غواصات قادرة على حمل أسلحة نووية.. خيار إسرائيلي محتمل في مهاجمة إيران

كبير مهندسي الغواصة البحرية الإسرائيلية Leviathan في غرفة المحرك أثناء الإبحار في البحر المتوسط ​​قبالة ساحل حيفا. 7 يونيو 2021 - Reuters
كبير مهندسي الغواصة البحرية الإسرائيلية Leviathan في غرفة المحرك أثناء الإبحار في البحر المتوسط ​​قبالة ساحل حيفا. 7 يونيو 2021 - Reuters
دبي -الشرق

بينما تتجه الأنظار نحو سلاح الطيران الإسرائيلي، إذ توعدت تل أبيب بـ"رد انتقامي" على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران مطلع الشهر الجاري، إلا أن الضربات المحتملة قد لا تأتي من الأجواء، إذ تُشير تحليلات عسكرية إلى أن القوات البحرية الإسرائيلية قد تُشكل خياراً استراتيجياً مهماً للضربة المحتملة، وذلك في ضوء امتلاكها غواصات قادرة على إطلاق صواريخ باليستية أو مسلحة نووياً.

ورغم أن البحرية الإسرائيلية لا تُعتبر من بين الأقوى أو الأكثر تجهيزاً في الشرق الأوسط، إلا أنها استخدمت بالفعل في اعتراض هجمات الحوثيين، وفي ديسمبر الماضي، نشرت 4 سفن حربية متطورة من طراز "ساعر 6" في ميناء إيلات، وقالت قناة I24 NEWS الإسرائيلية آنذاك، إن دخول السفينة إلى البحر الأحمر يُمثل إنجازاً كبيراً.

في السياق ذاته، ذكرت تقارير غير مؤكدة، أن إسرائيل حركت الغواصة Dolphin ذات القدرة على حمل رؤوس نووية إلى الخليج العربي، وقال موقع Zona Militer، إن غواصة إسرائيلية واحدة على الأقل تتواجد في هذه المياه.

وحتى في ظل قلّة عددها، تتمتع الغواصات الخمس التي تستخدمها إسرائيل، بقدرات كبيرة، تُمكنها من إطلاق صواريخ باليستية.

قدرات سلاح الغواصات الإسرائيلي

في أواخر خمسينيات القرن الماضي، حصلت إسرائيل لأول مرة على غواصتين بريطانيتين من الفئة S، واستمرتا في الخدمة طوال الثمانينيات، حيث تم استخدامها خلال الحروب على لبنان.

وبحسب تقرير لمجلة The National Interest، كانت الغواصتان صاخبتين، ولم تكونا مناسبتين بشكل مثالي للخدمة، لتخرجا من الخدمة لاحقاً.

ثم استخدمت البحرية الإسرائيلية 3 غواصات من فئة GAL، والتي صممتها ألمانيا لإسرائيل، وتم بناؤها في حوض "فيكرز" لبناء السفن في بريطانيا بين عامي 1973 و1977، وكانت عبارة عن نسخ معدلة من الغواصة الساحلية 206A.

وفي العقد الأول من القرن الحالي، حصلت إسرائيل على 3 غواصات Dolphin من شركة HDW الألمانية، إذ تبرعت برلين لإسرائيل بسفينتين، بينما تقاسمت تكلفة الغواصة الثالثة معها.

وتم تطوير الغواصتين الرابعة والخامسة المصنوعتين في ألمانيا، واللتين تم الاتفاق عليهما في عام 2006، كغواصات متقدمة من فئة Dolphin، مجهزة بنظام دفع مستقل عن الهواء AIP.

وتم تشغيل الغواصة INS Tanin خلال سبتمبر 2014، بينما تم تشغيل INS Rahav بعد ذلك بعامين.

وكثرت التكهنات بأن جميع غواصات Dolphin من النوع "1&2"، تم إعادة تجهيزها لحمل صواريخ مجهزة بأسلحة نووية، ورفضت برلين التعليق على ما إذا كانت قد عدلت الغواصات التي تم تسليمها إلى إسرائيل لتلائم صواريخ كروز مسلحة برؤوس نووية.

