لماذا انخفضت أعداد الطائرات المأهولة في الجيش الأميركي؟

مروحية أباتشي أميركية من طراز AH-64 خلال تدريب للجيش الأميركية بالذخيرة الحية في كوريا الجنوبية. 14 أغسطس 2024 - Reuters
مروحية أباتشي أميركية من طراز AH-64 خلال تدريب للجيش الأميركية بالذخيرة الحية في كوريا الجنوبية. 14 أغسطس 2024 - Reuters
دبي-الشرق

أفاد تقرير حكومي أميركي، أن أطقم الطائرات المروحية التابعة للجيش تُحلق ثلث عدد الساعات التي اعتادت عليها في أوقات الذروة خلال العقدين الماضيين، وذلك في ظل انخفاض عدد المروحيات المأهولة بنسبة 20%.

وأشار تقرير لموقع Defense News، يستند إلى نتائج مكتب الميزانية بالكونجرس، التي تهدف إلى توثيق كيفية استخدام الجيش الأميركي لطائراته، لبيانات الطيران الخدمي من عام 2000 إلى 2023، إلى أن الجيش شهد زيادة في توفر الطائرات مع حداثة أسطوله الجوي.

وذكر التقرير أن في العام 2011، شهد الجيش الأميركي ذروة متوسط ​​ساعات التحليق في الطائرات المأهولة، والتي كانت غالبيتها مروحيات، بما يعادل 302 ساعة سنوياً.

وبحلول عام 2023، انخفض متوسط ​​ساعات الطيران بأكثر من الثلث إلى 198 ساعة، وفقاً للتقرير الحكومي، فيما ارتفعت نسبة توفر الطائرات للتدريب والعمليات خلال الفترة التي يغطيها التقرير.

وفي عام 2000، كانت نسبة الطائرات المأهولة القادرة على أداء المهام أكثر بقليل من 50%. وظلت النسبة أعلى من 60% منذ عام 2007، وبلغت 68% اعتباراً من العام الماضي.

وأرجع التقرير جزءاً كبيراً من وقت الطيران الإضافي في الماضي إلى العمليات الخارجية في العراق وأفغانستان.

بدورها، ذكرت صحيفة Army Times، أن الجيش الأميركي يقوم بإصلاح شامل لتدريب طاقمه الجوي، في وقت تواجه القوة تهديدات جديدة، وقدرات إضافية لطائراتها ومعدل حوادث مرتفع.

ومنذ أكتوبر الماضي، لقي 10 جنود حتفهم في 14 حادثاً من الدرجة الأولى، ما يعني أن معدل الحوادث في الخدمة بلغ 3.22 حادثاً لكل 100 ألف ساعة طيران، وهو رقم يزيد بمقدار الضعف عن المتوسط ​​السنوي منذ عام 2011.

وعلى مدى الفترة نفسها، انخفض عدد الطائرات المأهولة مقابل زيادة عدد الطائرات من دون طيار.

وامتلك الجيش الأميركي عام 2000 ما يقارب 5 آلاف طائرة مأهولة. وبحلول العام الماضي، بلغ هذا العدد حوالي 3 آلاف و900 طائرة.

وظل عدد المروحيات من طرازات AH-64 Apache وH-47 Chinook ثابتاً طوال هذه الفترة عند حوالي 600 و500 على التوالي، فيما ارتفع عدد الطائرات المروحية من طراز H-60 Black Hawk. واحتفظ الجيش الأميركي بأقل من 1500 طائرة Black Hawk عام 2000، لكن الرقم ارتفع إلى من 2000 حالياً.

وترجع أسباب انخفاض المخزونات الأخرى إلى تقاعد طائرات H-1 Iroquois، وH-58 Kiowa، من بين منصات أخرى.

وكان لدى الجيش ما يقارب 2000 طائرة Iroquois، ونحو 700 طائرة Kiowa قبل عقدين، لكن تم إحالة تلك البرامج إلى التقاعد عامي 2016 و2020 على التوالي.

انخفاض متوسط ​​عمر الطائرات المأهولة

وفي الوقت الحالي، يشمل أسطول الطائرات المأهولة التابع للجيش الأميركي Black Hawk وChinook وApache، وUH-72 Lakota، وC-12 Huron ذات الأجنحة الثابتة، وهي طائرة ركاب تستخدم لنقل الأفراد وجمع المعلومات الاستخباراتية، فيما انخفض متوسط ​​عمر أسطول الطائرات المأهولة إلى حد ما، حيث بلغ ذروته عام 2008 ليصل إلى 17.8 عاماً، ثم بحلول 2019، انخفض هذا الرقم إلى حوالي 14 عاماً.

ويرجع جزء من هذا الانخفاض إلى خروج الطائرات القديمة من الخدمة والبرامج الرامية إلى تمديد خدمة طائرة Chinook.

وبين عامي 2000 و2023، شهد أسطول Black Hawk، وهو الأكبر لدى الجيش، ارتفاع متوسط ​​عمر الطائرات من 12 عاماً 18 عاماً.

وخلال فبراير الماضي، أعلن الجيش الأميركي، أنه سيوقف إنتاج طائرات الاستطلاع الهجومية المستقبلية، والتي كانت تسعى إلى استبدال طائرة Kiowa.

وفي الوقت نفسه، أعلن الجيش الأميركي إعادة التوازن للاستثمار في مجال الطيران، وهو برنامج يهدف إلى زيادة عمر الخدمة لطائرات Chiook، وApache، وBlack Hawk من خلال ترقيات هيكل الطائرة والمحرك.

وعلى صعيد الطائرات من دون طيار، التي تستمر في النمو، يمتلك الجيش الأميركي 700 مسيّرة، بما في ذلك 500 من طراز RQ-7B Shadows، و200 طائرة من طراز MQ-1C Gray Eagles.

وأعلن الجيش الأميركي، في أبريل الماضي، أنه سيقوم بإخراج المسيّرة "Shadow من الخدمة، وذلك في إطار بحثه عن خيار جديد لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المعتمدة على الطائرات بدون طيار.

وقال رئيس أركان الجيش الأميركي، راندي جورج لصحيفة Army Times إنه أعطى الأولوية لعمليات شراء الطائرات التجارية بدون طيار، مع خيارات لشراء طائرات أثناء تطويرها بدلاً من الالتزام ببرنامج يستمر لعقود من الزمن لنوع واحد.

وشهد برنامج الاستبدال، المسمى Future Tactical UAS، منح عقد بقيمة 8 ملايين دولار لشركة الدفاع AeroVironment لتسليم نظام الطائرات من دون طيار Jump 20 الخاص بها كقدرة مسيّرات مؤقتة للواء واحد. 

ويُخطط الجيش الأميركي لتجهيز الوحدة الأولى بطائرة من دون طيار جديدة بحلول 2026.

تصنيفات

قصص قد تهمك