تستعد دار الأوبرا المصرية، لإطلاق مشروع "100 سنة غنا" للمطرب علي الحجار، تزامناً مع احتفالات عيد الحب، 14 فبراير الجاري، حيث سيُقدم مؤلفات وتسجيلات نادرة للموسيقار محمد عبد الوهاب، بقيادة المايسترو هشام جبر.
وسيشهد الحفل تقديم عرض فني بمشاركة عدد من ضيوف الشرف، في مقدمتهم المطرب محمد الحلو، والممثل ميدو عادل، وعدد من مطربي دار الأوبرا، والعرض تأليف أيمن الحكيم، وإخراج عصام السيد.
المشروع يضم سلسلة من العروض التي ترصد تطور الموسيقى والغناء خلال القرنين الـ19 والـ 20، ويتناول أعمال أهم الموسيقيين خلال هذه الفترة في شكل يجمع مزيج من الغناء بالدراما والاستعراض بهدف تعريف الأجيال الجديدة بالإرث الغنائي، لتقوية روح الانتماء.
حقوق الاستغلال
وبدوره، تحدث خالد داغر، رئيس دار الأوبرا المصرية، خلال المؤتمر الصحافي للإعلان عن تفاصيل المشروع، الأربعاء، عن مدى قانونية استغلال تراث الموسيقيين، مؤكداً أنه ليست هناك أزمة في حقوق استغلال تلك الأعمال التراثية.
وأضاف داغر، "العالم كله يُقر بأن جمعية المؤلفين والملحنين هي المنوطة بإعطاء التصاريح وسداد الرسوم مقابل استغلال المصنف، وعندما نقدم الأغاني التراثية في الأوبرا، نُسدد أولاً المبالغ المالية، ونحصل على التصاريح اللازمة".
وأوضح أن "مشروع 100 سنة غنا، سيُقدم التاريخ الغنائي بشكلٍ يجذب الجمهور العربي، خاصة أن مصر بلد الريادة الفنية، ونوفر له لإمكانيات كلها التي تضمن النجاح".
سلسلة حفلات
ومن جانبه، قال الفنان علي الحجار، خلال كلمته في المؤتمر، إنّ: "مشروع 100 سنة غنا، يتضمن سلسلة حفلات غنائية، عن أغاني من التراث الموسيقي، لكن ستُقدم بتوزيع جديد ومعاصر، وذلك بهدف إحياءها للأجيال الحالية".
وتابع الحجار، أنه لن يُعيد إحياء العمل التراثية وفقاً للترتيب الزمني، فهو يسعى بشكلٍ عام أن يُعرف الناس تاريخ كل أغنية مصرية، وشكل الدولة وقتها، وستُقدم في شكلٍ أقرب إلى العرض المسرحي أو الأوبريت.
وأكد أن "التعرض للتراث هدفنا، لكن ليست الأغاني كلها تصلح لتقديمها بتوزيع جديد"، لافتاً إلى تقديمه أعمال محمد عبد الوهاب في حفله الأول "ملايين الشباب لا يعرفون عنه أي شيء".
مغامرة
المخرج عصام السيد، رأى العروض الخاصة بمشروع "100 سنة غنا" بمثابة مغامرة كبيرة، مبرراً ذلك بقوله: "نغير شكل الحفلة الغنائية، ونحاول إيصال الظرف الموسيقي الخاص بالأغنية نفسها، وعادة الفن لا بد أن يحتوي على مخاطرة نوعاً ما".
وأشار إلى أن العرض الأول، سيتضمن معلومات وتفاصيل جديدة عن محمد عبد الوهاب، متابعاً "سنُقدم حالة غنائية مختلفة، وشكل متطور للحفلات الغنائية".
أما المؤلف أيمن الحكيم، كشف كواليس تحضيره لهذا المشروع، قائلاً: "استعنت بـ17 كتاب، بخلاف تسجيلات لمحمد عبد الوهاب، فهو يُعتبر من أوائل المطورين لشكل الموسيقى، ومطربين كثيرين غنّوا من ألحانه".
حلم مؤجل
الناقد أمجد مصطفى، روى تفاصيل هذا المشروع لـ"الشرق"، مؤكداً أنه حلم مؤجل منذ 25 عاماً، وحاول الفنان علي الحجار كثيراً لتنفيذه، وقدّمه منذ سنوات لوزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، وكان يعرضه من آنٍ لآخر، حتى خرج أخيراً في عهد الوزيرة نيفين الكيلاني.
وتابع "أعتبر هذا المشروع، من أهم المشروعات الغنائية، خاصة لو نُفذ بشكلٍ جيد لتوثيق التراث الموسيقي الغنائي"، لافتاً إلى أن "السنوات الأخيرة شهدت حالة من التشويش على الشباب تحت سن 30 عاماً، وأصبحوا لا يعرفون من هم سيد درويش، أو محمد عبد الوهاب، أو عبده الحامولي وغيرهم".
واستكمل حديثه قائلاً، إنّ: "مشروع علي الحجار الجديد، سيُعرف الشباب جيداً بهذا التراث، من خلال توزيعات جديدة"، كما يرى أن "أحد أهم العوامل التي ستساهم في نجاح هذا المشروع هو الاستمرارية، بمعنى تقديم سلسلة من الحفلات بشكل متتابع دون توقف، بجانب عرضه عبر شاشات التلفزيون من وقتٍ لآخر، بهدف وصولها إلى الجمهور".
وأوضح أن "مشاركة مطربين كبار كضيوف شرف في كل حفلة، إلى جانب علي الحجار، سيمنح المشروع قوة كبيرة"، لافتاً إلى أن المطرب محمد ثروت كان سيشارك في الحفل المرتقب، لكن ظروف سفره بالخارج حالت دون ذلك.