"سوق البحر الأحمر" يفتح الباب لتنمية صناعة السينما السعودية

مشهد لمدخل جدة القديمة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، في اليوم الثالث من الدورة الأولى للمهرجان في جدة، السعودية- 8 ديسمبر 2021 . - AFP
مشهد لمدخل جدة القديمة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، في اليوم الثالث من الدورة الأولى للمهرجان في جدة، السعودية- 8 ديسمبر 2021 . - AFP
جدة-محمد عبد الجليل

على هامش الدورة الافتتاحية الأولى لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، بدأت صباح الأربعاء، فعاليات سوق البحر الأحمر وبرنامج أيام المواهب بمشاركة دولية واسعة.

وتستتمر فعاليات السوق حتى 11 ديسمبر الجاري، عبر سلسلة من الندوات والعروض السينمائية، بهدف دعم للتواصل بين صُناع الأفلام المحليين والعالميين والمسؤولين التنفيذيين، إلى جانب متجر مخصص لمنصات عرض ترويجية للشركات واللجان والمؤسسات من مختلف أرجاء العالم

وستُدشَّن مشاريع سوق البحر الأحمر بعرض تقديمي لـ23 مشروعاً قيد التطوير، بما في ذلك 12 مشروعاً من معمل البحر الأحمر، و 11 مشروعاً من سوق البحر الأحمر، كما ستُعرَض 5 أفلام منتظرة ما زالت في مرحلة ما بعد الإنتاج.

محارب الصحراء

وجاءت أولى الجلسات في السوق الأربعاء، بعنوان "العمل مع شركاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، بمشاركة ستيوارت فورد من "AGC Studios" وزينب أبو السمح مدير استوديوهات mbc في السعودية، وذلك عن فيلم "محارب الصحراء" الذي تدور أحداث مشاهده الرئيسة في "نيوم وتبوك" بالمملكة العربية السعودية.

وتحدثت زينب أبو السمح، عن التجربة قائلة: "نحن فخورون بهذا العمل الذي شهد تعاوناً مع أكبر الأسماء العالمية سواء في الإنتاج والإخراج والكتابة أو في التمثيل، ما يدعم التوجه لدينا نحو إنتاج محتوى محلي رائد يروي قصص السعودية بكل تفاصيلها، وذلك في إطار عالمي يستهدف المشاهدين في كل مكان حول العالم".

فرصة للتواصل

وتشمل محادثات السوق سلسلة من ورش العمل، والندوات السينمائية، والدورات التي يعقدها كبار المتحدثين في المجال السينمائي، بالإضافة إلى جلسات تواصل سينمائية تجمع بين ضيوف مختصين بالمجال والمشاركين في السوق، فيما ستُعرَض 7 أفلام في سوق البحر الأحمر اختارها المهرجان بعناية لدعم التنوع الدولي.

ويرى وائل أبو منصور المُنتج التنفيذي لشركة "تلفاز 11"، أن المهرجانات السينمائية المُختلفة تمنح فرصة للتواصل مع المُنتجين والموزعين وشركات الإنتاج المُختلفة، ما يُسهم في تعزيز الصناعة وخلق تعاون أكبر بين أطراف عدّة، وهو ما تُوفره الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي.

وقال أبو منصور، لـ"الشرق"، إن مهرجان البحر الأحمر، سيرفع من مستوى الإنتاج والإبداع والمشاريع السعودية وكذلك العربية والأجنبية أيضاً، لافتاً إلى دخول "ستديو تلفاز 11"، في تحالف مع منصة "نتفليكس" العالمية، بشأن إنتاج مشاريع فنية مُختلفة، ومن المُقرر ظهورها اعتباراً من العام الميلادي المُقبل.

دعم المواهب

ومن جانبها، أعربت يارا ناقرو، مدير التسويق بشركة "إن ستارز"، إحدى أقدم شركات التوزيع السينمائي في العالم العربي، عن سعادتها البالغة لمُشاركتها في سوق البحر الأحمر، إذ ترى أن "هناك فرصة لأن يزيد حجم سوق الإنتاج العربي، ونرى مُنتجين من كل أنحاء العالم في جدة، ويطلعوا على كل المواهب السعودية الموجودة".

وأوضحت يارا، لـ"الشرق"، أن "الصناعة السعودية اكتسحت السوق العربية، من ناحية الإنتاج والتذاكر أيضاً في الفترة الأخيرة، وصار هناك مئات الشاشات والتوزيع والتسويق في إطار استراتيجية واضحة"، لافتة إلى أن "شركتها تسعى لاستقطاب المواهب الصغيرة وتبنيهم، ما يُسهم في نمو السوق هناك، وأن تكون قائدة بين الأسواق العالمية".

أما ندى مخزوم، مدير البرمجة بشركة "روتانا ستوديوز"، قالت لـ"الشرق"، إن: "روتانا من الداعمين الأوائل كشركة سعودية للإنتاج هناك، والتي كانت بدايتها مع فيلم وجدة، للمخرجة هيفاء المنصور".

وكشفت عن خطة شركة "روتانا" خلال الفترة المُقبلة بشأن دعم المواهب السعودية على مستوى الإنتاج والإخراج، قائلة إن: "سيكون هناك تعاون مع المواهب السعودية، وكذلك اطلاع على المشاريع الصغيرة، ليكون لنا دوراً كبيراً في إطلاقه وإنتاجه، خاصة وأن الشركة لديها أكبر مكتبة أفلام بالعالم العربي".

حقوق الملكية

ووفر سوق المهرجان جانباً متعلقاً بالتوعية للسينمائيين بتفاصيل وملامح قوانين الملكية الفكرية حول العالم، وكيفية حماية حقوق المؤلف، كجزء لا يقل أهمية عن العملية الإبداعية التقليدية.

ومن جانبه، أوضح أحمد عسيري، مدير المصنفات بالهيئة السعودية للملكية الفكرية، لـ"الشرق"، أن الهيئة تسعى لتقديم التوعية والاستشارات والمشورة، لأصحاب الأفكار الإبداعية وكذلك الكُتاب والمُخرجين بشأن ضمان حقوقهم الأدبية.

وأضاف أن "رؤية المملكة 2030، تدفع الهيئة السعودية للملكية الفكرية، لتكون حاضرة بقوة لحماية أصحاب الحقوق من ناحية سواء المُبدعين أو الفنانين أو الكُتاب أو المخرجين، بتوفير حماية خاصة في ظل التطور التقني الذي نشاهده في موضوع الإنترنت وانتشار الأفلام والحماية الكاملة من القرصنة وحماية وتوثيق الإبداعات".

تصنيفات