"سفير البهجة".. الحزن يُخيم على الوسط الفني لرحيل سمير صبري

time reading iconدقائق القراءة - 10
الممثل المصري سمير صبري بعد حصوله على جائزة خلال حفل افتتاح الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دار الأوبرا المصرية - 20 نوفمبر 2018. - REUTERS
الممثل المصري سمير صبري بعد حصوله على جائزة خلال حفل افتتاح الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دار الأوبرا المصرية - 20 نوفمبر 2018. - REUTERS
القاهرة-خيري الكمار

خيم الحزن على الوسط الفني في مصر، بعد وفاة "سفير البهجة" الفنان سمير صبري، الجمعة، داخل أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، عن عمر ناهز 88 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.

وكان آخر ظهور سينمائي لصبري، من خلال فيلم "2 طلعت حرب"، الذي عُرض في الدورة الـ11 من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، حيث حصل على جائزة أفضل ممثل في مسابقة الفيلم الروائي الطويل، في حفل ختام المهرجان، فيما سلمها له المخرج مجدي أحمد علي، داخل المستشفى آنذاك.

"أحد عظماء الإبداع"

ونعت وزيرة الثقافة المصرية، إيناس عبد الدايم، صبري، واصفة إياه بأنه "أحد عظماء الإبداع وتميز بتعدد المواهب والثقافة الواسعة"، مشيرة إلى أنه يمثل أحد ركائز نجاح الأعمال الفنية المتنوعة الذي شارك بها.

كما أشار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، برئاسة الفنان حسين فهمي، إلى دور صبري في تأسيس ودعم المهرجان منذ 1976، حيث تم اختياره من قِبل الكاتب الصحافي كمال الملاخ، لتقديم فعاليات الدورة الأولى، وذلك بخلاف مشاركاته وحضوره المتميز في دورات أخرى، كان آخرها الدورة الـ43 التي حرص فيها على الوجود خلال تكريم الفنانة نيللي، بجائزة الهرم الذهبي.

ويحتفي مهرجان الإسكندرية السينمائي، بـ"سفير البهجة"، في دورته الثامنة والثلاثين، التي تُقام خلال الفترة من 15 إلى 11 أكتوبر المُقبل، وذلك في حفل افتتاح المهرجان الذي تستضيفه مكتبة الإسكندرية، حيث تحمل الدورة المرتقبة اسم الفنان محمود حميدة.

"فنان شامل"

وقالت الفنانة ليلى علوي، لـ"الشرق": "فقدت أخاً وصديقاً عزيزاً على قلبي، وفقدت المهنة فناناً شاملاً لن يتكر"، متابعة: "أحب سمير على المستوى الفني والإنساني وقدمت معه الكثير من الأعمال الناجحة، كان شخصاً طيباً وودوداً ويحب كل من حوله".

وأشارت إلى تسجيلها حلقة معه ضمن برنامجه "ذكرياتي" الذي يُذاع عبر إذاعة الأغاني، داخل المستشفى، قبل أسابيع، قائلة: "كان يحب عمله بدرجة كبيرة، ويُصمم على تسجيل حلقات جديدة والتواصل مع الجمهور رغم مرضه".

من ناحيته، أعرب المخرج مجدي أحمد علي عن حزنه الشديد لوفاة صبري، لاسيما وأنه تعاون معه في آخر أفلامه "2 طلعت حرب"، قائلاً لـ"الشرق": "كان مُحباً للحياة، سنفتقد إنسانيته وفنه وحبه لكل من حوله وطيبته، رحلتَ وتركتَ لي ذكرياتنا".

وكشف كواليس فوز سمير صبري في فبراير الماضي، بجائزة أفضل ممثل من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، قائلاً: "كان سعيداً بتلك الجائزة، عندما سلمتها له داخل المستشفى، وارتفعت معنوياته بشكلٍ كبير وقتها".

أما الفنانة إلهام شاهين، أكدت حرصها الدائم على زيارته داخل المستشفى خلال الفترة الأخيرة، بصحبة ميرفت أمين، والمخرج عمر عبد العزيز ودنيا سمير غانم، قائلة لـ"الشرق": "كان يُحب تجمعنا حوله، فهذا يُحسن من حالته ويرفع من معنوياته".

