أوكرانيا تخطط لردع مسيرات روسيا.. هل الحل في المدفع الأسترالي Slinger؟

أفراد من وحدة إزالة الألغام الأوكرانية يزيلون رأساً حربياً من مسيرة روسية في مكان غير معروف بأوكرانيا، منشورة في 26 يناير 2024 - reuters
أفراد من وحدة إزالة الألغام الأوكرانية يزيلون رأساً حربياً من مسيرة روسية في مكان غير معروف بأوكرانيا، منشورة في 26 يناير 2024 - reuters
دبي -الشرق

لعبت الطائرات المسيّرة طوال الحرب الجارية في أوكرانيا، دوراً محورياً في أغراض الاستطلاع والهجوم، ما دفع شركات الأسلحة حول العالم إلى التنافس على تطوير تقنيات مختلفة لمكافحة المُسيّرات، نظراً لدورها الحاسم في الحروب الحديثة.

وقال موقع Army Technology، إن انتشار المسيرات في ساحة المعركة، يجبر القادة العسكريين على التفكير في كيفية التعامل مع هذه التهديدات بطريقة أكثر فعالية وبتكلفة معقولة.

ومع قدرة الطائرات المسيّرة رخيصة التكلفة على تدمير معدات باهظة الثمن، أو استهداف الجنود على الجبهة، يسعى القادة العسكريون إلى إيجاد تقنيات جديدة تجمع بين القدرة على الرصد، والتتبع، والتحييد للتصدي لهذه التهديدات.

تقنيات حديثة

تنقسم التقنيات التي يسعى إليها القادة العسكريون في أغلب دول العالم، إلى تقنيات سلبية، مثل أنظمة التشويش والحرب الإلكترونية، وتقنيات نشطة، مثل الأسلحة التقليدية كالمدافع والصواريخ، بالإضافة إلى الأسلحة القائمة على مبادئ فيزيائية جديدة، كأسلحة الليزر، وأسلحة النبض الكهرومغناطيسي.

ومع استمرار تطور الطائرات المسيرة واستخدامها في ساحة المعركة، تستثمر شركات الأسلحة بشكل متزايد في تقنيات مكافحة المسيرات، ما يؤدي إلى التوسع السريع في أسواق المسيرات، والأنظمة المضادة لها.

وذكرت شركة تحليل البيانات Global Data، ومقرها لندن، أنه من المتوقع أن يشهد السوق العالمية للطائرات المسيرة العسكرية نمواً كبيراً من حيث القيمة والحجم على مدار العقد المقبل، حيث بلغ حجم سوق الطائرات المسيرة في عام 2024 نحو 12 مليار دولار، بإجمالي 17 ألف وحدة.

وثبتت فعالية الطائرات المسيرة منخفضة التكلفة خلال الصراع الجاري في أوكرانيا، حيث لوحظ أن القوات الأوكرانية تستخدم طائرات مسيرة مدنية منخفضة التكلفة في العمليات العسكرية.

وشملت التكتيكات الأوكرانية تسليح الطائرات المسيرة الرخيصة بقنابل وقذائف هاون، ما أثار مخاوف بشأن قدرة أنظمة الدفاع الجوي التقليدية على رصد هذه الطائرات، الأمر الذي أدّى في النهاية إلى زيادة الطلب على الأنظمة المضادة للطائرات المسيّرة.

ويعد التهديد المتزايد الذي تشكله الطائرات المسيرة للسفن أحد المحفزات الرئيسية وراء اقتناء هذه الطائرات، ففي الوقت الراهن تستخدم السفن الحربية صواريخ عالية التكلفة لحماية نفسها من خطر الطائرات المسيرة، وهو ما يحدث حالياً في البحر الأحمر.

وأدّت تلك التهديدات إلى تزايد الطلب على أنظمة مضادة للطائرات المسيرة منخفضة التكلفة لحماية هذه السفن، مثل أنظمة الليزر، ومحطات الأسلحة التي يجري التحكم فيها عن بعد.

ومع تغير المشهد الدفاعي العالمي، ستظل الطائرات المسيرة، والأنظمة المضادة لها تلعب دوراً بالغ الأهمية، لكن سبل توظيف الدول لتكنولوجيا الطائرات المسيرة المتطورة للدفاع عن نفسها ضد التهديدات الناشئة، ستعتمد على مواردها الدفاعية.

مكافحة المسيرات

وتعمل أوكرانيا بنشاط على تعزيز وتطوير قدراتها الدفاعية، وتعزيز التعاون الدولي في هذا الاتجاه، عبر إبرام عقود مباشرة مع شركات الأسلحة، وتجنب الاعتماد على الوسطاء.

وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، أن كييف مهتمة بتطوير تقنيات لدمج أنظمة أسلحة مضادة للمسيرات في منصات برية وبحرية لتوفير حلول جديدة لمواجهة التهديدات التي تشكلها الطائرات المسيرة.

وفي هذا الإطار، أرسلت شركة Electro Optic الأسترالية سلاحاً إلى أوكرانيا في إطار حزمة مساعدات عسكرية للتصدي لخطر المسيرات.

ويدور الحديث حول سلاح Slinger المضاد للطائرات المسيرة، وهو مدفع 30 ملم، مزود برادار، ويطلق ذخائر شديدة الانفجار مصممة لتتبع الطائرات المسيرة والاشتباك معها على مدى يزيد عن 800 متر.

ويتمتع Slinger بنظام متطور للتحكم في النيران، وخوارزميات متقدمة لرصد الهدف وتتبعه، فضلاً عن وجود محور تثبيت رباعي مستقر بالكامل للتوجيه الدقيق أثناء الحركة والاشتباك مع المسيرات. كما يسمح تصميم السلاح بسهولة دمجه في العديد من المنصات الأرضية.

وتعمل شركة Electro Optic بنشاط مع شركات الذكاء الاصطناعي، لأتمتة تحديد الأهداف عبر السلاح، فضلاً عن بذل الجهود لإصدار فئات لاسلكية لنشرها على مركبات أرضية مسيرة.

وأهم ما يميز نظام Slinger هي تكلفته، إذ يصل سعره إلى 1.5 مليون دولار أسترالي (أقل من مليون دولار)، أما تكلفة تشغيله، فتتراوح بين 100 إلى 1000 دولار مع كل اشتباك، حسب نوع الذخيرة المستخدمة.

وبما أن المدن الأوكرانية تتعرض يومياً لهجمات بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ، فإن نظام Slinger يوفر حلاً لا غنى عنه لمواجهة تهديدات الطائرات المسيرة.

وكان السفير الأوكراني لدى أستراليا، فاسيل ميروشنيشينكو، رأى خلال زيارة أجراها العام الماضي إلى الشركة المصنعة، كيف يمكن لنظام Slinger إسقاط المسيرات بتكلفة أقل من تكلفة الصواريخ.

وقال السفير الأوكراني خلال الزيارة: "في بعض الأحيان تصل تكلفة هذه الصواريخ إلى ملايين الدولارات، لضرب طائرات مسيّرة تصل تكلفة كل منها ألفي دولار... الأمر يتعلق بالتكلفة".

وأكد السفير الأوكراني أهمية نظام Slinger في معالجة التهديدات المستمرة التي تشكلها الطائرات المسيرة والصواريخ.

تصنيفات

قصص قد تهمك