هدد نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديميتري ميدفيديف، قبل أيام، بتحويل العاصمة الأوكرانية كييف إلى "كتلة منصهرة"، حال واصلت الدول الغربية استفزازها بالسماح لأوكرانيا بضرب عمق أراضيها.
وقال ميدفيديف، في منشور له على تطبيق "تليجرام"، إنه سيتضح في النهاية أن بعض المحللين الغربيين المعتدلين كانوا على حق، عندما حذروا من أن من المستبعد حقاً أن يستخدم الروس السلاح النووي، لكن رغم أنه لا يزال احتمالاً، فقد يستخدمون وسائل جديدة محملة بذخائر تقليدية، فما الذي هدد به ميدفيديف بالضبط؟
قال محللون، لموقع EurAsian Times، إنه إذا كان ميدفيديف يلمح إلى الاستخدام المحتمل لرأس حربي تقليدي ضخم، فمن غير المحتمل أن يكون العالم على شفا حرب نووية، فالرد الروسي التقليدي على التصعيد الأوكراني، مهما كان شديداً، لا يُقارن بأي حال من الأحوال باستخدام سلاح نووي صغير، حتى لو كان قذيفة مدفعية نووية.
وتعتبر جميع القاذفات الاستراتيجية الروسية مجهزة لحمل القنبلة العملاقة، لكن إشارة ميدفيديف إلى "وسائل توصيل جديدة"، تشير إلى أن من الممكن التفكير في استخدام وسيلة أخرى أفضل من القاذفات الاستراتيجية بسبب أنظمة "باتريوت" الصاروخية الأميركية المنتشرة حول العاصمة كييف.
FOAB.. "أبو القنابل"
ورجح المحللون أن يكون تهديد ميدفيديف ينطوي على استخدام القنبلة الروسية الشهيرة FOAB المعروفة باسم "أبو القنابل"، والتي تعتبر أكبر قنبلة تقليدية تمتلكها روسيا.
وتزن هذه القنبلة حوالي 7100 كيلوجرام، ويُعتقد أن قوتها التفجيرية تعادل 44 طناً من مادة TNT شديدة الانفجار، إذ تم الإعلان عن هذه القنبلة لأول مرة في عام 2007، ومنحت هذه القنبلة الفرصة لروسيا لاستعراض التقدم الذي أحرزته في مجال الأسلحة التقليدية.
وتستخدم هذه القنبلة خاصية الانفجار الفراغي، ما يعزز من قدرتها التدميرية بشكل خاص، بسبب قدرتها على الانفجار في الهواء، وخلق موجة انفجار عالية الضغط إلى جانب مدة احتراق مطولة، الأمر الذي يجعلها فعالة ضد الأهداف المحصنة والعادية على حد سواء، بما في ذلك المباني والتحصينات والأفراد.
وطورت روسيا هذه القنبلة في البداية رداً على القنبلة العملاقة التي طورتها الولايات المتحدة، والتي أُطلق عليها اسم MOAB أو "أم القنابل".
"صاروخ يوم القيامة"
كما رجح الموقع أن يكون ميدفيديف قد أشار إلى إمكانية استخدام صاروخ RS-28 Sarmat، والمعروف إعلامياً باسم "صاروخ يوم القيامة" أو "الشيطان 2"، إذ يمكنه حمل ذخائر تزن 10 أطنان إلى مدى عابر للقارات.
وتم تصميم صاروخ Sarmat ليحل محل صواريخ SS-18 Satan الباليستية العابرة للقارات التي تعود للحقبة السوفيتية، إذ يعتبر أحد أقوى الصواريخ البالستية العابرة للقارات من حيث سعة الحمولة، علاوة على قدرته على حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية.
وتقنياً، يمكن لصاروخ Sarmat حمل القنبلة الروسية التي يبلغ وزنها 7 أطنان بسهولة، لكن بما أن الصاروخ مصمم لحمل رؤوس حربية متعددة، فقد يحمل أكثر من قنبلة واحدة موجهة بشكل مستقل، ويعد الصاروخ باليستياً عابراً للقارات يعمل بالوقود الصلب، ويبلغ وزنه عند الإطلاق 208.1 طن لتري.
وفي حين أن الوقود يمثل معظم الوزن المذكور، يمكن للصاروخ نظرياً، حمل ذخائر أكبر، إذا تم تقليل كمية الوقود، ومع ذلك، فإن العملية ليست بهذه البساطة كما قد تبدو.
وبدأت روسيا تتنبّه إلى التوسع المستمر لحلف شمال الأطلسي (الناتو) شرقاً نحو حدودها باعتباره "تهديداً وجودياً" منذ أوائل القرن الحالي، ولهذا عمدت إلى تطوير خيارات وقدرات مختلفة للردع.
وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في العام 2018، عن العديد من أنظمة الأسلحة الجديدة التي طورتها روسيا، رداً على توسع الحلف.
وكان من بين هذه الأسلحة صواريخ Sarmat، ومركبة Avangard الانزلاقية الفرط صوتية، وصاروخ Kinzhal الفرط صوتي، وصاروخ Burevestnik المجنح الذي يعمل بالطاقة النووية، وطوربيد Poseidon الذي يعمل بالطاقة النووية، وسلاح الفضاء Persvet الذي يعمل بالليزر.
ويرجح أن صاروخ Sarmat تم تصميمه ليكون قادراً على حمل رؤوس حربية كبيرة لضرب أهداف على مسافات قصيرة. ومع ذلك، قد يسرع استخدام روسيا لصاروخ Sarmat محملاً برأس حربي يبلغ وزنه 7 أطنان من خضوع أوكرانيا، كما أن تعرض أوكرانيا لضربة بمثل هذا السلاح سينتج عنه أضرار جسيمة.