وأضافت أنّ "سمير صبري كان فناناً لن يتكرر، فأعتبره الأكثر إنسانية بين البشر، وكان يهتم دوماً بالمحيطين به، وهو الأكثر فعلاً للخير، بجانب نجاحه في كل أنواع الفنون من التمثيل للغناء لتقديم البرامج".

من ناحيتها، ترى الفنانة نبيلة عبيد، أنّ "صبري كان رمزاً للإخلاص والوفاء، ولن يُعوض بسهولة"، لافتة إلى أنه كان دائم السؤال على الجميع ويدعمهم.

كما حرصت الفنانة لبلبة على وداع سمير صبري، قائلة لـ"الشرق" بحزنٍ شديد: "مع السلامة يا سمير، سنفتقدك كثيراً، وسيفتقد الجمهور محبتك وفنك العظيم، لكنك تركت لنا ما نفخر به، وداعاً ياصديقي".

واستعاد المخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية ذكرياته مع صبري، موضحاً لـ"الشرق": "علاقتي به بدأت عام 1972، وعملت معه كمُساعد مخرج ومخرج، وأعتقد أنّ أهم ما يمُيزه التفاؤل الشديد والابتسامة الدائمة وإخلاصه للجمهور".

واعتبر: "صبري موسوعة للسينما، ومذيع لا يمكن تعويض غيابه نهائياً، لأنه حالة خاصة في تقديم البرامج".

أما الكاتب بشير الديك، فوصفه بأنه "مدرسة مختلفة في الفن العربي، وفنان مميز وشامل ومتنوع، ومحب لكل من حوله"، متابعاً: "الكلمات لن تكفي لوداع سمير صبري، فقد ترك بصمة في حياة كل من عرفه".

متعدد المواهب

وحرص عدد كبير من الفنانين في مصر والوطن العربي، على نعي الفنان سمير صبري، لعل أبرزهم الفنانة التونسية هند صبري، قائلة عبر "تويتر": "فقد الفن العربي والمصري فناناً متعدد المواهب جمع بين التمثيل والغناء والاستعراض وتقديم البرامج.. استطاع يإصراره وتطوره أن يظل وعلى مدار أكثر من 60 عاماً نجماً كبيراً".

ووصفت الفنانة إليسا، وفاة سمير صبري، بـ"خسارة كبيرة لمصر والعالم العربي"، فيما قالت لطيفة التونسية: "من أعظم الفنانين الذين كنت أتمنى أن أراهم في بداية مشواري". 

كما رثاه العديد من الفنانين بكلماتٍ مؤثرة، منهم الفنانة الاستعراضية شيريهان، والمخرج عمرو عرفة، وهيفاء وهبي، وندى بسيوني، وروجينا، وآخرين.

اللحظات الأخيرة

ولم يكن سمير صبري يعاني من متاعب صحية، حتى الساعات الأولى من الجمعة، وكان يواصل تسجيل حلقات جديدة من برنامجه  الإذاعي "ذكرياتي"، حسبما كشف مخرج البرنامج محمد تركي، لـ"الشرق"، قائلًا إنه سجّل 3 حلقات دفعة واحدة، الخميس، منهما حلقة مع الفنان حسن يوسف وثانية مع فاروق فلوكس.

ومن جهته، كشف الناقد والكاتب الصحافي أحمد النجار، تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة صبري، قائلاً عبر "فيسبوك": "منذ ساعات قليلة وتحديداً حتى مساء الخميس كنت والصديق قدري الحجار برفقة الفنان سمير صبري بفندق الماريوت نضع اللمسات الأخيرة لملف مهرجان الإسكندرية للسينما الفرانكوفونية الذي سنناقشه الاثنين المقبل، أمام اللجنة النوعية للمهرجانات، وكان اسمي واسم قدري خارج الملف رغم إشرافنا على كل التفاصيل الخاصة به".

وأضاف: "أصر على أن يكتب بخط يده اسمينا، وتواعدنا على اللقاء مرة أخرى السبت، والذهاب سوياً الاثنين للقاء اللجنة، وكان الأستاذ يتمتع بصحة جيدة وذهن حاضر كما عهدناه.. حتى أنني طلبت من صديقي الاحتفاظ بورقة التعديلات بخط يد الأستاذ سمير، وقلت له: دي ورقة للتاريخ ولم  أعلم أنه كان الوداع الأخير".