وفي عام 2016، تم الكشف عن أن سوناراً جديداً طورته شركة "رافائيل" لأنظمة الدفاع المتقدمة، بدأ تركيبه على جميع غواصات Dolphin، ويمكن للقدرات الجديدة أن تُتيح اكتشاف السفن ذات التوقيع الضوضائي المنخفض. كما أن الخوارزميات المستخدمة في أنظمة السونار تمكنها من تجاهل الضوضاء الذي يمكن أن تعطل نطاق نشاط الأنظمة، مع اكتشاف الضوضاء البعيدة جداً.

ويُعتقد أيضاً أنه تم تركيب حجرة رطبة وجافة على غواصات Dolphin لنشر فرق العمليات الخاصة تحت الماء.

وتتمركز قوة الغواصات الإسرائيلية عادة في البحر الأبيض المتوسط، لكن تم إرسال واحدة على الأقل من سفنها إلى البحر الأحمر لإجراء تدريبات، ورست في القاعدة البحرية في إيلات خلال يونيو 2009، كتحذير لإيران.

أصول بحرية متنوعة

يمتلك الجيش الإسرائيلي أصولاً بحرية تتنوع بين زوارق وسفن حربية، وغواصات قادرة على حمل وإطلاق رؤوس نووية، كما لديه أحواضاً لبناء السفن، بما في ذلك التجارية منها، فضلاً عن صناعات داعمة، مثل شركة "رامتا" التي تصنع زوارق الهجوم السريع من طراز Dvora، والتي حصلت عليها البحرية الهندية"، وفقاً لمجلة SPS Naval Forces.

وتمتلك إسرائيل أيضاً، أنظمة دفاع جوي مخصصة للسفن، وأخرى مضادة للسفن، وأنظمة غير مأهولة تحت الماء، وأجهزة استشعار بحرية، ومسيّرات بحرية، وغيرها من الأنظمة.

غواصات وقوارب حربية إسرائيلية أثناء مناورة بمناسبة وصول سفن 'corvette' من طراز ساعر-6' إلى البحر الأبيض المتوسط ​​قبالة ساحل حيفا- 1 ديسمبر 2020
غواصات وقوارب حربية إسرائيلية أثناء مناورة بمناسبة وصول سفن corvette من طراز (ساعر-6) إلى البحر الأبيض المتوسط ​​قبالة ساحل حيفا. 1 ديسمبر 2020 - Reuters

ولدى تل أبيب نحو 67 من الأصول البحرية، تشمل 7 بارجات من طراز Corvette، وهي وحدة بحرية أصغر حجماً من الفرقاطة، فضلاً عن 5 غواصات، و45 من السفن السطحية الدورية، إلا أنها لا تملك حاملات طائرات أو مدمرات، بحسب موقع Global Firepower.

وسعت إسرائيل في الفترة الأخيرة، إلى شراء أصول بحرية جديدة، من بينها غواصات Dakar للجيل التالي، وغواصة Drakon المشتقة من Dolphin II، القادرة على إطلاق رؤوس نووية.

غواصة الجيل التالي

يتمتع الجيل التالي من الغواصة الإسرائيلية Dakar، والتي طورتها شركة ThyssenKrupp Marine Systems الألمانية، بقدرات مختلفة تماماً عن غواصات Dolphin الموجودة في الخدمة حالياً.

وتتزايد التكهنات بشأن احتواء هذه الغواصات على نظام إطلاق عمودي VLS، لكن لا تزال هذه الميزة نادرة للغاية في الغواصات التي تعمل بالطاقة التقليدية، وستكون بمثابة تطور جديد للبحرية الإسرائيلية، ما يوفر قدرة هجومية إضافية كبيرة، على ما يذكر موقع The War Zone.

وأعلنت شركة TKMS الألمانية، التوصل إلى اتفاق مع وزارة الدفاع الإسرائيلية في يناير 2022، لبيع 3 غواصات تحل محل الغواصات من طراز Dolphin في سلاح البحرية الإسرائيلي. وفي بيان آنذاك، قال الرئيس التنفيذي للشركة رولف فيرتز، إن الفئة الجديدة من الغواصات ستُزود إسرائيل بأكثر القدرات تقدماً، استناداً إلى تكنولوجيا مبتكرة ومتطورة.

وتصف الشركة المصنعة طراز Dakar، بأنه "تصميم جديد تماماً، يتم تطويره خصيصاً لتلبية المتطلبات التشغيلية للبحرية الإسرائيلية"، ويُظهر التصميم أن هيكلها يتميز باختلافات ملحوظة عن التصميمات الأخرى، إذ يتميز بشراع أطول بكثير، لكن هذه التصميمات ربما تكون مؤقتة، وفق موقع The War Zone.

