الأزمات تُحاصر الدراما اللبنانية.. انسحاب ومقاطعة وتغيير 

من كواليس تصوير مسلسل "بيروت 303" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
من كواليس تصوير مسلسل "بيروت 303" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
بيروت-رنا نجار

تقلص حجم المسلسلات اللبنانية المُشاركة في موسم رمضان 2022، بشكلٍ كبير مقارنة بالأعوام الماضية، حيث تتنافس 5 أعمال درامية فقط هذا العام، رغم ما يشهده قطاع الدراما من ازدهار ونشاط مؤخراً، خصوصاً على منصات البثّ الرقمي.

وتضم قائمة المسلسلات اللبنانية في رمضان المقبل، كلّ من "ظل"، و"والتقينا"، و"الزمن الضائع"، وكذلك الجزء الثاني من "للموت" و"الزوجة الأولى". 

ويرى منتجون، أنّ "تراجع حجم المشاركة في دراما رمضان، وانسحاب بعض الشركات المنتجة، قد تكون وراءه عدة أسباب منها انتشار وباء كورونا، أو لأسباب فنيّة تتعلق بالتغيرات المستجدّة على هوية الدراما ونوعيتها وتوزيعها وجدولتها عبر المنصات الرقمية، أو لقلة العائد المادي في غياب لافت لتقلص حجم الإعلانات على القنوات الفضائية المحلية".

تأجيل

وفي هذا السياق، أشار المنتج صادق الصبّاح، إلى خروج مسلسلي "بيروت 303" بطولة سلافة معمار وعابد فهد، و"من إلى" لـ قصي خولي، من موسم رمضان 2022 بشكلٍ مفاجئ، رغم انطلاق الحملة الإعلانية لهذه الأعمال قبل فترة.

وقال الصباح لـ"الشرق"، إنّ "خروج هذين العملين يعود إلى عدم توفّر الوقت الكافي للانتهاء منهما، خاصة وأننا نرغب في تقديمهما على مستوى عالٍ من الاحترافية والتميز، فلا يمكننا التنازل عما عوّدنا جمهورنا العربي عليه". 

وأكد أنه يُشارك في موسم رمضان المقبل من خلال عملين مغربيين وهما: "أولاد الدرب" و"سلامات أبو البنات"، وكذلك التنافس بـ3 مسلسلات مصرية أخرى، وهم: "توبة" بطولة عمرو سعد، و"بطلوع الروح" لـ منة شلبي، و"المداح 2" للفنان حمادة هلال.

نوعية جديدة من الأعمال

وطمأن صادق الصباح الجمهور اللبناني، حول مستقبل صناعة الدراما في بلاده، مؤكداً أنّ "هذا القطاع في أفضل أحواله، وبالنهاية المضمون يفرض نفسه وليس الشكل فقط، فنحن نحضر لأعمال سعودية وعربية مشتركة ستعرض في ربيع وصيف العام الجاري".

ويرى أنّ "موضة تكثيف حجم الإنتاج الدرامي في شهر رمضان، تغيرت إلى حد ما، حيث بدأ مشهد الصناعة يتغيّر من عامين تقريباً، وفُتحت الآفاق نحو عرض المسلسلات بالحجم الطبيعي الذي تتحمّله النصوص فلم تعد فكرة الـ30 حلقة فرضاً واجباً".

واعتبر أنّ "شهر رمضان لا زال مهماً بالنسبة للصناعة الدرامية وللمشاهد، ولكن الآفاق فتحت على نوعية جديدة من الأعمال سواء القصيرة أو الطويلة".

"تغير المشاهدين"

وأرجع المنتج رائد سنان، أسباب انسحابه من موسم رمضان 2022، وعدم إنتاج عمل من 30 حلقة، إلى أن "فكرة السباق الرمضاني لم تعد تجذب الجمهور ولا المنتج، خصوصاً وأن المُشاهد صار عجولاً لا يطيق الانتظار والأعمال الطويلة، كما أن المسلسلات الرمضانية أصبحت تستنزف طاقة المنتج نفسه".

وأضاف سنان لـ"الشرق"، أنّ "من ضمن أسباب انسحابي، أزمة وجود نص درامي غني وقوي يشدّ المشاهد من الحلقة الأولى إلى النهاية"، مشيراً إلى أن "هذه الأزمة موجودة على صعيد دولي حيث تتكرّر الأفكار من عمل إلى آخر، بينما تتوفر نصوص جيّدة للمسلسلات القصيرة".