سيرة ومسيرة 

ويعتبر سمير صبري فناناً شاملاً، وهو من مواليد الإسكندرية، في 27 ديسمبر عام 1936، انتقل إلى القاهرة في طفولته، ليسكن في نفس العمارة التي كان يقطن فيها عدد كبير من الفنانين، من بينهم الفنان عبد الحليم حافظ.

وبدأ صبري مشواره بالعمل كمُذيعٍ باللغة الإنجليزية، حيث كانت البداية من خلال برنامج "ما يطلبه المستمعون"، وأعقب ذلك تقديمه عدداً من البرامج التلفزيونية، والتي حظيت بجماهيرية واسعة وعلى مدارٍ سنوات طوال، مثل برنامج "هذا المساء"، و"كان زمان" و"النادي الدولي".

وأثرى سمير صبري، المكتبة السينمائية والتلفزيونية بأكثر من 200 عمل فني، منهم أفلام "جحيم تحت الماء"، و"الجلسة سرية"، و"علاقات مشبوهة"، و"البحث عن فضيحة" و"التوت والنبوت"، وكذلك مسلسلات "ملكة في المنفى"، و"حضرة المتهم أبي"، و"كاريوكا" و"نظرية الجوافة".

كما دخل مجال الإنتاج نهاية السبعينيات، حيث تضم مكتبته كمُنتج، 11 فيلماً، منهم "جحيم تحت الماء"، و"أهلاً يا كابتن" و"جحيم تحت الأرض".

وقدّم سمير صبري، خلال مسيرته الفنية 3 ألبومات غنائية جميعها من إنتاجه، منهم "سهرة هذا المساء" و"يوم الخميس"، ومن أبرز أغانيه التي حققت نجاحاً ضخماً، أغنية "سكر حلوة الدنيا سكر" والتي قدمها مع الفنانة شادية عام 1960 من فيلم "نصف ساعة جواز".

حفل تأبين

وفي المقابل، تنطلق فعاليات الدورة الـ70 من مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما، الجمعة، تحت شعار "70 عاماً من العطاء"، برئاسة الأب بطرس دانيال.

ونفى بطرس دانيال، لـ"الشرق"، ما تردد عن إلغاء حفل افتتاح الدورة الـ70، لوفاة صبري، مؤكداً أنّ هذا الكلام عارٍ تماماً عن الصحة، إذ أنّ "الحفل قائم في موعده بكل فعالياته ولا نية للإلغاء، لكن سننُظم حفل تأبين للراحل على هامش حفل الافتتاح، خاصة وأنه كان داعماً للمهرجان بشكلٍ كبير".

وأوضح أنّ "الدورة 70 مختلفة عن الدورات السابقة في عدة أمور، أهمها عودة الجمهور لمشاهدة الأفلام بالمركز بعد انقطاعهم العام الماضي بسبب فيروس كورونا، كما سنعرض صوراً من رموز الفن والأدب مثل الأديب طه حسين، وكذلك صور من العرض الخاص لفيلم "دعاء الكروان" الذي استضافه المركز آنذاك، بوجود الفنانة فاتن حمامة".

ولفت دانيال إلى تكريم اسم الراحلين سمير غانم ودلال عبد العزيز، لما قدموه فنياً وإنسانياً واجتماعياً، ومن المُفترض أنّ تتسلم ابنتيهما دنيا وإيمي هذا التكريم. كما تضم قائمة المكرمين، الفنانة سمير أحمد، وإلهام شاهين، والإعلامية درية شرف الدين، والمخرج مجدي أحمد علي، ومحمد صبحي، وهاني شاكر وأحمد عبد العزيز.

ويتنافس بالمهرجان هذا العام 5 أفلام من أصل 28 فيلماً عُرضت تجارياً أو عبر المنصات عام 2021، وهم: "قابل للكسر" للمُمثلة حنان مطاوع، و"للإيجار" بطولة خالد الصاوي، وفيلم "المحكمة" للمخرج محمد أمين، و"برا المنهج" إخراج عمرو سلامة، وأخيراً فيلم "ريتسا" للمخرج أحمد يسري.

تصنيفات