وقد يرجع احتفاظ الغواصة Dakar الجديدة بشراع كبير، إلى إمكانية حمل صواريخ أكبر، إلا أنها ليست أول غواصة تعمل بالطاقة التقليدية تحصل على قدرة حمل صواريخ باليستية تُطلق من الغواصات، إذ يُعتقد أن بعض الغواصات الحالية من طراز Dolphin قادرة على إطلاق صواريخ كروز Popeye Turbo المهيئة لحمل رؤوس حربية نووية.

كما يُرجح أن تتمتع الغواصة Dakar بقدرة مماثلة، على الرغم من عدم وجود أي مؤشر حالياً على أن إسرائيل تعمل على صاروخ جديد من الغواصات، سواء كان نووياً أو مسلحاً تقليدياً. ومن المتوقع إعادة النظر في أدوار ومهام هذه الغواصة بشكل مختلف بعض الشيء عن الغواصات البحرية الإسرائيلية الأقدم، بسبب اهتمام تل أبيب المتزايد بالقدرة على إبراز قوتها البحرية.

الغواصة Dolphin

دخلت الغواصات الساحلية من طراز Dolphin الخدمة لتحل محل نظيراتها من طراز GAL الألمانية، وهي في الأساس من طراز الغواصات 206، التي خدمت منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي حتى إحالتها للتقاعد في عام 2000.

وفي عام 1988، قررت البحرية الإسرائيلية شراء غواصتين من طراز Dolphin أو Type 800 من النسخة الألمانية Type 209، وفق موقع Naval Technology.

وأُتيح تمويل الصفقة في يوليو 1989، وأصبح العقد ساري المفعول في يناير 1990، لكنه أُلغي في نوفمبر من العام ذاته، بسبب ضغوط التمويل، وأُعيد إحياء البرنامج بتمويل ألماني في أبريل 1991، وتبرعت برلين بالغواصتين، فضلاً عن دفع نصف تكلفة غواصة ثالثة. 

وفي عام 2005، طلبت البحرية الإسرائيلية غواصتين أخريين من طراز Dolphin، مع خيار إمكانية شراء الثالثة. وجرى تزويدها بنظام SAM الصاروخي المضاد للطائرات المروحية، إضافة إلى أنظمة دفع هوائية مستقلة، ما يسمح بالبقاء تحت الماء لفترات أطول.

والتسلح الأساسي المضاد للسفن والغواصات هو طوربيد STN Atlas DM2A4 Seehecht الموجه سلكياً، ويحمل رأساً حربياً يبلغ وزنه 260 كيلوجراماً، بمدى 13 ألف متر في الوضع النشط عند سرعة تُقدر بنحو 65 كيلومتراً، أو إلى 28 ألف متر في الوضع السلبي بسرعة تزيد على 42 كيلومتراً.

كما تم تزويد الغواصة بنظام التحكم في الأسلحة ISUS 90-1 TCS الذي توفره شركة STN Atlas Elektronik، والذي يوفر إدارة تلقائية للمستشعرات والتحكم في إطلاق النار والأسلحة والملاحة والتشغيل.

وتتمتع الغواصة بالقدرة على حمل ما يصل إلى 16 صاروخاً أو طوربيداً أرض-أرض. 

والصاروخ أرض-أرض هو صاروخ Harpoon الذي يطلق من الغواصة، ويحمل رأساً حربياً يزن 227 كيلوجراماً، ويصل إلى مدى 130 كيلومتراً بسرعة أقل من سرعة الصوت.

ضابط  في البحرية الإسرائيلية يمسك بحبل ربط الغواصة 'INS Tanin' ألمانية الصنع من طراز 'Dolphin AIP' أثناء رسوها في قاعدة بحرية بمدينة حيفا بعد وصولها إلى إسرائيل- 23 سبتمبر 2014
ضابط في البحرية الإسرائيلية يمسك بحبل ربط الغواصة 'INS Tanin' ألمانية الصنع من طراز 'Dolphin AIP' أثناء رسوها في قاعدة بحرية بمدينة حيفا بعد وصولها إلى إسرائيل. 23 سبتمبر 2014 - Reuters

وتحتوي الغواصة على 10 أنابيب طوربيد مقوسة. ويبلغ قطر 4 منها 650 ملليمتراً، ما يوفر القدرة على إطلاق مركبات توصيل السباحين SDVs. كما تم توفير 6 أنابيب بقطر 533 ملليمتراً لإطلاق طوربيدات DM2A3 المصنعة بواسطة الشركة الألمانية نفسها.