وتوقع أنّ "فكرة اهتمام المنتجين بتخصيص أعمال لشهر رمضان، قد تكون في آخر أيامها، إذ ارتبطت بسوق الإعلانات التي كانت تنتعش وتتضاعف في هذا الشهر، ما يشجّع المنتج على تقديم أفضل ما عنده من أجل العائد المادي الأكبر خلال السنة". 

وأشار الى أن "هذه المعادلة تغيّرت مع توجه غالبية الجمهور إلى المنصات، حيث يدفع المشاهد مقابل العرض الذي يريده دون إعلانات". 

محاكاة الجيل الجديد

أما المنتج والمخرج نديم مهنا، فقرر عدم المشاركة في موسم دراما رمضان وعدم إنتاج أعمال طويلة، حيث يأتي ذلك ضمن رؤية شركته في محاكاة الأجيال الجديدة. 

وأضاف: "التوجّه في شركتنا مختلف إذ يغلب عليها العنصر الشبابي وهو لديه تطلعات لسوق مختلفة أكبر وأوسع، يكمن في إحداث تغيير في الموسيقى والنصوص والكتّاب والإخراج"، مشيراً إلى اتجاهه لإنتاج أفلام سينمائية ذات رؤية جديدة، سيصدر منها فيلمان هذا العام. 

وقال مهنا: "رغم ظروف لبنان الصعبة جداً، والتي استنزفتنا وعرقلت أعمالنا، إلا أننا واجهنا الصعوبات واستمريّنا وتوجّهنا درامياً إلى السوق العربية، وذلك بعدما توجّهت التليفزيونات اللبنانية إلى الدراما التركية منخفضة التكلفة على حساب الإنتاجات الكبيرة المحلية والصيغ الضخمة كما في السابق".

الدراما العربية 

أما المنتج جمال سنان، فاتجه إلى الدراما العربية والخليجية، إذ قرر دخول السباق الرمضاني، من خلال المسلسل الكويتي "من شارع الهرم إلى"، وآخر إنتاج عراقي كويتي مشترك بعنوان "انتقام مشروع"، و"بيبي" بطولة شجون الماجري، وبشار الشطي، وهو من كتابة أحمد العوضي وإخراج محمد سمير. 

كما يُقدم الجزء الثاني من المسلسل اللبناني "للموت"، ليُعرض عبر منصة "شاهد" و"أم بي سي" وعلى إحدى الشاشات اللبنانية المحلية. 

المسلسل من بطولة ممثلين لبنانيين وسوريين، مثل ماغي بو غصن، ودانييلا رحمة، وباسم مغنية ومحمد الأحمد، والعمل من كتابة نادين جابر، وإخراج فيليب أسمر. 

حكايات مختلفة 

ويدخل المنتج مروان حداد، السباق الرمضاني من خلال عملين هما: "والتقينا" والجزء الثاني من مسلسل "الزوجة الأولى".

مسلسل "والتقينا" من بطولة نوال بري، وميشال حوراني، ورلى شامية، ورودريغ غصن، وجهاد الأطرش، وريموند عازار، ووفاء طربية ووجيه صقر، وهو من تأليف غادة كلّاس، وإخراج مكرك الريس، حيث يتناول العمل الفساد المنتشر في مؤسسات الدولة اللبنانية والثورة على الطبقة السياسية.


 
أما "الزوجة الأولى"، فيعالج قصص الحب والخيانة الزوجية والنزوات الغرامية وعمليات الاحتيال، وهو من بطولة مازن معضم، وجيهان خماس، وجوي خوري، وكميل متى، وجان قسيس ومنال طحان، وهو من تأليف لبنى مرواني، وإخراج طوني عاد. 

ظلّ  

وتعرض قناة "أبو ظبي" مسلسل "ظل" اللبناني السوري المشترك، في رمضان، وهو من إخراج المصري محمود كامل، وفكرة سيف رضى حامد، وسيناريو زهير رامي الملا، وإنتاج مفيد الرفاعي.

أما مسلسل "ظل" فيضم مجموعة من الممثلين السوريين واللبنانيين، وهم: عبد المنعم عمايري، وجمال سليمان، وكندة حنا، ويوسف الخال، وجيسي عبدو، ومي سحاب، والعمل فكرة سيف رضى حامد، وسيناريو زهير رامي الملك، والإخراج للمصري محمود كامل.

وتدور أحداث العمل في إطار من التشويق والإثارة، حيث يتناول قضايا فلسفية حول العدالة والظلم والفساد والنزاهة. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات