اعتمد الجيش الأوكراني أخيراً على 4 مسيرات تتضمن تكنولوجيا جديدة منخفضة التكلفة، ساهمت في تغيير مسار الغزو الروسي المستمر منذ أكثر من عامين، وباتت خطاً أمامياً لدفاعات كييف في ساحة المعركة،
وفي الأشهر الأخيرة، أطلقت أوكرانيا طائرات دون طيار اعترضت المسيرات الروسية، واعتمدت على تقنية حرق خطوط الأشجار بإسقاط معدن منصهر، كما اختبرت ميزة حمل الطائرات دون طيار بنادق آلية وقاذفات قنابل يدوية ذات أوزان مختلفة، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وتشكل تضاريس الأراضي التي تقاتل أوكرانيا من أجل تحريرها تحدياً كبيراً، إذ تعتمد روسيا مبدأ التعتيم والتخفي، للتكيف مع الاستخدام المتزايد للقوة النارية الدقيقة من جانب أوكرانيا، لكن أسلوب "حماية الأشجار" الذي تعتمده روسيا يختفي، بمجرد حرقها بمسيرات كييف، بحسب "مركز تحليل السياسات الأوروبية".
ومع جيش أصغر وموارد أقل، تعتمد أوكرانيا على تكنولوجيا منخفضة التكلفة لمحاربة روسيا، إذ بعد أن كانت تقتصر في السابق على إسقاط القنابل الصغيرة، تنفذ تلك المسيرات عدة مهام، بدءاً من زرع الألغام وصولاً إلى توصيل الإمدادات.
بث مباشر لكل شيء
وطائرة FPV هي مسيرة مزودة بكاميرا تنقل بث الفيديو لاسلكياً إلى نظارات أو سماعة رأس أو جهاز محمول أو شاشة أخرى، بحيث يتمتع المستخدم بمنظر الشخص الأول (FPV) للبيئة التي تحلق فيها الطائرة المسيرة، وربما تلتقط مقاطع فيديو أو صوراً ثابتة.
وهذا النوع من المسيرات، يعد من أهم الأسلحة في أوكرانيا، إذ يمكن تصنيعه مقابل بضع مئات من الدولارات، كما أن أجزاء المسيرة متوفرة في السوق التجارية.
ويُنتج مصنعو هذه الطائرات الذين يتمتعون بالإعفاءات الضريبية، مئات الآلاف من الطائرات الرباعية المروحية الصغيرة والرخيصة والقوية والرشيقة.
وقال أحد الأعضاء المؤسسين لشركة Wild Hornets المصنعة للطائرات: "هكذا نتطور.. إن الأجهزة المتطورة هي الأساس للابتكارات الأوكرانية التالية التي تغير ساحة المعركة".
نهاية المواجهة بالليزر أو التشويش
وحرب الطائرات المسيرة هي شكل من أشكال الحرب، لكن باستخدام الروبوتات، وتشمل: المركبات الجوية القتالية ب=دون طيار (UCAV) أو المركبات الجوية التجارية دون طيار المسلحة (UAV) والمركبات السطحية دون طيار، والطائرات دون طيار الأرضية.
ووجدت أوكرانيا الحل لمشكلة أزعجت شركات الدفاع الغربية لأكثر من عقد، ألا وهي كيفية التصدي للمسيرات منخفضة التكلفة، وبدلاً من محاربة طائرات الاستطلاع الروسية بالليزر أو أجهزة التشويش أو حتى الشباك، تستخدم أوكرانيا طائراتها الصغيرة رباعية المراوح وطائرات ثابتة الجناح، التي تطير بشكل أسرع وأعلى من الطائرات المسيرة القياسية FPV، لتدمير مسيرات التجسس الروسية.
وتستخدم هذه المسيرات نظام اتصالات رقمي ينقل صوراً ذات جودة أفضل، ما يساعد في العثور على الهدف.
وقال الناشط الأوكراني سيرجي ستيرنينكو، الذي يجمع الأموال لشراء طائرات دون طيار للجيش: "عامل الجذب الرئيسي هو السعر، إذ تكلف الصواريخ أرض-جو مئات الآلاف من الدولارات لكل منها، بينما تكلف الطائرات دون طيار 700 دولار فقط".