وتستخدم الطوربيدات التوجيه النشط السلكي لإيصال رأس حربي يزن 260 كيلوجراماً بسرعة قصوى تبلغ 35 عقدة إلى مدى مستهدف يزيد عن 13 كيلومتراً. وباستخدام التوجيه السلبي وسرعة 22 عقدة، يصل مدى الطوربيد إلى 28 كيلومتراً. ويمكن أيضاً تسليح الغواصة بالألغام. وتم تركيب حجرة رطبة وجافة لنشر السباحين تحت الماء.

وجرى تزويد الغواصة الإسرائيلية بجهاز استقبال التحذيرات الرادارية للغواصة وهو نظام الدعم الإلكتروني Timnex 4CH(V)2 الذي طورته شركة Elbit في حيفا.

ويستقبل Timnex ويحدد ويعرض ويسجل معلمات إشارة الرادار. ويعمل النظام على نطاقات تردد تتراوح بين 2 جيجاهرتز و18 جيجاهرتز، ويعمل المعالج بمعدلات تصل إلى مليون نبضة في الثانية.

وتم تجهيز غواصات فئة Dolphin برادار بحث سطحي من طراز Elta يعمل على النطاق I.

وتشمل مجموعة السونار، رادار البحث والهجوم السلبي والنشط CSU 90 المثبت على الهيكل، والذي تم توفيره من قبل شركة Atlas Elektronik.

كما يتم توفير سونار تحديد المدى السلبي PRS-3 من قبل شركة Atlas Elektronik، وسونار صفيف الجناح الذي يوفر البحث السلبي هو من النوع FAS-3.

وتستمد الغواصة طاقتها من ثلاثة محركات ديزل 16 فولت 396 SE 84، تنتج طاقة مستدامة تبلغ 3.12 ميجاوات، وتزودها شركة MTU (Motoren und Turbinen Union) Munchen GmbH، ومقرها ميونخ. 

كما تم تجهيز الغواصة بثلاثة مولدات تيار متردد بقوة 750 كيلووات، ومحرك طاقة مستدامة بقوة 2.85 ميجاوات من شركة Siemens.

ويوفر نظام الدفع سرعة غوص تبلغ 20 عقدة. ويبلغ مدى الغواصة 8 آلاف ميل بسرعة سطحية تبلغ 8 عقد، وأكثر من 400 ميل بسرعة اقتصادية تبلغ 8 عقد للغوص. وتم تصنيف الهيكل لعمق غوص يبلغ 350 متراً. وتبلغ قدرة الغواصة على التحمل 30 يوماً.

الغواصة Drakon

ووفق موقع Navy News، أعلنت البحرية الإسرائيلية، في أغسطس الماضي، إطلاق أحدث غواصاتها من طراز Drakon ألمانية الصنع، وهي تختلف عن طراز Dolphin التي أثبتت نجاحها بالفعل، وتُعد أكبر من أي غواصة إسرائيلية سابقة، ولديها شراع عملاق، لاستيعاب الصواريخ الجديدة المتقدمة.

وتعمل الغواصة Drakon بمثابة جسر بين Dolphin وDakar من الجيل التالي الجديدة كلياً، بحسب موقع The War Zone.

وتحتفظ Dolphin II بالفعل بهيكل مطول مقارنة بالنسخة الأصلية، وذلك لاحتوائها على أنظمة دفع هوائية مستقلة AIP، ومن المرجح أن تكون أطول، وتتميز بنظام إطلاق عمودي.

وتُشير التقديرات التقريبية إلى أن الهيكل الأطول والشراع يضيفان مساحة يبلغ عرضها نحو مترين، وطولها 4 أمتار، وبعمق يصل إلى 11 متراً، ما يجعله يستوعب صومعتين كبيرتين للصواريخ، أو على الأرجح 4 إلى 8 مخازن أصغر.

وذكر Navy News، أنه "من المنطقي أيضاً أن يكون لدى الغواصة حيز لإضافة أسلحة نووية"، لافتاً إلى أن هناك تفسيرات أخرى للشراع الكبير، تتعلق بمعدات القوات الخاصة، أو حظيرة للمسيرات ذاتية التحكم تحت الماء، أو المسيرات الجوية، أو حتى غواصة الإنقاذ، لكن لا شيء من هذه الفرضية أكثر دقة مثل الصواريخ.

