أثارت ابنة الأديب المصري نجيب محفوظ، جدلًا واسعًا قبل أيام، بعدما أبدت اعتراضها على تصريحات الممثل أحمد حلمي عن تحويل سيرة والدها الذاتية لعملٍ فني.
مسلسل "نجيب محفوظ" ليس العمل الفني الوحيد الذي ينتمي لـ"السير الذاتية"، ويشهد مصيرًا مجهولًا حتى الآن، إذ هناك أكثر من مشروع مثل نجيب الريحاني "الضاحك الباكي"، وأحمد زكي "الإمبراطور"، وعمل آخر يتناول سيرة الفنان الراحل محمد فوزي.
"النجيب"
وجدد الفنان أحمد حلمي، قبل أيام، حديثه عن آماله بتجسيد شخصية الأديب نجيب محفوظ، في عملٍ درامي، وذلك عقب مرور أكثر من عامٍ ونصف العام عن إعلانه التعاون مع الكاتب عبد الرحيم كمال، في مسلسل يحمل اسم "النجيب" يتناول السيرة الذاتية للأديب الراحل.
وشددت "هدى محفوظ"، على ضرورة عدم تقديم أي عمل فني يتناول السيرة الذاتية لوالدها دون الرجوع لها، مؤكدة في تصريحات صحافية أن "آخر لقاء جمعها بالفنان أحمد حلمي والكاتب عبد الرحيم كمال كان قبل 5 أعوام تقريبًا، وبعدها توقفت المفاوضات تماماً وبشكل مفاجئ".
أما الكاتب عبد الرحيم كمال، قال لـ"الشرق"، إن "المشروع سينفذ، ونعمل على تحضيره، لكن الأمور تحتاج لوقتٍ كبير، وأعتقد أننا لن نستطيع تقديمه قبل نهاية العام الجاري".
توقف نهائي
ويشهد مشروع تحويل حياة الفنان أحمد زكي، لمسلسلٍ درامي، مصيراً مجهولاً، رغم تعاقد الشركة المنتجة مع الفنان محمد رمضان، قبل عامين تقريباً، لأداء دور البطولة، فيما يتولى المؤلف بشير الديك، كتابة العمل.
وبدوره، قال بشير الديك، لـ"الشرق"، إنّ "أسرة الفنان أحمد زكي، أبدت اعتراضها لتحويل حياته إلى مسلسلٍ درامي، رغم أنني انتهيت من كتابة المعالجة وأول حلقتين، كما جمعتني جلسات مع الشركة المنتجة ومحمد رمضان، قبل عامين، لوضع الإطار العام للمشروع".
ويرى أنّ "مسلسل أحمد زكي قد لا يخرج للنور، بسبب موقف الأسرة، ولا أعتقد أنني سأعرض الأمر على شركة إنتاج عربية لإنجاز المشروع".
محمد فوزي
وكان الفنان الراحل سمير صبري، ينوي إنتاج مسلسل يتناول السيرة الذاتية للفنان محمد فوزي، من تأليف مصطفى محرم، الذي رحلّ بعد الانتهاء من كتابة المشروع كاملاً في أبريل 2021.
وعلمت "الشرق"، أنّ "سمير صبري بدأ التحضيرات للمسلسل في يناير الماضي، ورشّح للبطولة عدة أسماء، منهم تامر حسني وهاني سلامة وحمادة هلال، كما عرض المشروع على إحدى المنصات الرقمية الخليجية لشرائه، إلا أنه تعرضه لوعكة صحية شديدة في فبراير الماضي حتى رحل عن عالمنا يوم 20 مايو الماضي".
من جهته، كشف المخرج خالد الحجر، لـ"الشرق"، عن الجلسات التي جمعته بالفنان سمير صبري، للوقوف على جميع التفاصيل الخاصة بهذا المشروع، قائلاً إنّ الفنان الراحل "كان متحمساً جداً لهذا المسلسل، وكنا نتحدث عنه قبل رحيله بساعاتٍ قليلة، وكان يرى أنه سيكون من أهم أعماله الإنتاجية".
وأضاف "كنت اتفقت مع سمير صبري، على تقديم المسلسل بعد تعافيه من الأزمة الصحية واستعادة عافيته بشكلٍ كامل، لكن لا أعلم مصير العمل بعد وفاته، خصوصاً أنه كان يمتلك حقوق المسلسل ويعمل عليه منذ سنوات".
