"كل حاجة حلوة".. مسرحية بممثلة واحدة عن الأمراض النفسية

الملصق الدعائي للعرض المسرحي "كل حاجة حلوة" - instagram/rawabetartspace
الملصق الدعائي للعرض المسرحي "كل حاجة حلوة" - instagram/rawabetartspace
القاهرة-رويترز

بينما يعمل الأطباء على مساعدة نحو 280 مليون نسمة مصابين بالاكتئاب حول العالم، يُبرِز العرض المسرحي التفاعلي "كل حاجة حلوة" دور الفن الفعال في التوعية بالصحة النفسية ومحاربة كل ما تصنفه منظمة الصحة العالمية ضمن الاضطرابات النفسية المؤدية للانتحار.

"كل حاجة حلوة" من إخراج أحمد العطار من مصر وبطولة الممثلة ناندا محمد من سوريا، وإنتاج شركة المشرق للإنتاج بدعم من المجمع الثقافي في أبوظبي والملتقى العربي للفنون المعاصرة وصندوق دعم الفنون العربية في باريس.

يتتبع العرض قصة طفلة تكتشف لأول مرة وهي في السابعة من العمر أن أمها مصابة بالاكتئاب فتحاول ببراءة الطفولة مساعدتها من خلال كتابة قائمة تضم كل شيء مبهج يستحق الحياة، مثل الآيس كريم والقطط اللطيفة والأغاني الراقصة ونور الشمس وغيرها الكثير والكثير.

تكبر البطلة وتصبح فتاة جامعية وتكبر معها قائمتها الطويلة من الأشياء الممتعة لتصبح بالمئات، وتحرص على مشاركة قائمتها مع الأم لكن يبدو أن هذا غير كاف لإعادة مريضة الاكتئاب إلى الحياة
الطبيعية فتحاول الانتحار ثانية.

تقابل البطلة فتى أحلامها في الجامعة ويتفقان على الزواج، وبعد أن يصبح لها بيتها وحياتها تطفو على السطح تراكمات لما عانته الفتاة في صغرها من إهمال بسبب حالة الأم التي ربما تكون قد ورّثت
حالتها النفسية إلى الابنة بشكل أو بآخر.

تنفصل البطلة عن زوجها بعدما تصاب حياتها بالرتابة والجمود وتتوقف عن استكمال قائمة البهجة، ثم تأتي المفاجأة بموت الأم في ثالث محاولة للانتحار، وحينها تكتشف الابنة أنها في حاجة حقيقية
إلى الدعم النفسي والعلاج.

ترجمة الفكرة العميقة

العرض المسرحي مأخوذ عن نص إنجليزي للكاتب دنكان ماكميلان بالاشتراك مع الممثل جوني دوناهو، تمت ترجمته إلى العديد من اللغات وقدمته شبكة (إتش.بي.أو) التلفزيونية عام 2016 كما قدمته العديد من المسارح في بريطانيا والولايات المتحدة.

وبرغم فكرته الإنسانية العميقة يعتمد العرض على أداء ممثل واحد دون ديكور أو إضاءة أو أزياء أو مكياج باستثناء بعض الإكسسوارات البسيطة والموسيقى التي تلعب دوراً سحرياً في التعبير عن مشاعر البطلة وتطور الأحداث بمزيج من الأغاني القديمة والحديثة.

وربما أكثر ما قد يجذب المشاهد لحضور هذا العرض هو احتمال تحوله في أية لحظة إلى مشارك في الأحداث، إذ تُشرك البطلة بعضاً من الحضور في أداء شخصيات مثل الأب والطبيب والحبيب.

وقال أحمد العطار الذي ترجم المسرحية وأعدها وأخرجها، في تصريحات لرويترز بعد تقديم العرض في ساحة روابط للفنون بوسط القاهرة، مساء الاثنين، إن "كل حاجة حلوة" هو أحد نصوص مشروع المسرح
المترجم - المسرح الأوروبي المعاصر بالعربية الذي يهدف إلى ترجمة نص مسرحي واحد من 24 دولة أوروبية إلى اللغة العربية على مدى 3 سنوات.

وأضاف: "يهتم المشروع بأن تكون المسرحيات مكتوبة بداية من عام 2005 وما تلاه، وأن تكون نشرت في دولتها أو أُنتجت على خشبة المسرح أو الأمرين معاً، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الاقتصادية، التي
تحجّم الإنتاج الضخم في المسارح العربية، لذلك يتم اختيار مسرحيات فيها عدد محدود من الممثلين والمؤدين".

وتابع: "التطورات الفنية المتسارعة في القرن الحادي والعشرين تفرض علينا النظر والبحث في الكتابات المسرحية التي تُكتب حول لعالم الآن، حتى نستطيع أن نعيد إحياء أهم عنصر في التجربة المسرحية ألا وهو النص".

وعن اختيار نص "كل حاجة حلوة" لترجمته وتقديمه للمشاهد العربي، قال العطار إن "الفضل في ذلك يعود إلى المخرج المسرحي الراحل وأستاذ الإخراج بالجامعة الأميركية في القاهرة محمود اللوزي (1958-2021) الذي اختار هذا النص من بين حوالي 12 نصاً أجنبياً".

وأضاف: "اقتنعت تماماً بالترشيح، لأني رأيته نصاً قوياً على مستويات مختلفة، ويعتمد على أداء الممثل والنص والتفاعل مع الجمهور، وهي بالنسبة لي العناصر الثلاثة الأساسية للمسرح، إضافة إلى موضوعه
الهام عن الصحة النفسية".

وأشار إلى أن العرض في ساحة روابط للفنون استمر خلال الفترة من 13 إلى 17 مايو، ثم يعاد مرة أخرى في الفترة من 17 إلى 22 يونيو.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات