أفلام عيد الأضحى 2023: النكتة فوق الجميع

الملصق الدعائي لفيلم "بيت الروبي"  - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
الملصق الدعائي لفيلم "بيت الروبي" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
القاهرة -عصام زكريا*

أربعة أفلام فقط تراهن بها صناعة السينما في مصر على جمهور موسم عيد الأضحى، الذي يعد الموسم الأكبر عادة، خاصة أنه يأتي هذا العام مع نهاية العام الدراسي وبداية الإجازات الصيفية.

الأفلام الأربعة هي "بيت الروبي" إخراج بيتر ميمي، وبطولة كريم عبد العزيز ونور وكريم محمود عبد العزيز، "البعبع" إخراج حسين المنباوي وبطولة أمير كرارة وياسمين صبري، "تاج" إخراج سارة وفيق وبطولة وتأليف تامر حسني، ومعه دينا الشربيني وعمرو عبد الجليل، وأخيراً "مستر إكس" إخراج أحمد عبد الوهاب، وبطولة أحمد فهمي وهنا الزاهد.

خلطات محفوظة

الأفلام الأربعة، مبدئيا، تنتمي لما يطلق عليه السينما السائدة، التي تعتمد على النجوم والإنتاج الكبير، نسبياً، والقصص والخلطات الفنية المحفوظة، مضمونة النجاح، غالباً. 

مع ذلك، فمن الملفت أنها تحمل أسماء مخرجين جديدة نسبياً في صناعة السينما المصرية، أشهرهم وهو بيتر ميمي، أثبت جدارته من خلال مسلسلات رمضان الوطنية وعلى رأسها سلسلتي "كلبش" و"الاختيار"، كما قدم عدداً من الأفلام منها "حرب كرموز"، و"كازابلانكا"، و"من أجل زيكو"، وهو أغزر المخرجين المصريين عملاً الآن. 

حسين المنباوي أيضا يتنقل بين الدراما التليفزيونية والسينما، ومن أعماله مسلسلات "الفتوة" و"جزيرة غمام" وأفلام "شد أجزاء" و"ليلة هنا وسرور".

 أما سارة وفيق فقد عملت كمساعد مخرج لسنوات قبل أن تتحول إلى مخرجة، وكان أول أعمالها فيلم متواضع بعنوان "على وضعك" ثم فيلم "مش أنا" الذي كتبه ولعب بطولته أيضاً تامر حسني.

وأخيراً أحمد عبد الوهاب هو ممثل ومساعد مخرج و"مستر إكس" هو أول أفلامه كمخرج.

غياب غريب

أين أسماء المخرجين المعروفين من مختلف الأجيال؟ هل هي مجرد مصادفة، أم أن السوق، بالفعل، بدأ يضيق عليهم، وبهم؟!

ملحوظة عامة أخرى هي غياب نجوم الكوميديا الكبار عن الموسم، ممن بدأ السوق يضيق عليهم، وبهم أيضاً، وصعود جيل جديد من الكوميديانات الذين جاءوا إلى السينما عن طريق الدراما التليفزيونية والمسرح.

ولكن بشكل عام أيضاً فهؤلاء يؤدون أدواراً ثانية في أفلام العيد، والأدوار الرئيسية لممثلين دراما وأكشن وعاطفي، ولكن، من ناحية ثانية، فالأفلام الأربعة ذات طابع كوميدي. 

عادة لا تحمل أفلام مواسم الأعياد طموحاً فنياً خاصاً (مع وجود استثناءات بالطبع)، بما أن هدفها الأساسي هو جذب الجمهور الذي يتكون أغلبه من الشباب الصغار وبعض العائلات الباحثين عن "خروجة عيد" لطيفة وخفيفة، والنوعيات المفضلة لموسم العيد غالباً ما تكون الكوميديا، والأكشن، أو الاثنين معاً، كما في الأفلام الأربعة لهذا الموسم.

صراع ممثلين..أم مطربين؟

وبالطبع لا يخلو فيلم من أفلام العيد (عادة، وهناك استثناءات بالتأكيد) من أغنية أو مجموعة أغان، ومن الطريف هذا الموسم أن الأفلام الأربعة تتنافس بأربع أغان خفيفة سريعة تحقق حاليا نسب مشاهدات عالية على "يوتيوب". 

