أزمة الميزانية.. ماذا حدث لخطط أميركا لتطوير طائرات تزود بالوقود خفية؟

طائرة أميركية من طراز 'F-15E Strike Eagle' تتزود بالوقود خلال تنفذ مهمة دورية قتالية فوق موقع غير معلن عنه جنوب غرب آسيا- 17 سبتمبر 2019 - Reuters
طائرة أميركية من طراز 'F-15E Strike Eagle' تتزود بالوقود خلال تنفذ مهمة دورية قتالية فوق موقع غير معلن عنه جنوب غرب آسيا- 17 سبتمبر 2019 - Reuters
دبي-الشرق

وضعت الولايات المتحدة خططاً في السابق لتطوير طائرات التزود بالوقود من الجيل التالي لجعلها خفية عن أنظمة الرادار وقادرة على الاختراق، لكن الخبراء وقادة الصناعات الدفاعية، يرون أن هذه الخطط تتغير وسط أولويات الميزانية المتنافسة والمفاهيم المتطورة بشأن كيفية تحقيق الهيمنة الجوية في المستقبل.

ولا تزال الخطط الخاصة بنظام التزود بالوقود الجوي من الجيل التالي تتطلب تصميماً جديداً، أكثر قدرة على البقاء من طائرات "KC-46" و"KC-135" الحالية التابعة للقوات الجوية الأميركية بحسب موقع Defense one

وفي حين يصر مسؤولو القوات الجوية الأميركية على ضرورة تطوير طائرة تزود بالوقود أخرى، فإن كيفية دفع الخدمة لتكاليفها لا تزال غير معروفة.

وقال أحد المسؤولين التنفيذيين في الصناعات الدفاعية، فيما يتعلق بنظام الجيل التالي من طائرات التزود بالوقود، إنه لا حديث حالياً عن إمكانية إنجاز الخطط الموضوعة ضمن الإطار الزمني والميزانية.

كما يتوقف حجم ودور طائرات التزود بالوقود من الجيل التالي على برنامج الجيل السادس من الطائرات المقاتلة التابع للقوات الجوية الأميركية، والذي يسمى "الهيمنة الجوية للجيل القادم"، والذي تم تعليقه حتى تكتشف القوات الجوية الأميركية ما إذا كان لديه التصميم الصحيح.

وأوضح برايان كلارك، وهو زميل بارز في معهد هدسون، أن برنامج الهيمنة الجوية من الجيل التالي NGAD، أصبح ضمن عائلة من الأنظمة حيث تقوم الطائرات بدون طيار بإجراء معظم العمل عن قرب، ما يعني أن الحاجة إلى طائرة ناقلة خفية للتزود بالوقود بالقرب من القتال ليست ضرورية بشكل كبير.

وأكد أن فكرة العمل بالقرب من أراضي العدو باستخدام المقاتلات والطائرات الناقلة لم تعد عملية أو ممكنة، ولهذا السبب، فإن البرنامج يتطور، وسيتطور أيضاً لإلغاء أولوية التخفي وانخفاض القدرة على المراقبة.

وتهدف القوات الجوية الأميركية إلى الإجابة على بعض الأسئلة الأساسية عن طائرة التزود بالوقود المستقبلية من خلال تحليل البدائل، والذي سينتهي بحلول نهاية العام الجاري، وفقاً لمتحدث باسم القوات الجوية.

ويدرس التحليل مجموعة من الخيارات لطائرات التزود بالوقود من الجيل التالي NGAS، وستكون نتائجها جاهزة لإبلاغ طلب ميزانية الخدمة المالية لعام 2026.

وقال جيه جيه جيرتلر، المحلل العسكري في مجموعة "تيل"، إنه "بالنسبة لكل من NGAD وNGAS، فإن القوات الجوية الأميركية تحاول دراسة العوامل المؤثرة على قرارات التطوير، إذ تغيرت التهديدات والافتراضات السابقة حول التفوق الجوي"، مؤكداً أن الشكل الكامل لطائرة التزود بالوقود من الجيل التالي سيعتمد على شكل NGAD.

وبينما تدرس القوات الجوية الأميركية الشكل الذي ينبغي أن تبدو عليه طائرات الجيل التالي من NGAS، بدأت الصناعة بالفعل في وضع خطط لمنافسة طائرات التزود بالوقود من الجيل التالي.

وتعمل شركة JetZero الناشئة مع شركة Northrop Grumman، لتطوير نموذج أولي لطائرة تزود بالوقود بجناحين مختلطين، وحصلت على أموال من القوات الجوية الأميركية لبناء واختبار نموذج تجريبي، مع خطط لأول رحلة في عام 2027.

ويمكن للطائرة ذات الأجنحة المختلطة أن تعمل لمسافات أطول وتكون أكثر كفاءة في استهلاك الوقود من هياكل الطائرات التقليدية.

وأصدرت شركة Lockheed أيضاً تصميماً جديداً لـNGAS في وقت سابق من العام الجاري، يتميز بأجنحة على طراز Lambda، وكانت تنفق أموالها الخاصة لتطويره. 

