لبنان.. غياب حفلات مهرجانات الصيف للعام الثاني

time reading iconدقائق القراءة - 4
فرقة "بينك مارتيني" الأميركية في مهرجان بيت الدين
فرقة "بينك مارتيني" الأميركية في مهرجان بيت الدين
بيروت-رنا نجار

تغيب حفلات مهرجانات الصيف اللبنانية للعام الثاني على التوالي، بسبب مشاكل عدّة، أبرزها انتشار  جائحة كورونا، إلى جانب الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تعاني منها البلاد.

وقبل 66 عاماً، انطلقت أولى حفلات مهرجانات لبنان، في مدينة بعلبك الأثرية، وأطلق عليها الرئيس اللبناني الراحل كميل شمعون مهرجان "بعلبك الدولي"، والذي كان يجذب حتى 2019، أكثر من 40 ألف متفرج سنوياً، ولم يتوقف إلا خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية.

كما شهد لبنان انطلاق عدد من المهرجانات، مثل "بيت الدين"، الذي انطلق في جبل لبنان عام 1985، كرسالة وصل وتلاقي بين شعب واحد، و"بيبلوس الدولية" عام 2003، فضلاً عن مهرجانات أعياد بيروت التي تأسست عام 2012.

"لا مزاج للفرح"

المدير الفني لمهرجانات بيبلوس الدولية، ناجي باز، قال لـ"الشرق": "الآن وتحت وطأة انهيار كامل للبلاد، فلا مزاج للفرح".

وتابع باز: "قرار عدم إحياء الحفلات لم يعد يتعلق فقط بعدم تأمين تمويل لازم كنا نحصل عليه من المصارف التي تعاني أزمة كبرى حالياً، ومن المؤسسات التجارية الغارقة في هموم الدولار".

وزاد: "لا يمكننا دعوة فنانين من حول العالم كما كنا نفعل سنوياً، وذلك لعدم توافر عملة أجنبية فضلاً عن أزمة كورونا، كما أننا لا نضمن سلامة الفنانين في ظل وجود تراجع أمني". 

صمود اجتماعي

من جانبها، ترى مديرة مهرجانات بيت الدين الدولية هالة شاهين، أن "المهرجانات لعبت دوراً محورياً على مستوى التبادل الثقافي حول العالم، وكانت تتناغم في ذلك مع رسالة لبنان التاريخية في الانفتاح والتعددية والتنوع، لكن اليوم في ظل الأزمة الحالية، الأولوية للصمود الاجتماعي والتضامن الإنساني لاجتياز هذه المرحلة".

وأشارت إلى أن "هناك فكرة قيد الدراسة، لتنظيم نشاط ثقافي مشترك مع المهرجانات الكبرى الأخرى في صيف 2022، لدعم قطاعي الثقافة والسياحة في لبنان، من خلال عمل يقدمه فنانون لبنانيون بمشاركة عرب وأجانب".

وأرجعت هالة شاهين، غياب مهرجان "أعياد بيروت"، إلى "مشكلة عدم قدرتنا على تسعير البطاقات، خاصة أن سعر صرف الدولار يتغيّر في اليوم الواحد أكثر من مرّة". 

مبادرة مهرجانات بعلبك

بدورها، دعت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية إلى "التمسّك بالأمل في ظلّ الصعوبات غير المسبوقة، عبر مبادرة (ضوّي على لبنان)، لتواصل نضالها الثقافي من خلال دعم الإبداع والثقافة اللبنانيّة وخاصة المواهب الشابة التي تشهد تطوّراً لافتاً في ابتكاراتها وتميّزها في المشهد الموسيقي"، كما ذكرت مديرة المهرجانات نايلة دو فريج لـ"الشرق".

وأوضحت نايلة دو أن "المبادرة تهدف إلى إبراز مواهب الموسيقيّين والمغنّين والملحنين اللبنانيّين الشباب الذين لم تسنح لهم الفرصة خلال الفترة الأخيرة لتقديم رؤيتهم وعرض أعمالهم أمام  الجمهور".  

وستُعرض على غالبية القنوات اللبنانية المحلية والعربية الفضائية، وعبر شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمهرجان، يوم 9 يوليو المُقبل، 10 حفلات موسيقية متنوّعة الأنماط (كلاسيك، وفولكلور، وروك، وشرق وطرب، وجاز، وهيب هوب وإلكترو) مدة كل منها حوالى 8 دقائق.

وصوّرت هذه الحفلات في 10 مواقع أثريّة رومانيّة شرقي لبنان، وهي: معبد فينوس (بعلبك)، حجر الحبلة لمقلع بعلبك، الطريق الروماني أو البازيليك المدني (بعلبك)، معابد نيحا، قصرنبا، مجدل عنجر وعين حرشي. 

وقالت مديرة مهرجانات بعلبك إن الفنانين والفرق المشاركة الذين اختارتهم لجنة خاصة بقيادة ليلى نحاس هم: "بيروت فوكال بوينت"، و"بلو فايفر"، وغنوة نمنم، وجنى سمعان وبيار جعجع، خماسي مكرم أبو الحسن، "بوستكاردز"، "سرج"، "تاكسي "404، فلاديمير كوروميليان وزياد مكرزل، زياد سحاب، وفرقة زف.

اقرأ أيضاً: