وضعت المغنية اللبنانية دالين جبّور برنامجاً متنوعاً لحفلها المُقبل ضمن مهرجانات "بيت الدين الدولية" في جبل لبنان، تحت عنوان "ليلة طرب" يوم 15 يوليو الجاري.
ويضم برنامج جبور تقديم مجموعة من الأغاني، خلال الحفل، لكل من: أم كلثوم، فتحية أحمد، نور الهدى، أسمهان، فايزة أحمد، نجاة الصغيرة، محمد عبد الوهاب، وسيد درويش.
مهرجان عريق
وأعربت دالين جبور عن سعادتها البالغة لمشاركتها في مهرجانات "بيت الدين الدولية"، الذي وصفته في تصريحات لـ"الشرق" بأنه "مهرجان عريق، وقف على خشبته كبار النجوم العرب والأجانب"، معتبرة مشاركتها في هذا الحفل "خطوة مهمة جداً" في مشوارها الفني.
وأرجعت أسباب عدم اعتمادها على موسيقى عصر النهضة، التي تخصصت بها، في حفلها المرتقب إلى "كونه نمطاً مختلفاً كلياً عن الأنماط السائدة التي نعرفها الآن، فهي مدرسة مختلفة، إذ يبدأ كل عمل بوصلة موسيقية طويلة تصل إلى 45 دقيقة، وإعطاء مساحة كبيرة للارتجال، وقد يكون الموشح أو الأغنية غير معروفة أبداً لدى الجمهور، ومعظم هذه الأعمال نادرة ومستغربة وليست متاحة للجميع، فمن الصعب تقديم موسيقى عصر النهضة وحدها في إطار مهرجان جماهيري".
وأكدت أنها ستخصص جزءاً بسيطاً من الارتجال في الحفل، على عكس حفلاتها المعتادة التي يكون للارتجال فيها "مساحة كبيرة للعزف على الآلات من خلال التقاسيم".
وأوضحت أن "الارتجال إبداع، إذ نقول شيئاً لحظياً أو نترجم إحساساً آنياً، لذلك بدأ المؤدّون المعاصرون الابتعاد عنه لصعوبته، فهذا النمط الموسيقي غُيّب كلياً ثم عاد مع مؤتمر القاهرة للموسيقى العربية عام 1932، والمؤدي يجب أن يكون متمكناً جداً كي يمارسه".
وفسرت أسباب ارتباطها بموسيقى عصر النهضة، قائلة: "خلال دراستي تعرّفت على هذا النمط الموسيقي، عن طريق أستاذي الدكتور نداء أبو مراد، ولم أستطع تركه دون التعمق به والغوص في أسراره وتفاصيله".
وقالت: "لم أكن بوارد التخصّص بالغناء لكنني كنت أعرف أنني أملك الموهبة وكنت أحب استثمارها في التربية وتعليم الأطفال الأغاني، لكن عندما تعمّقت بنمط موسيقى عصر النهضة كان أساتذتي يقولون إن إحساسي وطريقة غنائي يعودان إلى تلك الحقبة وتقنيات الغناء حينها التي تعتمد على الصوت الصحيح الخارج من أعماق الروح والقلب، وهو ما لم يعد موجوداً اليوم إلا لدى قلة قليلة، فالسائد حتى لدى مغنيات شهيرات الصوت المستعار السطحي".
موهبة وخبرة
واعتبرت دالين جبور أن "الغناء لغة حياة، ومتعة شخصية وأنانية بالدرجة الأولى، وأكثر من ذلك بالنسبة لي، فهو رسالة، وعندما أغني أعيش حالة خاصة جميلة، وعندما أرى المتلقي يجاريني ويُطرب لصوتي وأدائي، هنا أعتبر أن رسالتي وصلت بإمتاع المستمع وتقديم الصوت الصحيح للقوالب الفنية الأصيلة التي باتت مفقودة اليوم".
وأوضحت أنّ "الدراسة الأكاديمية لا تصنع مغنياً جيّداً، بل يحتاج الأكاديمي للموهبة والشغف والخبرة والتمرّس، وهي عناصر ليست بالضرورة أن تجتمع في كل مغنٍّ، بل إذا وُجدت كما حصل معي فهذا خير للفنان".
وأشارت إلى أن "هناك أكاديميين قد يفسدون على المستمع لذة الاستماع للغناء التراثي، وهناك أميون نلتقي بهم في الشارع قد يطربوننا أكثر من نجوم كبار".
جمهور شبابي
وأشارت إلى أن غالبية جمهورها في البداية كان من كبار السن، لكن مع مرور الوقت صار ينجذب الشباب إلى النمط الموسيقي الذي تقدمه، مؤكدة أن "ذلك كان هدفي الأساسي، لذا أغني في معاهد ونواد ليلية، الشباب هم روادها الأساسيين، وعندما أراهم يتمايلون وينسجمون ويسألون عن هذا المقام أو ذاك، أشعر أنني نجحت".
وتابعت: "في بداية مشواري الفني، كنت أواجه صعوبة كبيرة ببناء جمهور حقيقي؛ لأن النمط التراثي كان مغيّباً ولم يكن هناك تقبّل له من قبل الجمهور الشاب، لكن تبدل الحال مع الوقت".
وأكدت أنها بصدد الغوص في الموسيقى العربية المعاصرة والبحث في التحولات بين المرحلتين وفهم النقلات والحركات والأنماط المتطوّرة، والتدقيق في كل أغنية ومكنوناتها وحالاتها، قائلة: "لازلت أكتشف أعمالاً لم أسمعها من قبل".