"ليالي العصفورية".. سيرة الأديبة مي زيادة في مسلسل

الأديبة اللبنانية الفلسطينية الراحلة مي زيادة -  Twitter@mayziadh
الأديبة اللبنانية الفلسطينية الراحلة مي زيادة - Twitter@mayziadh
دبي-الشرق

"أتمنى أن يأتي من ينصفني يوماً ما بعد موتي".. عبارة ردّدتها الأديبة اللبنانية الفلسطينية مي زيادة (1886-1941)، التي عاشت سيرة إنسانية مؤلمة، جرّاء تجارب الفقدان المتلاحقة، بدءاً من رحيل والدها، ثم رحيل "حبيبها" الشاعر جبران خليل جبران، وبعده والدتها خلال فترة وجيزة.

شخّصت حالة مي زيادة يومها بالاكتئاب ثم الجنون، إذ وُضعت قسراً في العصفورية ومراكز علاج الأمراض النفسية والعقلية لنحو سنتين، ودفعت ثمن حزنها حريتها، لأسباب متداخلة عائلية واجتماعية.

بعد ذلك الزمن كله، يبدو أنه جاء من سينصف مي زيادة ويعيد سيرتها إلى الضوء، وذلك من خلال رواية الأديب الجزائري واسيني الأعرج، "ليالي العصفورية"، الصادرة عام 2017 عن "دار الآداب"، التي ستتحوّل إلى مسلسل تلفزيوني يعرض عام 2025. 

"صبّاح إخوان"

الجديد في الموضوع أن شركة "صبّاح" (سيدرز آرت برودكشن)، التي يديرها صادق الصبّاح، اشترت حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالراوية، بحسب ما أعلن الروائي الجزائري في تعليق نشره عبر صفحته على فيسبوك، كما أعلن عن بيع روايته "مي، ليالي إيزيس كوبيا"، التي يقتبس المسلسل قصّتها.

وأعلن الأعرج أن تصوير المسلسل سينطلق خلال الفترة المقبلة، وستتولى إخراجه المصرية مريم الأحمدي، ويكتبه السيناريست المصري محمد هشام عبية، وتحتل بطولته منة شلبي.

وأشارت معلومات إلى أنّ شركة "صبّاح إخوان"بدأت "الاستعدادات للعمل وانطلقت ورشة تحويل الراوية إلى مسلسل من حلقات قصيرة"، ولفتت إلى أن هذا المشروع الدرامي "يحتاج إلى تحضيرات دقيقة لتقديم مشروع يتناسب مع سيرة مي زيادة".

 المسلسل لن يبصر النور قبل العام 2025، بحكم تعاقدات ترتبط بها شركة "صباح إخوان" مع عدد من المشاريع الدرامية العربية والمشتركة، التي ستُطرح في العامين المقبلين.

وكان الأعرج قد قال، في مقابلة مع إحدى القنوات الفضائية، "إن حكاية مي ليست فقط قصّتها مع الشاعر الكبير جبران خليل جبران، بل هناك الكثير من الأمور التي بقيت مجهولة عن حياتها، وحاولت اكتشافها من خلال رحلة بحث طويلة بين مصر ولبنان وفلسطين".

ولفت الأعرج إلى أن "مي لم تكن مجرد أديبة، بل قصّة إنسانية لسيدة تميّزت بالتسامح مع الأديان والروح الأدبية، ونشأت في بيئة متسامحة، كانت شرفة بيتها تطل على الجامع الأبيض الشهير، وخلفه كنيسة البشارة، وهو ما أكسب أدبها نوعاً من القدسية".

الناصرة

ولدت مي في الناصرة عام 1886، واسمها الأصلي ماري إلياس زيادة، من أم سورية فلسطينية وأب لبناني، وقد تميّزت في كتابة المقالات الأدبية والنقدية والاجتماعية.

تجدر الإشارة إلى أن الكاتبة الراحلة واجهت حصارها بمعارك قانونية، ودعاها محاموها لإقامة محاضرة تثبت صحتها العقلية فكتبت "رسالة الأديب إلى أهله"، وأثبتت أنها ما زالت تلك المثقفة اللامعة، وبفضل ذلك ألغي عنها الحجر والوصاية القانونية عام 1938.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات