سامر إسماعيل لـ"الشرق": "كسر عظم" ليس مطالباً بتجميل الواقع في سوريا

الممثل السوري سامر إسماعيل في مسلسل "كسر عضم" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
الممثل السوري سامر إسماعيل في مسلسل "كسر عضم" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
بيروت-رنا نجار

حظى المُمثل السوري سامر إسماعيل، بردود فعل إيجابية، بعد مُشاركته في مسلسل "كسر عظم"، حيث يُجسد شخصية الرائد ريان الصياد، الضابط الذي كان ضحية أبيه المسؤول الأمني الفاسد الذي حاول استخدامه لمصالحه الخاصة.

ويتناول المسلسل الواقع السوري بعد الحرب، ملقياً بالضوء على مسار الفساد والطمع في الأجهزة الأمنية داخل البلاد، والتي يمثّلها مسؤول كبير يدعى "الحكم"، ويحاربه ابنه الذي يمشي في خط نزيه.

ويصاب الحكم بـ"الإيدز" ويخاف من الفضيحة، فيرتكب وأعوانه سلسلة مجازر لا تغتفر لعدم كشف مرضه.

والمسلسل من بطولة فايز قزق، وكاريس بشار، ونادين خوري، ومحمد قنوع، وأيمن عبد السلام، وسامر سليمان، ونادين تحسين بك، ويزن السيد وخالد القيش، وهو من تأليف علي معين صالح، وإخراج رشا شربتجي.

ملامح الشخصية

وكشف المُمثل سامر إسماعيل لـ"الشرق"، عن أبرز الصعوبات التي واجهها في المسلسل، قائلاً: "لست على احتكاك مباشر مع العاملين بالأجهزة الأمنية لأرسم تفاصيل شخصية ريان، لذا بذلت جهداً مضاعفاً ودراسة عن قرب لفهم كيف يتصرفون، وكيف يتكلمون إلى جانب فهم خلفيات شخصياتهم وتفاصيلهم".

وأضاف: "أحب الأدوار التي تحتاج إلى مجهود وتحضير، ولا تعتمد فقط على الشكل الخارجي، لأختبر من خلالها نفسي ومدى تطوّري وأظهر عبرها أدواتي وإمكاناتي، فهى عملية تراكمية أعمل عليها طوال الوقت، وأتعلمها لأقدم الأفضل".

أحداث واقعية 

ورفض إسماعيل ما يتردد عن أن العمل يتناول قضايا الواقع السوري الحالية من زاوية واحدة، معتبراً أن "مهمة الفن اختيار زاوايا معيّنة من الحالات العامة ومعالجة المواضيع المستحقة فيها، وليست مهمته تجميل الواقع أو البحث عن جوانب مشرقة، ليظهرها مقابل الجوانب السلبية". 

ورأى أن "جزءاً كبيراً من أحداث المسلسل واقعية جداً، ومن الطبيعي أن تتجاوز بعض الخطوط الحمراء، وتتعرض للانتقادات في الشارع، من أجل تسليط الضوء على ما يدور فعلياً على الأرض، فالواقع أشدّ ألماً وقساوة، ومن الطبيعي أن هناك أموراً كثيرة لا يمكن تناولها في مسلسل واحد".

وقال إنّ: "الوضع في دمشق محزن جداً، المدينة والناس متعبون الآن أكثر من أي وقت مضى، بسبب الحرب الاقتصادية وتأثيرها الواضح على وجوه الناس، وعلى تفاصيل الحياة اليومية في سوريا".

"مخرجة أقرب للعالمية" 

وأشاد الممثل السوري بتجربته الثانية مع المخرجة رشا شربتجي، واصفاً تجربتهما بـ"التعاون الممتع المهني"، مضيفاً أن "أداء المُخرجة احترافي وأقرب للعالمية، وهذا نفتقده عند كثيرين من المُخرجين".

وأكد أنّ "رشا تُعطي مساحة محترمة للممثل، وتمنحه الثقة والراحة عبر نوعية الملاحظات التي تقدمها، لذا كنت أتبنّى ملاحظاتها ليس لأنها من المخرجة، بل لأنني واثق فيها، وأنّ ذلك لمصلحي الشخصية ولمصلحتي كممثل، فهذه التجربة أضافت إلى رصيدي المهني والشخصي".