رسم توضيح يُظهر أجزاء الغواصة 'INS Drakon' ألمانية الصنع التابعة للبحرية الإسرائيلية
رسم توضيحي يُظهر أجزاء الغواصة 'INS Drakon' ألمانية الصنع التابعة للبحرية الإسرائيلية - navalnews.com

وتسمح أنابيب الصواريخ في الهيكل أسفل الشراع، بوضع صواريخ أطول بكثير مما لو كان يفترض وضعها تحت غلاف سطح السفينة، ورغم أن الصواريخ الجديدة موجودة في الشراع، إلا أن الغواصة لا تزال تحتوي على 4 أنابيب طوربيد إضافية في مقدمتها.

ومن المرجح استخدام الغواصة لاختبار الصواريخ الجديدة، حيث من المتوقع أن تكون إحدى المجموعتين من الصواريخ "مسلحة تقليدياً، والأخرى مسلحة نووياً"، ما يسمح بالهجوم مع الحفاظ على الردع النووي.

ويستغرق فك رموز قدرات الغواصة الإسرائيلية الأحدث إلى سنوات، إذ تحافظ البحرية الإسرائيلية على سرية بعض جوانب غواصاتها الحالية، لذلك ربما لا يتم كشف جميع إمكانياتها أو ما تحتويه من قدرات ومميزات جديدة.

وإلى جانب امتلاك إسرائيل غواصات هجومية مميزة، تفتخر تل أبيب بقدرات سفن هجومية، أبرزها طراز "ساعر 6"، بعد دخولها الخدمة مؤخراً.

قدرات "ساعر 6"

طورت شركة ThyssenKrupp Marine Systems الألمانية 4 سفن من طراز "ساعر 6" لصالح البحرية الإسرائيلية، وصُممت السفن لتوفير قدرات هجومية محسَّنة مقارنة بالطراز السابق "ساعر 5"، وفق موقع Naval Technology.

وجرى تصنيع السفن في حوض بناء تابع لشركة TKMS بمدينة كيل الألمانية، فيما تم تنفيذ الأنظمة القتالية وأجهزة الاستشعار والأنظمة الفرعية الأخرى في إسرائيل.

وصُمم هيكل السفينة بحيث يسمح بتقليل المقطع العرضي للرادار (البصمة الرادارية)، والحد من توقيع الأشعة تحت الحمراء، ويبلغ طولها 90 متراً، وعرضها 13.2 متر، وارتفاعها 21.5 متر، وتستوعب طاقم عمل يصل إلى 80 شخصاً. كما تتسع لطائرة مروحية متوسطة متعددة المهام مثل SH-60 Seahawk، ومزودة بأسلحة تتنوع بين الصواريخ المضادة للطائرات والسفن، والمدافع رشاشة.

وتحمل كل سفينة 40 صاروخاً طراز Barak 8، من عائلة صواريخ الدفاع الجوي، قادرة على اعتراض وتدمير التهديدات المحمولة جواً، مثل الصواريخ المضادة للسفن، وصواريخ كروز، والطائرات المقاتلة، والمروحيات، والأنظمة الجوية المسيّرة.

كما زُوّدت بنظامين للقبة الحديدية C-Dome لردع الصواريخ  قصيرة المدى وقذائف المدفعية، إلى جانب مدفع من طراز OTO Melara 76 mm، والذي يوفر معدلاً مرتفعاً لإطلاق نار ضد الأهداف الجوية والسطحية، بالإضافة إلى 16 صاروخاً مضاداً للسفن مثل Gabriel، وRGM-84 Harpoon، وRBS-15 Mk 3، وتشمل أنظمة التسليح أيضاً أنابيب طوربيد من طراز MK54 خفيف الوزن، وكذلك منصتي أسلحة يمكن التحكم فيهما عن بُعد من طراز Rafael Typhoon 30 mm.

وتسلحت السفينة "ساعر 6" بأنظمة حرب إلكترونية، وأمن سيبراني، وملاحة، إلى جانب إلى رادار ELM-2248 متعدد الوظائف، ورادار المسح الإلكتروني AESA عالي الدقة، الذي يوفر تغطية 360 درجة، كما أن السفينة مدعومة بنظام دفع مشترك يعمل بالديزل، وتبلغ سرعتها القصوى نحو 50 كيلومتراً في الساعة، وبمدى يتجاوز 4 آلاف كيلومتر.

