بعد هجمات إيران.. صواريخ الصين الأكثر تقدماً تطرح تساؤلات بشأن قدرات الدفاع الجوي الأميركية

تحميل بقايا صاروخ باليستي على شاحنة عقب هجوم صاروخي شنته إيران على إسرائيل، بالقرب من مدينة أراد الجنوبية. 26 أبريل 2024 - Reuters
تحميل بقايا صاروخ باليستي على شاحنة عقب هجوم صاروخي شنته إيران على إسرائيل، بالقرب من مدينة أراد الجنوبية. 26 أبريل 2024 - Reuters
سنغافورة -رويترز

يقول محللون إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، في وقت سابق من الشهر الجاري، بعد هجوم مماثل واسع النطاق في أبريل الماضي، يظهر أهمية وكذلك أوجه قصور الدفاعات الصاروخية الأميركية وحلفاء الولايات المتحدة خلال صراع محتمل بين دول منطقة المحيطين الهندي والهادي مع الصين.

ورغم أن الاختلافات بين المشهدين تحد من الدروس المستفادة، فإن قرابة 400 صاروخ من أنواع مختلفة أطلقتها إيران على إسرائيل هذا العام، تتيح للولايات المتحدة والصين بعض التصورات عما يصيب أهدافه وما يخفق فيها.

وقال كولين كوه، من كلية "إس راجاراتنام" للدراسات الدولية في سنغافورة، إن الدرس الأساسي المستفاد بالنسبة لواشنطن من هجوم الأول من أكتوبر الذي شنته إيران، وهو أكبر وابل من الصواريخ الباليستية يطلق ضد دفاعات حديثة حتى الآن، قد يتمثل في أن اعتراض صواريخ بكين سيكون أكثر صعوبة من تلك الإيرانية، وأن القدرة على الرد ستكون ضرورية لردع وقوع هجوم جماعي.

وذكر كوه: "إذا تطلعنا من منظور الردع فقط، لم يعد بإمكان أحد تعليق الآمال على الردع بالإنكار فقط، أي أن الأمل يتمثل في تمكن الدفاعات الفعالة من تقليل تأثير الضربات الصاروخية". وأضاف: "قد يتعين أن يصبح الردع عبر تنفيذ عقاب، أمراً حتمياً في المستقبل".

ولا يوجد تهديد فوري بنشوب صراع باستخدام الصواريخ في منطقة المحيطين الهندي والهادي، كما أن المسافات أكبر مما هي عليه في الشرق الأوسط، وتقدر بآلاف الكيلومترات.

أما الأسلحة الصينية، فهي أكثر تقدماً، بما في ذلك الرؤوس الحربية المناورة وقدرات التوجيه الدقيق. كما أن المناطق المستهدفة منتشرة في جميع أنحاء المنطقة، مما يجعل تنفيذ هجوم جماعي أكثر صعوبة.

وبدأ الجيش الصيني تنفيذ جولة جديدة من المناورات الحربية بالقرب من تايوان، الاثنين، قائلاً إنها بمثابة تحذير ضد "التصرفات الانفصالية لقوى استقلال تايوان".

وأشار مصدر أمني تايواني، إلى عدم وجود مؤشرات حتى الآن على إطلاق أي صواريخ. وطورت الولايات المتحدة ونشرت أسلحة جديدة في المنطقة هذا العام لمواجهة الصين، من بينها صاروخ جو-جو من طراز AIM 174 B، وبطارية صواريخ "تايفون" الأرضية في الفلبين والتي يمكنها إطلاق صواريخ SM-6 و"توماهوك".

ولم ترد القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، ووزارة الدفاع الصينية فوراً على طلبات للتعليق.

صواريخ الصين.. مدى أطول دقة أقل

أنكيت باندا من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، ومقرها الولايات المتحدة، يرى أن الحصول على معرفة أفضل بشأن أداء الأنظمة الهجومية والدفاعية بعد وابل الصواريخ الإيرانية التي جرى اعتراض الكثير منها، قد يقلل من فرص اندلاع صراع.

وأضاف باندا "أي قوة عسكرية تخطط لشن ضربات صاروخية بعيدة المدى ستحتاج إلى التفكير بشأن القدرات المحتملة للدفاعات الصاروخية.. وبالطبع فإن عدم الوضوح بشأن أداء نظام دفاع صاروخي معين قد يؤدي إلى تصعيد هائل".

وجرى تصميم الدفاعات الجوية والصاروخية الإسرائيلية متعددة المستويات، من أنظمة Arrow "آرو" بعيدة المدى إلى درع القبة الحديدية المخصص للتعامل مع التهديدات الأبطأ والأقل تعقيداً، بشكل يتناسب مع التهديدات التي تواجهها من الصواريخ الباليستية من قوى مثل إيران، وفي الوقت نفسه الصواريخ غير الموجهة التي يتم إطلاقها عبر الحدود مباشرة.

وتختلف الصورة كثيراً في منطقة المحيطين الهندي والهادي بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، الذين يستخدمون صواريخ "باتريوت"، وأنظمة الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية "ثاد"، وأنظمة "إيجيس" البحرية للدفاع الصاروخي.

وتقدر دقة الصاروخ DF-26 الصيني، وهو الصاروخ الباليستي متوسط المدى التقليدي الأكثر عدداً لدى الصين، بهامش نحو 150 متراً، وفقاً لمشروع الدفاع الصاروخي التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

أما الصاروخ DF-21 فهو أقصر مدى، لكن بعض البدائل يبلغ هامش دقتها 50 متراً. وكلاهما قادر على ضرب معظم الأهداف الأميركية وحلفائها في المنطقة.

ويمكن للصاروخين الوصول إلى جوام، حيث توجد منشآت عسكرية أميركية رئيسية. وتشير تقديرات البنتاجون إلى أن الصين ربما تمتلك المئات من الصواريخ.

وعلى النقيض من ذلك، فإن صواريخ إيران مثل "فاتح-1" أكثر دقة من الناحية النظرية، بهامش في حدود عشرات الأمتار، لكنها أقصر مدى بكثير.

ولم يتم الكشف عن عدد هذه الصواريخ الأحدث، لكن الجنرال كينيث ماكينزي، القائد السابق للقيادة الأميركية الوسطى "سنتكوم"، أخبر الكونجرس العام الماضي، أن إيران لديها أكثر من ثلاثة آلاف صاروخ باليستي من جميع الفئات.

وقال مالكولم ديفيس المحلل الكبير في المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية، إن قدرات الصين تتفوق على قدرات إيران في نواح أخرى.

وستكون أي هجمات صاروخية منسقة على الأرجح مع ضربات مضادة للأقمار الاصطناعية والحرب الإلكترونية، وكلاهما مصمم لتعقيد الدفاع.

وقال ديفيس: "ستواجه الأنظمة الغربية (الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل) في منطقة المحيطين الهندي والهادي وقتاً أصعب بكثير للتصدي لضربة صاروخية صينية كبيرة تتألف من مئات أو حتى آلاف الصواريخ، مقارنة بما يمكن للإيرانيين القيام به".

تصنيفات

قصص قد تهمك