القصر الكبير يفتح أبوابه أمام بومبيدو الفرنسي

القصر الكبير في باريس حيث انتقل مركز بومبيدو الثقافي. (2025) - dezeen.com
القصر الكبير في باريس حيث انتقل مركز بومبيدو الثقافي. (2025) - dezeen.com
دبي-الشرق

اكتملت المرحلة الأخيرة من أعمال ترميم القصر الكبير في شانزليزيه باريس، ومن المقرر أن يفتح أبوابه هذا الأسبوع، ويصبح المقرّ المؤقت لمركز "بومبيدو" الثقافي، الذي أغلق أبوابه ويخضع لعملية تجديد شاملة تستمر حتى عام 2030.

استغرق مشروع الترميم 4 سنوات، بتكلفة بلغت 466 مليون يورو (395 مليون جنيه إسترليني)، وذلك بإشراف استديو "شاتيلون" للهندسة المعمارية، في أهم تحوّل يشهده المبنى منذ افتتاحه عام 1900. 

وقال فرانسوا شاتيلون، المهندس المعماري الرئيسي للمشروع لصحيفة "لوفيغارو": "كانت المرونة محوراً أساسياً في خططنا الأولية. كان الهدف إنشاء مساحات عرض معيارية وقابلة للتكيّف، من دون المساس بالطابع المعماري للمبنى".

تمّت إعادة تصميم صحن القصر الكبير والمعارض المحيطة به بالكامل لاستيعاب معارض "بومبيدو" الواسعة، كما تمّت إضافة أكثر من 40 مصعداً و30 درجاً  لتحسين تدفّق الزوّار وضمان سهولة الوصول.  

صُمّم القصر في الأصل للمعرض العالمي عام 1900، استناداً إلى تصاميم المهندسين المعماريين الفرنسيين، هنري ديغلان وألبرت لوفيت وألبرت توماس، الذين تدرّبوا جميعهم في مدرسة الفنون الجميلة، واختيروا من خلال مسابقة وطنية، إذ تميّز هذا النصب التذكاري بمزجه بين أسلوب الفنون الجميلة والمواد الحديثة كالزجاج والفولاذ.

في ستينيات القرن الماضي، قاد بيير فيفيان، المهندس المعماري الفرنسي المعروف بأعماله في مجال الآثار المدنية، عملية تحديث الجناح الشمالي للقصر الكبير، الذي تعرّض لأضرار هيكلية جسيمة خلال الحرب العالمية الثانية. 

وأعطى المهندس الأولوية للوظائف والسلامة، انسجاماً  مع الحساسيات المعمارية لحقبة ما بعد الحرب، مهّدت الطريق أمام الجمهور للاستمرار في استخدامه، إذ مرّ القصر الكبير على مرّ العقود من مشكلات تتعلق بالسلامة، ما حدّ من الوصول إليه وأعاق حركة المرور. 

يقول شاتيلون للمهندسين المعماريين: "إن المشروع لم يكن إعادة ابتكار، بل عملية "كشف" معماري، حيث استعاد خطوط الرؤية الأصلية، والتماسك المكاني، وفتح مسارات جديدة أمام الجمهور".

أُعيد بناء المحور المركزي من ساحة "جان بيران" إلى نهر السين، ليشكّل ما يسميه شاتيلون "مكاناً مركزياً" جديداً ومساحة تجمّع عامّة. كما تمّ تجريد الجدران الداخلية، لإبراز الأبعاد التاريخية والتفاصيل الأصلية، بينما تمّ دمج أنظمة حديثة لتلبية المتطلبات البيئية والتنظيمية.

صُممت المعارض المُعدّلة حديثاً لتلبية المتطلبات التقنية لمعارض الفن المعاصر، بما في ذلك أنظمة إضاءة متطوّرة، وأرضيات مدعّمة للمنشآت الثقيلة. يقول شاتيلون: "أصبح بإمكان مركز بومبيدو الآن دمج هويته ورؤيته بسلاسة مع القصر الكبير".

تصنيفات

قصص قد تهمك