لطالما كانت الأعمال الفنية الضخمة محطّ أنظار لصوص الفن، وخصوصاً المحترفين منهم، وحدثت خلال التاريخ عمليات سرقة فنية كبيرة، من داخل المعارض والمتاحف، استولى خلالها اللصوص على أعمال تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات، وكان لكل عمل منها قصّته.
هذه قائمة بلوحات فنية مسروقة، عرفها العالم من قصصها المشهورة عالمياً.
سرقة الموناليزا
لم تكن لوحة الموناليزا ذات شهرة واسعة عندما تمّت سرقتها عام 1911 من متحف اللوفر، إلى درجة أن أحداً لم يلحظ اختفاء اللوحة إلا بعد 48 ساعة. بعدها تمّ اكتشاف السارق الإيطالي المدعو فينتشنزو بيروجيا، أثناء محاولته بيع اللوحة في فلورنسا بعد عامين من البحث المكثّف عنها من قِبل الشرطة الفرنسية. واعتبرت تلك العملية، أخطر سرقة فنية في العالم.
لوحة "الصرخة"
تعرّضت لوحة "الصرخة" لإدفارد مونك للسرقة عام 1994، وهي ثاني أشهر سرقة فنية بعد "الموناليزا"، إذ اقتحم اللصّان نافذة المعرض الوطني في النرويج، وقطعا السلك الذي يثبّت اللوحة على الجدار، وتركا ملاحظة كُتب عليها: "شكراً على الأمن السيء!".
وأرسل اللصّان إلى الحكومة النرويجية طلب فدية بقيمة مليون دولار، لكن الحكومة رفضت دفعها من دون دليل على أصالة اللوحة الموجودة في حوزتهم. ولاحقاً تمّت استعادة اللوحة، بعد ثلاثة أشهر عقب القبض على اللصوص، ومن دون دفع الفدية.
3 لوحات من "ويتورث"
تعرّضت ثلاث لوحات مرسومة بالألوان المائية للسرقة تعود إلى ثلاثة فنانين هم: فان جوخ وبيكاسو وغوغان، من معرض "ويتورث" للفنون في مانشستر عام 2003. أخذ السارق اللوحات إلى حديقة عامة، وتركها في المرحاض، مع ملاحظة مكتوبة بخط اليد يذكر فيها سبب السرقة.
كتب السارق ما يلي: هدفي من السرقة هو لفت انتباه أمن المتحف، إلى أنه لا يقوم بواجبه بما يكفي لحماية المحتويات والأعمال الفنية الضخمة الموجودة في المتحف". وأردف قائلاً: "لم تكن في نيتي سرقتها بسبب قيمتها الفنية والمادية على الإطلاق".
متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر
تمّت سرقة 13 عملاً فنياً من مجموعة متحف "إيزابيلا ستيوارت غاردنر" عام 1990، ولا تزال القضية مفتوحة حتى الآن، على الرغم من الجهود الكبيرة التي قام بها المتحف جنباً إلى جنب مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، ومكتب المدّعي العام الأميركي على مدى 31 عاماً، لاستعادة الكنوز المسروقة.
وعرض المتحف جائزة قدرها 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات تساعد على إيجاد اللوحات وإعادتها إلى المتحف؛ إذ يوزّع المبلغ على المشاركين بالمعلومات بحسب عدد اللوحات التي يتم إيجادها. إلا أن المتحف خصّص 100 ألف دولار كجائزة منفصلة، مقابل إعادة تحفة "زخرفة النسر النابليوني".
متحف فان جوخ
عام 2002 سُرِقت لوحتان مشهورتان من مجموعة متحف فان جوخ للفنون، من قِبل شخصين هما: أوكتاف دورهام، الملقّب بـ"القرد"، وشريكه هينك بيسلين. استخدم السارقان سلّماً لتسلّق المتحف، وكسر أحد نوافذه بمطرقة، ثم التسلل إلى المبنى وسرقة اللوحتين.
تمّ القبض على اللصّين عام 2003، إلا أنهما لم يعترفا بمكان وجود اللوحتين، إذ بقيتا مفقودتين حتى عام 2016، بعد أن وجدتهما الشرطة الإيطالية الخاصة (الحرس المالي الإيطالي) في نابولي.
لوحة "زهور الخشخاش"
تعرّضت لوحة "زهور الخشخاش" للسرقة مرّتين: الأولى عام 1977، وتمّت استعادتها عام 1987؛ أي بعد عشرة أعوام من حادثة السرقة. والثانية عام 2010، عندما كانت اللوحة معروضة في متحف محمد محمود خليل. ولا تزال مفقودة حتى اليوم. وكان الملياردير المصري نجيب ساويرس، عرض مكافأة بقيمة 175 ألف دولار، لأي شخص يقدّم معلومات تفيد في استعادة اللوحة.
متحف أشموليان
تمّت سرقة متحف "أشموليان" في أوكسفورد أواخر عام 1999، أثناء احتفال المدينة بالعام الجديد وبداية ألفية جديدة. استغلّ اللص حينها، انشغال الناس بالألعاب النارية، ودخل إلى المتحف عبر السقف الزجاجي بواسطة حبل، ثم ألقى قنبلة دخانية على الأرض، كي يمنع الأمن من رؤية ما يجري داخل قاعة المتحف عبر كاميرات المراقبة.
بعدها حمل اللصّ لوحة "Cezanne’s View"أو "منظر سيزان"، البالغة قيمتها 4.8 مليون دولار، وسرقها خلال عشر دقائق.
"رمبرانت المحمول"
منحت موسوعة غينيس للأرقام القياسية، لوحة رامبرانت "بورتريه جاكوب دي جين الثالث"، لقب "اللوحة الأكثر سرقة" عام 2006، بعد أن تعرّضت للسرقة 4 مرات خلال 53 عاماً. كما حصلت اللوحة على لقب "رمبرانت المحمول" للسبب نفسه.
تمت سرقة اللوحة للمرّة الأولى عام 1966، ثم حدثت السرقات الأخرى في الأعوام 1973، 1981، و1983. وتمّ العثور على اللوحة في أماكن غريبة؛ مثل رف للحقائب، فوق دراجة، تحت مقعد في مقبرة. وهي حالياً موجودة في معرض "داليتش" للصور.
تزوير في أكاديمية غوانغتشو
قام أمين مكتبة أكاديمية غوانغتشو للفنون، باستبدال 143 عملاً فنياً أصلياً بقطع صنعها بنفسه، وجنى حوالى 6 ملايين دولار، من بيع 125 من تلك الأعمال في المزادات، عندما تمّ القبض عليه واعترف بالجريمة، قال "إن أعماله المزوّرة، زُورت أيضاً، واستُبدلت بأعمال أخرى أقل جودة".
السارق الفني: سبايدرمان
أطلق الناس على لص اللوحات الفنية توميك لقب "سبايدرمان"، الذي اشتهر بتسلق الشقق والمتاحف الباريسية، بهدف سرقة المجوهرات والأعمال الفنية الثمينة، وتمّ القبض على توميك واثنين من شركائه عند سرقتهم كل من: ماتيس، بيكاسو، براك، ليجيه، و موديلياني من متحف "موزيه دارت" عام 2010.
نظّم عملية السطو تاجر القطع الأثرية جان ميشيل كورفيز، الذي طلب من توميك وشريكه سرقة ليجيه فقط، إلا أن توميك قرّر خلال السطو سرقة الأعمال الأربعة الأخرى لأنها أعجبته، ولا تزال اللوحات الفنية المسروقة مفقودة حتى يومنا هذا.