هذه الأغاني هي "لفينا الدنيا" غناء رضا البحراوي ومسلم من فيلم "البعبع"، و "اختياراتي مدمراني" لأحمد سعد من فيلم "مستر إكس"،

و"هرمون السعادة" لتامر حسني من فيلم "تاج"، و"سمع هس" لمحمود العسيلي من فيلم "بيت الروبي" التي يشارك بالغناء فيها كل من كريم عبد العزيز و كريم محمود عبد العزيز. 

خفة دم!

ربما يكون "بيت الروبي" هو أضخم الأفلام الأربعة وأكثرها طموحاً، فعلى الأقل يحاول الفيلم تقديم قضية إجتماعية مهمة هي ما تفعله مواقع السوشيال ميديا بحياتنا المعاصرة، وهي قضية تتناولها السينما والدراما العالمية يومياً، ورغم أهميتها إلا أن الفيلم يعالجها بخفة ونمطية، إذ يكاد جهد صناعه ينحصر في الإضحاك والترفيه، وهم ينجحون في ذلك بالفعل، بفضل خفة دم ممثليه، ولكن على حساب الموضوع وبناء الشخصيات ومنطقية الأحداث.

أول بطل عربي؟!

مع ذلك فحال "بيت الروبي" أفضل كثيراً من حال "تاج" الذي يبيعه تامر حسني باعتباره أول فيلم بطل خارق عربي، وبغض النظر عن عدم صحة ذلك، فعلى الأقل هناك فيلم "سطار" السعودي الذي صدر العام الماضي وحقق أعلى إيرادات في تاريخ المملكة، بجانب أعمال أخرى تليفزيونية مثل "الرجل العناب" و"كابتن ميرو".

يتبع "تاج" بناء أفلام "السوبر هيرو" الأمريكية أخذاً من هنا فكرة، ومن هناك موقف، ورغم أن هذه النوعية يجب أن تتميز بسرعة الإيقاع ومشاهد الحركة والقتال وجودة المؤثرت الخاصة، إلا أن الفيلم يعج بالتكرار والمطّ، وحتى مشاهد القتال هي أضعف ما فيه، رغم أن المؤثرات الخاصة جيدة بشكل عام. 

يعلن صناع فيلم "تاج" في نهايته عن وجود أجزاء تالية، ولو نجح الفيلم وأصبح هناك بالفعل مشاريع لأجزاء تالية أرجو أن يعهد بها لكتاب سيناريو جيدين يحاولون اصلاح عيوب كتابة الجزء الأول.

على خطى أرنولد!

"البعبع"، من ناحية أخرى، كان يمكن أن يكون فيلم أكشن جاد، من هذه النوعية التي تدور في عالم العصابات، مثل معظم أعمال أمير كرارة السابقة، ولكن كرارة يراهن هنا بتقديم أول دور كوميدي له. ومع أن الكوميديا عادة ما لا تلائم أمير كرارة أو ياسمين صبري، لكنها هنا مقبولة، ومضبوطة مقارنة بالأفلام الثلاثة الأخرى، وهي تشبه إلى حد ما الأكشن الممزوج بالكوميديا الذي يقدمه أرنولد شوارزنيجر.

أخر الأفلام الأربعة هو "مستر إكس"، الذي يحتوي على فكرة جديدة وجيدة تدور حول جمعية سرية هدفها تطليق الرجال من زوجاتهم، لكن من الواضح أنها خضعت لتعديلات وإضافات كثيرة نقلت الفيلم إلى مكان آخر، حيث النكتة هي كل شئ! 

لقد خسر أحمد فهمي كثيرا بالانفصال عن رفيقيه هشام ماجد وشيكو، وهو يصر على لعب البطولات السينمائية والتليفزيونية، وعلى أداء الكوميديا، ولكن من الواضح أن الانفراد بالبطولات لا يناسبه وأن خياله الكوميدي يعاني من مشكلة. 

لحسن الحظ يعتمد أحمد فهمي عادة على علاقاته الطيبة بالوسط الفني ويستعين بـ"ضيوف شرف" من النجوم الذين يأتون لمجاملته، وبالفعل يشارك في "مستر إكس" عدد كبير من هؤلاء، ربما أكثر من أي فيلم أو مسلسل آخر، وبعض هؤلاء يمنحون الفيلم لحظات طريفة ومبهجة، وإن كانت تائهة وسط أكوام النكت اللفظية فوق 18 سنة!

*ناقد فني

اقرأ أيضاً:

تصنيفات