "إنه عمل رقيق ومّلهم.. آمل أن نعرضه هنا العام المقبل".

وانتقل الحوار إلى مسيرة ألبا الطويلة الممتدة لأكثر من عقدين، واستعاد الجمهور معها ذكرياتها في Dark Angel الذي نقلها إلى الشهرة العالمية، ثم فيلم Honey الذي رسّخ مكانتها.

وعندما طُلب منها الحديث عن تجربتها في سلسلة Fantastic Four، روت تفاصيل مشهد عارٍ على جسر عام في الفيلم الأول قالت عنه إنه كان "مهيناً" وإنها كانت تخشاه لأسابيع: "نشأت في عائلة محافظة.. وأنا شخص متحفظ بطبيعتي، كان ذلك المشهد صعباً جداً عليّ".

وسُئلت عما إذا كانت شاهدت النسخة الجديدة من السلسلة The Fantastic Four: First Steps، فأجابت بأنها لم تجد الوقت بعد، لأن أولويات مشاهدة الأفلام في المنزل تخضع لرغبات أطفالها: "إذا كان فيلم Sonic معروضاً، فسيرغب ابني في مشاهدته 85 مرة!".

وأضافت: "أحب أفلام مارفل.. إنها ممتعة، وسأقنع ابني بمشاهدة الفيلم الجديد قريباً".

تصنيفات

قصص قد تهمك