ولا يزال من غير الواضح ما هي الخطط التي وضعتها شركة "Boeing" لـNGAS، كونها مستمرة في الترويج لطائرات التزود بالوقود KC-46.

وتحتاج القوات الجوية الأميركية إلى نحو 75 طائرة أخرى من طائرات التزود بالوقود، حتى يتم تشغيل نظام NGAS، ولكنها لم تحدد بشكل قاطع ما الذي ستفعله لشراء هذه الطائرات.

استراتيجيات متشابكة

قال كيفن ستامي المسؤول التنفيذي لبرنامج القوات الجوية الأميركية للطائرات المتنقلة والتدريبية، في يوليو الماضي، إنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بشأن شراء طائرات التزود بالوقود.

وأضاف أنه لا تزال هناك "قرارات مؤسسية" يجب اتخاذها حتى تتمكن القوات الجوية من الانتهاء من "الاستراتيجيات المتشابكة" الخاصة بنظام NGAS وشراء ناقلات الوقود الجوية.

وأوضح جيه في فينابل، وهو زميل أول لدراسات القوة الجوية في معهد ميتشل، أن غياب المنافسة على طائرات التزود بالوقود يشير إلى أن القوات الجوية الأميركية لن تتمكن أبداً من إطلاق نظام NGAS.

ويرى فينابل أن "استراتيجية NGAS خدعة"، في ظل سجل القوات الجوية الأميركية غير الدقيق في كل برامجها الأخرى، بما في ذلك NGAD، لافتاً إلى أنه عندما تأتي نهاية الوقت الذي من المفترض أن يتوقف فيه إنتاج KC-46، فإن واشنطن ستمدد للبرنامج فقط.

وقال مسؤولون في القوات الجوية الأميركية، إن عدم اليقين المحيط ببرامج الطائرات من الجيل التالي يرجع جزئياً إلى الميزانيات الضيقة والأولويات المتنافسة.

وتضع القوات الجوية الأميركية حالياً اللمسات الأخيرة على ميزانيتها لعام 2026، والتي قال المسؤولون إنها ستكون أكثر صرامة من عام 2025، نظراً لأن البرامج غير المتعلقة بالطائرات، مثل استبدال صاروخ Sentinel ICBM، تكلف أكثر بكثير مما كان متوقعاً في البداية.

وطلبت القوات الجوية 8 ملايين دولار لأنشطة NGAS في ميزانيتها المالية لعام 2024، مع عدم وجود أموال إضافية في طلبها المالي لعام 2025.

وقال كلارك إنه ببساطة لا يوجد مجال في الميزانية لبرنامج جديد مكلف وقليل الملاحظة.

وأضاف أن القوات الجوية الأميركية قد تكون قادرة على البدء في شراء NGAS نهاية المطاف، إذا لم تكن تكلفتها أعلى بكثير من KC-46 التابعة لـBoeing، لكن هذا سيتطلب من القوات الجوية تخصيص بعض الأموال في الأمد القريب لتمويل تطوير NGAS.

وأكد تيم والتون، وهو زميل بارز في هدسون، أنه في العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة، ينبغي للقوات الجوية الأميركية أن تواصل دراسة الخيارات المتعلقة بنظام التزود بالوقود جواً، وتعزيز أعمال التصميم من جانب الشركات الواعدة، وإنفاق الأموال لتطوير أنظمة مهام التزود بالوقود جواً في المستقبل.

وأضاف أنه بغض النظر عن التصميم الذي قد يعتمده سلاح الجو في برنامج NGAS، أو حتى إذا لم يقم بذلك، فإن القوات الجوية الأميركية بحاجة إلى إنفاق الكثير من المال على أدوات الاتصالات والقيادة والتحكم ودعم القرار والدفاع الذاتي النشط للناقلات الحالية، مشدداً على ضرورة أن تستثمر الخدمة في أنظمة نقل الوقود الجديدة التي يمكن وضعها على الطائرات التجارية، وجعل هذه الطائرات بمثابة احتياطي حرب كامن.

وخصصت القوات الجوية الأميركية بعض الأموال لتطوير طائرات التزود بالوقود التي يمكن أن تحول الطائرات الأخرى، مثل الطائرات النفاثة أو الطائرات بدون طيار، إلى ناقلات صغيرة لمنح الخدمة المزيد من القدرة على التزود بالوقود.

كما تعمل البحرية الأميركية على تطوير ناقلة جوية بدون طيار خاصة بها، وهي MQ-25 Stingray، والتي تم تصميمها لتوفير الوقود من خلال طريقة التزود بالوقود بالمسبار والقطران.

ومع التكنولوجيا الجديدة الناشئة، يرجح أن تجرب القوات الجوية الأميركية المزيد من عمليات التزود بالوقود بشكل مستقل لتكملة قدراتها الحالية في التزود بالوقود وإبلاغ القرارات المستقبلية.

تصنيفات

قصص قد تهمك