ونفى ما يُشاع بشأن تخوفه من العمل مع المؤلف علي معين صالح، كونه يخوض تجربة الكتابة الدرامية للمرة الأولى، مؤكداً: "كنت أمام نص كتبه كاتب محترف ومثير جداً لأي ممثل".

وأوضح أنه لم يُدقق كثيراً في اسم الكاتب، إذ بدأ في مرحلة التحضير للشخصية سريعاً بسبب ضيق الوقت، قائلاً: "قرأت خطوط الشخصية والموضوع بشكلٍ عام، فأخذني النص إلى مكان رؤيتي للشخصية وتخيّلاتي كيف سيكون المسلسل دون الانتباه إلى ما إذا كان الكاتب مشهوراً أو مغموراً". 

قلة الأعمال الفنية

وأشار إلى أنّ اقتصار دوره في "كسر عظم" حتى الحلقة العاشرة، لم يكن مُزعجاً له، وقال: "سعدت كثيراً بهذه التجربة، وهذا الأمر مُريح بالنسبة لي وللظرف الذي كنت أمرّ به، إذ لم أكن مستعداً للعمل، فلو استمر دور ريّان على مدى 30 حلقة، فلم أكن لأستطيع الاستمرار به، لأن وقتي لا يسمح". 

وقال إنه لا يهتم بمساحة الدور بقدر نوعه وتأثيره على سير الأحداث في العمل، إذ يرى أنّ "دور ريّان حقق لي هذه الشروط والجماهيرية".

وأرجع أسباب قلة أعماله في السنوات الأخيرة، إلى أن "الموضوع له علاقة بالعرض والطلب والوقت المتاح للممثل، كما أنني لست من الممثلين الذي يصوّرون مسلسلين في الوقت نفسه، خصوصاً تلك التي تعرض في شهر رمضان، لأنني أصاب بالتشويش"

.

وأوضح أن "شركات الإنتاج تُمارس ضغوطاً على الممثل ليقوم بدوره بأقل وقت ممكن، وتكثيف المشاهد في اليوم الواحد، ما يساهم في إجهاده"، موضحاً أنه يُفضل ألا يُشارك بأكثر من عمل في الوقت نفسه، لتكون هناك فرصة في نوعية الأدوار التي يؤديها، والتي تتطلب تركيزاً شديداً.

وعن ارتباط اسمه بالأدوار المعّقدة والمركبة، قال: "لا أعرف لماذا يختارونني، يبدو أنني أتمتع بمواصفات يراها المخرجون تتناسب مع هذا النوع من الأدوار، إضافة إلى حبي للأدوار الصعبة".

العودة إلى سوريا

أما عن عودته إلى التمثيل في سوريا بعد غياب، قال إسماعيل: "هذا ليس غياباً طويلاً، فأنا لا أنقطع عنها أبداً، وأحرص على المُشاركة في أعمالٍ فنية هناك، حتى وإن كانت مساحتي صغيرة، ومهما كنت مشغولاً في الخارج، كما أن الجائحة وظروف البلد الأخيرة جعلت من الصعب العودة لها".

واعتبر الفنان السوري، أنه ينتمي للأعمال الدرامية السورية التي لها واقع خاص في نفسه وفي قلبه، لكن تصويرها خارج البلاد "يفقدها روحها الحقيقية مهما تضاعفت الجهود وتكاليف الإنتاج والوقت والعمل البشري".

وشدد على ارتباطه الشديد بالعمل والتصوير في سوريا وسط أهله، والأماكن التي نشأ فيها، قائلاً إنّ: "ذلك ينعكس على نفسية الممثل ونوعية العمل الجيدة، كما أنّ عملنا داخل سوريا يكون لصالح العمل نفسه".

خطوات جديدة

وينتظر سامر إسماعيل، طرح فيلم الرعب السعودي الأميركي "تشيللو" الذي انتهى من تصويره أخيراً في المملكة، وهو فيلم ناطق بالعربية، من تأليف المستشار تركي آل الشيخ، وإخراج الأميركي دارين لين بوسمان، ويشارك فيه مجموعة كبيرة من الممثلين والنجوم العرب والأميركيين. 

كما يتعاون مع فرقة كركلا اللبنانية، في مسرحية جديدة تحمل اسم "جميل بثينة"، ومن المقرر انطلاقها في السعودية مايو المقبل.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات