لا تحتاج لمُشغل بشري.. الجيش الأميركي يختبر مركبة ULTRA البرية

مركبة ULTRA البرية ذاتية القيادة التابعة للجيش الأميركي. 29 يوليو 2025 - armyrecognition
مركبة ULTRA البرية ذاتية القيادة التابعة للجيش الأميركي. 29 يوليو 2025 - armyrecognition
دبي -الشرق

أجرى الجيش الأميركي اختباراً ميدانياً لمركبة تكتيكية ذاتية القيادة ULTRA، وذلك لتقليل المخاطر في العمليات اللوجستية في الخطوط الأمامية، حسبما أورد موقع Army Recognition

وتعتبر ULTRA، اختصاراً لعبارة "النقل الذاتي بعيد المدى بدون طاقم"، وهي مركبة تكتيكية مصممة خصيصاً لدمج حزمة برامج OverDrive للقيادة الذاتية من شركة Overland AI، مع هيكل عسكري مناسب لجميع التضاريس. 

وطورت شركة Overland AI، المتخصصة في تكنولوجيا الدفاع ومقرها سياتل، مركبة ULTRA ذاتية القيادة للشحن، إذ أنها مصممة لتنفيذ عمليات لوجستية مستقلة في بيئات شديدة التنافس دون الحاجة إلى مشغل بشري أو تحكم عن بُعد، ما يمنح الجيش الأميركي تقدماً استراتيجياً في قدرات إعادة الإمداد البري ذاتية القيادة. 

وجرى تزويد النظام بمجموعة أنظمة ملاحة متعددة المستشعرات تتضمن كاميرات عالية الدقة، وتقنية LiDAR، وأدوات تحديد المواقع التي لا تدعم نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ووحدات قياس بالقصور الذاتي، وتصويراً حرارياً.  

ويُمكن هذا التكوين ULTRA من إدراك محيطها، وتفسير التضاريس، واكتشاف العوائق وتصنيفها، وإعادة توجيهها ديناميكياً في الوقت الفعلي دون الاعتماد على الملاحة عبر الأقمار الصناعية أو روابط الاتصالات الثابتة.  

وصُممت ULTRA لتكون مقاومة للحرب الإلكترونية، ويمكنها العمل في بيئات تعاني من تشويش نظام تحديد المواقع العالمي GPS، وانخفاض الرؤية، وانخفاض جودة الاتصالات. 

مزايا ULTRA

وأجرى السرب الأول التابع لفوج الفرسان 91، باللواء 173 المحمول جواً في الجيش الأميركي، الاختبار لمركبة ULTRA التكتيكية ذاتية القيادة خلال تمرين Agile Spirit 25 في مركز التدريب والتقييم المشترك بين حلف شمال الأطلسي "الناتو" وجورجيا (JTEC) في كرتسانيسي.  

وخلال المناورة، أنجزت مركبة ULTRA عدة مهام إعادة إمداد ذاتية التشغيل بالكامل عبر التضاريس الوعرة والغابات الكثيفة.  

وأظهرت المركبة قدراتها في توصيل البضائع من نقطة إلى نقطة، والمناورة على الطرق الوعرة، والقيادة الذاتية، وتنزيل الحمولة، مُحاكيةً بذلك الدعم اللوجستي في الخطوط الأمامية في ظل ظروف بالغة الخطورة.  

وقيم جنود من اللواء 173 المحمول جواً في الجيش الأميركي، أداء المركبة، مُشيرين إلى سرعة تكيفها مع المسارات، وتجنبها للعقبات، وقدرتها على الحد من تعرض البشر لتهديدات ساحة المعركة، مثل العبوات الناسفة والكمائن. 

ويعكس الاختبار في جورجيا، مبادرةً أوسع للجيش الأميركي لتغيير كيفية إدارة عمليات الاستدامة في العمليات القتالية من خلال دمج الأنظمة الروبوتية والأنظمة ذاتية التشغيل.  

وفي الولايات المتحدة، تسارعت وتيرة التطورات الأخيرة في تقنيات مركبات الشحن ذاتية التشغيل في إطار برامج تقودها قيادة مستقبل الجيش، ومركز أنظمة المركبات الأرضية GVSC، ووحدة ابتكار الدفاع.  

وبالتوازي مع برنامج ULTRA، خضعت منصات ونماذج لوجستية متنوعة لمركبات القتال الروبوتية، ونماذج أولية تجارية مثل GDLS MUTT وPolaris MRZR Alpha للتقييم في فورت ليبرتي، وفورت إروين، وميدان يوما للاختبار.

وتهدف هذه الأنظمة إلى تفريغ المهام الخطرة والمتكررة من الجنود، ما يتيح نقل الإمدادات والذخيرة والمواد الطبية بدون مشغل بشري لمسافات طويلة. 

وتُعد فائدة مركبات الشحن ذاتية القيادة بالغة الأهمية في العمليات القتالية واسعة النطاق، حيث تُشكل خطوط اللوجستيات المتنازع عليها، وتدهور الاتصالات، وسلاسل إعادة الإمداد الطويلة نقاط ضعف كبيرة.  

قوة مضاعفة

ويتوقع الجيش الأميركي، أن تُمثل المركبات غير المأهولة، مثل ULTRA، قوة مضاعفة لدعم الوحدات الموزعة العاملة على خطوط المواجهة الواسعة.  

وتعتبر تلك المركبات قادرة على الحفاظ على وتيرة العمليات من خلال توصيل الإمدادات الأساسية خلال مراحل المناورة عالية الخطورة، ودعم التمركز المسبق للمواد قبل تحركات الوحدات، وتقليل البصمة اللوجستية من خلال تمكين التراجع الذاتي أو استعادة المعدات دون تعريض الأفراد للخطر. 

وطورت شركة Overland AI المركبة بموجب اتفاقية نموذج أولي للسلوكيات التكتيكية مع وحدة ابتكار الدفاع، وذلك لتقديم نظام مُحسّن للاستقلالية التكتيكية على نطاق واسع.  

وتتميز المركبة بحجرة حمولة معيارية قابلة لإعادة التشكيل لأغراض تشمل إجلاء المصابين، ونشر أجهزة الاستشعار، أو نقل الذخائر المتفجرة.  

وتوفر المركبة سعة حمولة تصل إلى 454 كيلوجراماً، وخيارات قيادة كهربائية بالكامل أو هجينة، ومدة تحمل للمهام تزيد عن ثماني ساعات حسب طبيعة التضاريس والحمولة، فيما تتضمن بنيتها المتينة معالجات مُعززة أمنياً وشبكات تكتيكية شبكية للتكامل الاختياري مع عناصر القيادة. 

ويضع الأداء الناجح لنظام ULTRA في مناورات Agile Spirit 25 في طليعة تطوير اللوجستيات التكتيكية المستقلة بالجيش الأميركي. 

ومع توقع إجراء المزيد من التجارب في أواخر عام 2025 وأوائل عام 2026، بما في ذلك التكامل مع أنظمة القيادة والتحكم من الجيل التالي، قد يصبح نظام ULTRA  قريباً، عنصراً أساسياً في رؤية الجيش الأميركي للاستدامة في العمليات متعددة المجالات. 

تصنيفات

قصص قد تهمك