ما إمكانيات "ساعر 5"؟

بين عامي 1993 و1994، حصلت إسرائيل على 3 سفن من طراز "ساعر 5"، الجيل الأقدم من خليفتها الأكثر تطوراً "ساعر 6"، وهي من إنتاج شركة Northrop Grumman Ship Systems الأميركية.

وبحسب تقرير لموقع Naval Technology، أصيبت إحدى سفن "ساعر 5" بصاروخ مضاد للسفن أطلقه "حزب الله"، خلال الحصار البحري الإسرائيلي للموانئ اللبنانية في يوليو 2006، ما أسفر عن قتل 4 من طاقمها، إلا أنها عادت للمشاركة في العمليات بعد نحو الشهر.

وتتمتع السفينة بأنظمة للمراقبة الكهروضوئية، والتحكم في إطلاق النيران، وجهاز للتصوير الحراري، وكاميرا تلفزيونية، وجهاز آخر لتحديد المدى بالليزر.

وتعتمد على نظام صواريخ Barak التي يبلغ مداها 10 كيلومترات، وهي مزودة برأس حربي يزن 22 كيلوجراماً، وبها نظامي إطلاق رأسي مكونين من 32 خلية على سطح المدفع المرتفع في مقدمة السفينة، وتحتوي أيضاً على قاذفتين لصواريخ Boeing Harpoon ذات 4 خلايا، ويصل مداها إلى 130 كيلومتراً، وبرأس حربي يزن 227 كيلوجراماً.

وهي مزودة بصاروخ مضاد للسفن قصير إلى متوسط ​​المدى من طراز IAI Gabriel II، لديه برأس حربي يزن 100 كيلوجرام، وبمدى من 6 - 36 كيلومتراً. وكذلك تحمل السفينة 6 أنابيب طوربيد mk32 عيار 324 ملم، لطوربيدات ATK mk46، وهي مزودة برؤوس حربية يبلغ وزن الواحدة منها 44 كيلوجراماً، وبمدى 24 كيلومتراً.

ويمكن أن يستوعب سطح "ساعر 5" طائرة مروحية من طراز AS565 Panther، أو Kaman SH-2F، أو Sikorsky S-76N، كما تشمل السفينة تدابير مضادة لأي هجوم محتمل، عبر تزويدها بنظام الطوربيد AN/SLQ-25 Nixie، وبها جهاز استقبال التحذير من رادار Elisra NS-9003/9005 على سفن الدورية التابعة للبحرية الإسرائيلية.

والسفينة مجهزة أيضاً بسونار للبحث والهجوم من النوع 796 المثبت على الهيكل، والذي يعمل بتردد متوسط، ​​وتوفره شركة EDO الأميركية.

كما يوفر نظام الدفع المشترك الخاص بالسفينة CODOG، والذي يعمل بالديزل أو الغاز، سرعة قصوى تتجاوز 61 كيلومتراً في الساعة.

"ساعر 72" متعددة الأغراض

تُعتبر "ساعر 72" سفينة صواريخ متعددة الأغراض، وذات قدرات حربية مضادة للغواصات والطائرات، وتُعرف أيضاً باسم Reshef-class corvette، والتي حلّت مكان زوارق الصواريخ من طراز "ساعر 4.5"، وفق موقع Naval News.

ويبلغ طول السفينة نحو 72 متراً، وبسرعة قصوى تتجاوز 55 كيلومتراً في الساعة، كما تسمح بحمل وتشغيل طائرة مروحية متوسطة الحجم، إضافة إلى نشر وحدات من القوات الخاصة.

وتُعد "ساعر 72" بمثابة تطوير إضافي لزوارق الصواريخ "ساعر 4"، و"ساعر 4.5"، وكان لها تأثير قوي على تصميم "ساعر 5".

وتستخدم "ساعر 72"، التي يمكنها حمل 20 شخصاً، تقنية التخفي للحد من إمكانية رصدها من خلال الرادارات، أو الأشعة تحت الحمراء، كما يمكن تزويدها بأسلحة متوسطة أو ثقيلة بحسب الطلب، إذ بإمكانها حمل صواريخ Harpoon، أو Gabriel V، بالإضافة إلى إمكانية تزويدها بصواريخ Barak 8، وطوربيدات MK32 المضادة للغواصات.

تصنيفات

قصص قد تهمك