ووصف ستيرنينكو الهجمات باستخدام المسيرات بأنها "قتل روسيا في السماء"، لافتاً إلى أن هذا التكتيك أدى إلى تدمير طائرتين هليكوبتر روسيتين، مشيراً إلى أن طائرات الاستطلاع الروسية اختفت تقريباً فوق بعض المدن.
والقضاء على "أعين الروس" في السماء ربما يجعل من الأقل خطورة على أوكرانيا نشر أنظمة مضادة للطائرات غربية ثمينة أقرب إلى خط المواجهة، إذ يمكنها حماية المشاة من القنابل الانزلاقية الروسية.
وتدور الحرب في أوكرانيا من خط شجرة إلى خط شجرة أخرى، وتستخدم القوات المظلة للاختباء من المسيرات التي تحلق فوقها، ولاختراق هذا الغطاء، تمطر طائرة دون طيار من طراز Dragon’s Breath الأوكرانية مواقع العدو بمادة الثيرمايت (مزيج من الألمنيوم الناعم وأكسيد الحديد الذي ينتج درجة حرارة عالية للغاية عند الاحتراق).
ويستخدم هذا المزيج الحارق عادة في اللحام، ويحرق المعدات والمؤن والغطاء، ما يعرض قوات العدو للهجوم من طائرات دون طيار في المؤخرة.
الأسرع والأكثر هدوءاً
وتستخدم المسيرة Queen of Hornets متعددة الوظائف لتوصيل البضائع الثقيلة، أو في عمليات توريد المواد الغذائية إلى مناطق الخطوط الأمامية، كما أنها في الوقت نفسه، أسرع وأكثر هدوءاً من الطائرات متعددة الدوارات التقليدية.
وعادة ما تنفجر الطائرات دون طيار المسلحة التقليدية عند الاصطدام بهدف، أو يجب أن تسقط ذخيرتها من الأعلى، ما يجعلها عرضة لأجهزة التشويش الإلكترونية.
لكن يمكن لقاذفة القنابل المثبتة على الطائرة المسيرة إطلاق النار عن بعد، ما يمكنها من المرور عبر مجال القوة المضاد للطائرات دون طيار التي تخلق أجهزة التشويش حول الأهداف.
وتشمل التجارب الأخرى تركيب بندقية هجومية على المسيرة مع آلية تشغيل لإطلاقها في منتصف الرحلة، والهدف هو الحفاظ على المشاة النادرة من خلال الحد من التعرض للقتال القريب.
منصة لحمل الطائرات
وتعد المسيرة Mother ship drones، منصة مستقرة وقوية قادرة على حمل طائرات دون طيار متعددة لفترات طويلة، كما تحتوي على إلكترونيات طيران متقدمة وأنظمة اتصالات وآليات نشر الحمولة.
وفي الأيام الأولى من الحرب، كانت الطائرات تحمل أوزاناً صغيرة على مسافة قصيرة، لكن اليوم، باتت تنقل بعض النماذج مثل Vampire ما يصل إلى 20 رطلاً من المتفجرات، وأدى ذلك إلى توسيع قدرات المسيرات، لتشمل إعادة إمداد القوات في الخنادق وزرع الألغام خلف خطوط العدو.
ومن أمثلة هذا النوع من الطائرات مسيرات Vampire Night Bomber، التي تنفذ مهام عدة مثل توصيل الإمدادات وزرع الألغام وحمل طائرات دون طيار أصغر.
كما يمكن لطائرة Queen of Hornets رباعية المراوح أن تحوم على ارتفاع مترين (6.6 قدم)، ما يمكنها من إيداع حمولة دون ضرر، لكن مدى الطائرات دون طيار محدود بعمر البطارية، وللتغلب على ذلك، تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا طائرات دون طيار أكبر حجماً ذات مدى أطول، مثل Vampire، لإسقاط FPVs أصغر حجماً بذخائر أحادية الاتجاه.