أما المخرج الإذاعي محمد تركي، الذي كان ملازماً لسمير صبري، في سنواته الأخيرة، بحكم إخراجه لبرنامجه "ذكرياتي"، قال لـ"الشرق"، إنّ "الراحل كان يعتبر هذا المسلسل، مشروعٍاً فنياً استثنائياً، لكنه لم يتخذ أي خطوة رسمية تجاهه بسبب أزمته الصحية، إذ أنه لم يتعاقد مع أي ممثل أو جهة عرض".
معادلة صعبة
وترى الناقدة ماجدة خير الله، أنّ "أعمال السير الذاتية لا تحقق نجاحاً جماهيرياً، وأنّ المشروع واحد يتطلب ميزانية ضخمة وتحضيرات مكثفة، إذ أنّ الأمر مجهد جداً بالنسبة لشركات الإنتاج".
وقالت ماجدة لـ"الشرق" إن من الصعب اختيار ممثل مناسب لتجسيد شخصية الفنان محمد فوزي، كونه ممثلاً ومطرباً وملحناً استثنائياً وصاحب "روح مرحة"، والأمر ذاته بالنسبة للأديب نجيب محفوظ، "من الصعب تقديم حياته في عملٍ فني ويحظى بنجاحٍ كبير، وأتوقع تراجع أحمد حلمي عن المشروع".
وأشارت إلى أنّ "هذه النوعية من الأعمال تتطلب ميزانية ضخمة، كون الشخصية التي يدور حولها العمل تعود إلى فترة زمنية قديمة، فالمشروع يحتاج إلى ملابس خاصة وديكورات، وبالتالي لا يمكن خروج عمل جديد للنور بسهولة".
وأضافت أنّ "كل التجارب في عالمنا العربي، لم تحقق نجاحاً، باستثناء (أم كلثوم) رغم رغبة صناعه في تقديم الشخصية بشكلٍ مثالي على مستوى الكلام والحركة والتعاملات، في حين أن ذلك لم يكن نمط حياتها طوال الوقت".
ولفتت إلى أنّ "منى زكي، تتلاشى الحديث عن تجربتها في تجسيد شخصية سعاد حسني، كونها فشلت في هذه التجربة، فالموضوع ليس مقتصراً على المكياج فقط".
بين النجاح والإخفاق
وكانت الساحة الفنية العربية، قدّمت أعمالاً درامية تنتمي للسير الذاتية، وبعضها حقق نجاحاً وآخر طارده الفشل، مثل مسلسل "الأيام" الذي تناول حياة الأديب طه حسين، وجسد دور البطولة أحمد زكي، و"إمام الدعاة" لحسن يوسف، والذي تناول حياة الشيخ الشعراوي، وكذلك مسلسل "أم كلثوم" بطولة صابرين، و"أسمهان" الذي قامت ببطولته سلاف فواخرجي.
وقدّمت الدراما مسلسلات "الملك فاروق" للفنان تيم حسن، و"ناصر" عن حياة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، و"أبو ضحكة جنان"، عن حياة الفنان إسماعيل ياسين.
وتضم قائمة أعمال السير الذاتية، التي لم تلقَ النجاح المطلوب، مسلسل "العندليب" بطولة شادي شامل، و"السندريلا" الذي جسدت من خلاله منى زكي حياة سعاد حسني، و"كاريوكا" بطولة وفاء عامر، حيث تناول العمل قصة حياة الفنانة تحية كاريوكا، و"أنا قلبي دليلي" عن حياة ليلى مراد.
وقدمت حياة الملكة نازلي، في عمل درامي بعنوان "ملكة في المنفى" بطولة نادية الجندي، وكذلك جرى استعراض حياة الشاعر بيرم التونسي والفنان سيد درويش، في مسلسل "أهل الهوى" لفاروق الفيشاوي وإيمان البحر درويش، كما قدم مسلسل "الشحرورة" لكارول سماحة، والتي جسدت فيه شخصية الفنانة صباح.
وتعرض مسلسل "فارس الرومانسية" عن حياة الأديب يوسف السباعي، لإخفاقٍ شديد، إذ جسد البطولة الممثل محمد رياض، والأمر ذاته مع مسلسل "في حضرة الغياب" بطولة فراس سعيد، والذي تناول حياة الشاعر محمود درويش.